سهامٌ على قوس الرجاء
شدَّت سهامك قوس آهي
فتدفق اللحن الوليد..
عبقاً بورد العشق يلهو
كلما أزف الجوى
وتفجر الصبر الزهيد
إني وجدتك في زمان التوق زهواً
ومددت في ولهي صفاءك
واحتويتك بين أشجاني نشيد..
من حاد عنك تساقطت أنفاسه
واستفحلت في بوحه سحب الوعيد
حيرى دروبي في التقائك يا خُطًى
عرفت سباق الهجر واسترقت
من الآمال همسي
واستطابت من محطات الجليد
في القطب كان سحابك المسقوف
بالمطر المغلف لا يحيد
والبدء في عينيك كان شرارتي
وضيائي الممزوج بالوعد المجيد
إني ملأت القلب بالأجراس
تطرق أول الأذكار دفقاً
ثم ترحل للبعيد
رحماك صبري يا خيول الحلم
ما فتئت شجونك تستغل العفو عندي
كل حين تستزيد
قد كان بيني وانتظارك ألف مفتاح
وباب لا يقاوم لوعتي أو يجدد
في تواريخي هواك ولا يعيد
الضوء من إشراقه نجوى
وشمساً في مدارك تستمد بهاءها
من نور وجهك برق عيد
هيهات تستجلي جراح الغيث
بعدك صفحة الإلهام عندي تستشف
العصر من فجر الضحى ليلاً وليد..
بسمائه النجمات ترفل في فضائك
تبتغي قمر المواعيد الجديد..
حتى تطلي في نياشين القصور أميرة
تمشي بأجنحة الندى
وتجدد الأعمار في قيثارتي
نغماً يسافر في ابتسامتك الوريفة
في رحاب السحر عندك
والمطارات التي في مقلتيك منافذاً
للطالعين من الغصون
إلى هضابك بالجديد
لك يا سهام الدفء
بحر من حبيبات العذوبة
ملء حسنك
واشتعال الصمت في شفتيك
يكتب قصتي للغيم ينبض بالقصيد
ياأروع الأزهار يا عبق الديار
ومورد الفرح الوحيد
إني اهتديت بشمس صبحك
واستقيت الظل من ماء الرؤى
وكسوت بالأمواج بحري
عدت من شط النهارمحملاً بالطيف
والصحو المديد
ردي إلي مشارقي
كي ينهض الوقت المسافر في أكفك
بين أثواب الرياح
وبين مقصدك الحميد
ليحط في الأمس ارتحالك
نحوحاضر ما سكبت بريقه
بين الترقب واحتمال الدرب
أن يصحو على عطف المريد
عفواً أحبك اشتهي رؤياك تسمو
بين ما أصبو إليه وما أريد
حتى تعودي بين صدري شمعة
لا تنطفي برحى الشهيق
ولا بآهات الزفير
ولا شرايين الصبابة
واحتقانات الوريد..
إني أحبك فاعتلي صرح المدارك
واسرجي خيل اشتهائي
كلما أزف الهوى
واستفحل الشوق العنيد.