* كنت أعتقد أن ضم (الود الموهوب) مهاب عثمان يمثل إضافة كبيرة لبرنامج (أغاني وأغاني) وفتح جديد لمن لم يركضوا خلف الإعلام؛ ويسكنوا على ضفاف العدسات حتى صححتني ذاكرتي وهي تقلب حلقات العام الماضي لأقر تماماً بأن الإضافة الأكبر تتمثل في إبعاد عاصم البنا عن توليفة هذا العام.. !
* أكبر مساهمة قدمها عاصم البنا للأغنية السودانية اتجاهه لخوض تجربة التقديم التلفزيوني، لذا من واجب الحادبين على مصلحة الغناء رفع الأكف ضراعة سائلين المولى عز وجل أن ينجح عاصم في التقديم التلفزيوني فيستحوذ على كل زمنه ويصبح شغله الشاغل، و(يكفي ما ألحقه الفتى بأغنيات الكابلي العام الماضي من أذى جسيم).!
* أحياناً عندما يردد مغن عملاً خالداً لفنان رقم تشعر بأنك في حاجة للذهاب بالأغنية للمستشفى بعد أن تستخرج لها (أورنيك تمنية)..!
* البرامج التلفزيونية الناجحة ينبت لها بُرعم حب وتزداد تعتقاً وتفتقاً مع إشراقة كل صباح؛ ولا عزاء لفضائياتنا السودانية التي تكبر برامجها (عمرياً) يوماً بعد يوم مع أن نموها قد توقف منذ زمن بعيد..!!
* لا يمكن أن يكون ضعف الإنتاج وعدم تشجيع الأجهزة الإعلامية للدراما هو السبب الوحيد لتشييع الكوميديا السودانية إلي مثواها الأخير، ففي ظل التكلف الزائد والأداء المحنط والجمود الذي لا تحده حدود وسيطرة التهريج على العروض تصبح المحاولات اليائسة لانتزاع البسمات من بين الشفاه تمثل نوعاً من العبث، فحال (الكوميديا) السودانية يمثل واقعاً أليماً و(تراجيديا) قاسية تدمي الأفئدة وتنهمر لها الدموع مدرارة.. (ولا عزاء لأولئك الذين لا يعرفون أن الكوميديا تمثل فن نقد المجتمع عبر نصوص ساخرة وطرائق أداء ساحرة).
* تتطور (فرق النكات) بشكل كبير وتحظى أعمالها الخفيفة و(الإسكتشات) التي تقدمها بقبول واسع، وخير دليل علي ذلك التطور الكبير في تجربة فرقة (تيراب الكوميديا) التي باتت نكاتها تضع يدها على الجرح الاجتماعي وتمتد طرائفها لتعرية الواقع السياسي في جرأة فنية أضافت للمجموعة كثيراً، وإن عاب عليها المتابعون الاجترار وكثرة التكرار.!!
* ظلم الإعلام الفنان المسكون موهبة والمشبع إبداعاً عادل مسلم، وظلم عادل مسلم نفسه أكثر، وبغض النظر عن وقائع الظلم فإن المستمع هو الخاسر الأكبر.
* لا تزال مشاكل الناس وهمومهم بعيدة تماماً عن شاشات الفضائيات، لا زالت قنواتنا تتجاهل مناقشة القضايا الاقتصادية الملحة ومشاكل شظف العيش والمعاناة في كسب الرزق الحلال ومصاعب (قفة الخضار).. لا تزال القنوات بعيدة عن الناس لذا لا يزال الناس بعيدون عن شاشاتها..!
* بدأ تلفزيون السودان منذ فترة ليست بالطويلة بث برنامج جدير بالاحترام والمشاهدة يحمل اسم (مع الناس) يمثل (مساحة مختلفة) تستحق الوقفة!.
* لا زلنا نبحث عن مذيع يحترم المشاهد بدراسة الموضوع الذي يريد التحدث فيه.. لا زلنا نبحث عن مقدم برامج يتدفق في النقاش ببساطة مطلوبة دون تقعر يذكر، وبمرونه لا تعرف الاستعلاء ومداخلات تُثري النقاش ولا تفسده بالمقاطعات الرعناء في ظل غياب فضيلة الإصغاء..!!
* أكثر من فيروس ضرب الساحة الفنية وأكثر من سوس ينخر في عظامها فأعمال كثيرة تآكلت بسبب الصدأ، ولا زلنا تحت رحمة حناجر (لا صوت لا صدى)..!!
* سذاجة بعض الإعلانات التلفزيونية تدفع المستهلك للنفور من السلع بغض النظر عن السعر!
*… ويا عشمان (جبنا الزيت)..!
نفس أخير
* ولنردد خلف هاشم صديق:
ياتو تلفاز.. ياتو رادي.. ياتو راوي.. ياتو زينة..
لبست عريانا توب وغيرت طعم السخينة..
وياتو مركب في بحرنا طاش صوابا وهدهدت أعصابها مينا..؟؟
وياتو حلماً في عيونا ما صبح باللت عجينة..؟؟