* بمناسبة الحوار الذي أجرته الزميلة المتميزة لينا يعقوب في صحيفة السوداني، مع السيد الحسن الميرغني، والذي جدد فيه حديثه عن (خطة المائة وثمانين درجة).. أقصد المائة وثمانين يوماً، أعيد نشر مقال كتبته قبل حوالي عام من الآن، وورد فيه ما يلي:
* (الحسن الميرغني يبحث عن دورٍ ينجزه، ومهام تليق بالمنصب الذي يتقلده).
* ذلك يمثل خلاصة التصريحات التي صدرت مؤخراً، وتزامنت مع مرور مائة وثمانين يوماً على تشكيل حكومةٍ، تولى فيها الحسن منصب (مساعد أول الرئيس)، ومنحته مكتباً في القصر، وحصانةً دستورية، وسيارات للتشريفات، وحرساً نظامياً، ولم تجُد عليه بمهامٍ بدا أنه يرغب في أن يضطلع بها، لتنفيذ خطةٍ زعم أنها ستغير وجه البلاد، وتصلح حال العباد، في نصف عام.
* لو استقبل الحسن من أمره ما استدبر، لعلم أن دوراً لم يحصل عليه شقيقٌ سبقه إلى المنصب، وخرج منه كما دخل، لن يكون في متناوله، لأن وجوده في الحكومة لم يرتبط بشروطٍ مسبقة، تمنحه ما يريده ويسعى إليه.
* لا فرق بين الأدوار التي اضطلع بها جعفر الصادق سابقاً، والمنوطة بالحسن حالياً، ولا اختلاف يذكر بين المهام.. إن كانت هناك مهام!
* الفارق الوحيد يكمن في أن صفة المساعد الجديد استبقتها كلمة (أول)، وكل أول له آخر، في عرف شريكٍ لا يرى في المنصب الذي جاد به على الحسن أكثر من (حُلية)، توفر لحكومته شيئاً من التنوع في المشاركة، بيد أنها لا تجود على صاحبها بأي مهام (عليها القيمة).
* ظللنا نتساءل عن ملامح وتفاصيل خطة المائة وثمانين يوماً التي أعلنها (المساعد أول)، قبل أن يدخل القصر بلا مهام، فلم نجد لها أثراً، إلا في التصريح المنشور في الصفحة الأولى لعدد اليوم.
* طلب الحسن إبرام شراكة اقتصادية جديدة، من دون أن يحدد هوية الشريك المحتمل للحكومة فيها، ونادى بإسناد تنفيذ المشاريع التنموية إلى القوات النظامية، وأسهب في وصف المشاكل التي يعاني منها المواطن.
* توصيف مشاكل الاقتصاد، والإشارة إلى الأزمات والمنغصات التي تكدر عيش المواطنين سهل.
* الصعب الذي لم يذكره الحسن يبدو في كيفية تحويل الأفكار التي يتحدث عنها إلى واقع، وهو بلا صلاحيات تنفيذية تخوله تنفيذ خطته المعتمة، ورؤيته المشوشة.
* إن كان الحسن لا يدري، فإن الإشراف على القطاع الاقتصادي يندرج ضمن صلاحيات نائب الرئيس وليس مساعديه، ولو أمعن النظر إلى المهام التي يؤديها رصيفه (المساعد الآخر) لرأى أنها تنحصر في ممارسة أدوار (علاقات عامة) رئاسية الطابع، أكثر من كونها وظيفةً محددة المعالم والمهام.
* لا يرى الحسن منقصةً في تأجيل تطبيق خطته لوقتٍ تتوافر فيه ظروف أفضل لتنفيذها، وصبره على تهميش الحكومة له لن يحسب عليه، إلا إذا استمرأ أن يستمر في قصره بلا أدوار.
* موعد بداية تنفيذ الخطة وعدد الأيام التي ستستغرقها في تحسين حال الوطن والمواطنين ليس مهماً، المهم حقاً أن يتم طرح رؤية واقعية، وتوضيح الكيفية التي ستمكن مسؤولاً لا يمتلك أي سلطةٍ من تحويل ما يفكر فيه ويحلم به إلى عمل.
* الخطة التي يتحدث عنها الحسن تذكرنا بوقائع فيلم (واحدة بواحدة)، الذي لعب دور البطولة فيه عملاق السينما العربية عادل إمام، وروَّج خلاله لمنتجٍ سحري، وسلعة وهمية، اسمها (الفنكوش)!
* الأيام راقدة.. والصبر ممكن، ومعالجة الكيفية التي سيتم بها تنفيذ الخطة (بلا سلطة) مقدور عليها.. الرك على (الفنكوش)!!