احمد المصطفى ابراهيم : إيجار وزارة بالشحدة

عزة النفس السودانية التي ترفض الدية المحللة شرعاً وقدرها 300 ألف ريال سعودي (يسيل لها لعاب كثير من الصرافات) يرفضها رجل يسكن بيت من الطين، الفقر يحيط به من كل جانب.
يهدر عزة النفس السودانية هذه، السياسيون يقبلون بكل ما يقدم لهم في الفنادق ولشهور وعلى حساب غيرهم تحت مُسمى رعاية المفاوضات ولا يهتز لهم طرف. لو وقف الأمر على المفاوضات وتحنيس السياسيين في فنادق النجوم الخمسة على حساب عزة النفس السودانية لتمهلمنا وصبرنا.
وتأتي الفاجعة وزارة الإرشاد والأوقاف، تشحد أجرة المبنى من دولة الإمارات، وللتلطيف يقول عبر بروتوكول (لا حول ولا قوة إلا بالله)، بالله لو مواطن خليجي خالي من الدبلوماسية قال لمقيم سوداني بدولة الإمارات: (روح حنا ندفع لكم إيجار وزاراتكم ويش ها الدولة)، كيف سيكون رد هذا السوداني، هل يمكن أن يقنعه ليفصل بين دناءة النفس السياسية وعزة نفس أفراد الشعب.
احتملنا تقلب السياسيين في نعيم المال العام الذي ينتزع من أفواه الفقراء ليترفهوا ويترفعوا ويظللوا زجاجهم خجلاً من حال الشارع الذي انعدمت فيه أو كادت المواصلات، وكثير من أحياء العاصمة تشكو قلة الماء وانقطاع الكهرباء. هل بلغ بهم الأمر أن يشحدوا إيجار وزاراتهم؟
وهذه الوزارة بالذات لها من الأوقاف ما الله بها عليم ثم د. الطيب مختار ولها من إيرادات الحج والعمرة ما يبني لها مقراً عالياً إذا ما قدمت الصرف على المبنى على الصرف على القائمين عليها.
وتأتي طامة أخرى الإيجار المشحود من دولة الإمارات والتي عمرها 35 سنة تحت مُسمى بروتوكول، هذا الإيجار بالدولار ولثلاث سنوات، عدم اعتراف ضمني بالعُملة السودانية ويحمل في طياته أن لا نية للبناء خلال السنوات القادمة حتى يستمتع مالك المبنى بالأجرة الدولارية لثلاث سنوات قادمات. (لله در سمسار هذه الصفقة).
هذه وزارة الإرشاد والأوقاف تريد أن ترشدنا لديننا وديننا دين اليد العليا ودين التواضع ودين العفة وعزة النفس ودين العطاء وينبذ التسول، دين كله قيم عليا لماذا جعلت منا وزارة الإرشاد والأوقاف شحادين. فاقد الشيء لا يعطيه. ولماذا مبنى من عدة طوابق والعالم كله يشهد تقلص المباني والدواليب والترابيز والكراسي الفخمة.
طقطق الخبر عروق رأسي هل طقطق عروق مجلس الوزراء، هل سيحاسب المتسولون باسم الشعب؟ ورد كل هذا في المجلس الوطني ولكن لم تنقل لنا الصحف ماذا فعل المجلس الوطني بعد أن علم بتفاصيل (البروتوكول) هل يثور لكرامتنا التي مرمطها السياسيون؟ هل سيعمم على الوزارات بأن تترك التسول وتذهب لما ينفع الناس قبل (نقنقة) موظفيها وتوفير المكاتب الواسعة التي قد لا تتناسب مع مخرجاتهم. هل سيقارن المجلس الوطني المنصرفات والعائد (أم سيخشى من رأس السوط يلحقه) كثير من الوزارات أنشئت لترضي سياسي كمتطلبات اتفاقية أو مسح على ظهر حزب كسيح.
حسبنا الله ونعم الوكيل.

Exit mobile version