*إطلعت على الحوار الذي أجرته لينا يعقوب في عددي أمس واليوم ب”السوداني” مع نجل رئيس الحزب الإتحادي الديمقراطي المثير للجدل محمد الحسن الميرغني مساعد أول رئيس الجمهورية فتأكد لي أنه ليس بالشباب وحدهم يصلح الحال.
*لم يتوقف الهجوم على كبارنا من الرموز السياسية التاريخية والانية وسط تصاعد الدعوة لإعطاء الشباب فرصة لقيادة الحراك السياسي‘ لكن تجربة بعض الشباب أثبتت عقم هذه الدعوة خاصة تلك القائمة على المكايدة والتامر على القيادات ليس إلا.
*الذين اطلعوا على الحوار مع محمد الحسن الميرغني لاشك أنهم فجعوا كما فجعنا من حصاد إفاداته التي لاتطمئن حتى لإصلاح حال الحزب الإتحادي الديمقراطي الذي قال فيه أن والده – متعه الله بالصحة والعافية – هو مؤسس الحزب.
*لن ندخل مع النجل المبجل في جدل لاجدوى منه عن الحزب الإتحادي وكوكبة المؤسسين‘ فهذا أمر يحفظه التاريخ ولايحتاج منا لشهادة‘ لكن المفجع أكثر تبرير النجل سبب إمتناع والده عن اللقاء بقيادة الحزب التي حضرت من الخرطوم للقائه بلندن.
*قال محمد الحسن الميرغني أن وفد الحزب الإتحادي الديمقراطي “لم يتبع الأداب والبروتوكول” لذلك لم يلتق بمولانا‘ وأنهم “منعوا أنفسهم” لأن هناك “أصول” لم يتبعوها !!.
*أضاف النجل المبجل قائلاً : كان عليهم أن يتصلوا بمولانا من الخرطوم ويبلغوه رغبتهم في لقائه‘ وليته اكتفى بذلك بل في معرض الرد على إتهام البعض بأنه كان وراء عدم إستقبال مولانا للوفد لأنه كان يحمل شكوى ضده قال : هل هناك أحد يشتكي الولد لأبيه ؟.
*عندما سألته لينا عن إتصالات الميرغني الموجدود حالياً بلندن مع قادة الحزب بالداخل قال أنه على صلة بهم خاصة فيما يتعلق بشؤون البنك الإسلامي والطريقة الختمية.
*حتى عندما تحدث عن الملفات التي كلف بها مؤخراً – بعد أن إشتكى في وقت سابق بأنه مهمش بدون أعباء – قال أنه حتى هذا الأسبوع لاتسير الأمور بسلاسة .. لكنه قال أنه سعيد بلقاء الرئيس الذي لم يقل له شيئا” لكننا إتفنا على أن نلتقي مرة اخرى”.
*لم أندهش من وصفه السودان بأنه “دولة جميلة وهادئة ” لأنه لايعرف عن السودان وأهله أبعد من حدود جنينة السيد علي الميرغني‘ وكأنه لم يسمع بالنزاعات المسلحة والموت المجاني في مناطق النزاعات والذي امتد حتى داخل حرم الجامعات‘ وطبعاً النجل المبجل لايعرف شيئاً عن جنون الاسعار والضغوط المعيشية المزدادة ولا يحس بمعاناة الناس اليومية.
* وبعد أيها النجل المبجل .. إحتفظ بنصيحتك الغالية ل” الصحافة والصحفيين” فأنت أولى بها ‘ وفقك الله على إصلاح حال الحزب الذي فقد بوصلته بسبب “تمكينكم” أنتم على ذات النهج الإنقاذي وفق نظرية ” المشاركة ” التي أوضحتها في ذات الحوار.
* نسأل الله العلي القدير ان يلهمك الحكمة كي تعيد ترتيب البيت الإتحادي على أن تبدأ بمراجعة قراراتك الفردية وتعتذر لقادة الحزب عن أسلوبك في مخاطبتهم بذات العلنية التي مارستها في هذا الحوار‘ وأن تجمع الإتحاديين الموالين والأصل والصابرين على الضيم لإعادة بناء الحزب الإتحادي الديمقراطي مؤسسياً وديمقراطيا .. ولاتفرح أيها النجل المبجل بهذا المنصب الذي سبقك إليه العزيز مني أركو مناوي وفر بجلده من القصر.