عبد العظيم صالح : النهضة .. هل من ناسخ؟

كل الأنظار تتجه إلى تونس هذه الأيام.. وفي تونس داخل أروقة حزب النهضه أذكى لاعب سياسي في فريق الإسلام السياسي.. يلعب بمهارة وقابل للتطوير والتجديد.. والمشي بالكرة) لي قدام(.. يجيد اللعب في المنطقة (الفاضية).. ولهذا فرصه دائماً كبيرة في إحراز الأهداف وامتاع جمهوره وخصومه في وقت واحد.. وفي ذات الوقت يحول خططه لأهداف ملعوبة بمهارة تحقق طموحات مشجعيه وأنصاره في التقدم والريادة.
حزب النهضة (فات الكبار والقدرو) سواء كانوا في نطاق حركة الإخوان المسلمين أو الحركات التجديدية كالحركة الإسلامية والتي يبدو تأثيرها في فترة من الفترات واضحاً.. خصوصاً على قائدها (راشد الغنوشي).. ورغم الارتباط والتماهي الذي عاشته النهضة التونسية.. إلا أنها لم تتوقف كثيراً وشقت طريقها و)فرزت عيشتها (واختطت لنفسها ولتجربتها وفكرها طريقاً خاصاً ومنفتحاً على الآخر وقادراً على التعايش (السلمي) مع الديمقراطية والتعددية التي حققها الشعب التونسي بنضاله أيام ثورات الربيع.
نجحت النهضة في الإفلات من (المصيدة) التي نصبت لها بمنهج الانفتاح والتسامح والتنازل.. وأظهرت زهداً في السلطة بتنازلها للآخرين، وإشراكهم معها في (الكعكة) وهو منهج إن بدا للبعض تكتيكياً ومرحلياً ولمريديها تنازلاً وخنوعاً.. إلا أنها الحكمة التي يحث الدين الإسلامي المسلم للبحث عنها ،وإن وجدها يجب عليه التمسك بها وعدم إضاعتها. النهضة وجدت (الحكمة وعضت عليها بقوة و(إخوة) لها في (الرضاعة) وجدوها ولكنهم أضاعوها بجهلهم وطيشهم وشعاراتهم )الرعناء(.. فخسروا وأضاعوا الأمة.
النهضة خطت خطوة أكثر جرأة تتفق مع حركة التطور ومع مسارها التاريخي.. وأعلنت بكل وضوح أنها خرجت من (الإسلام السياسي( وأنها حزب سياسي ديمقراطي ومدني وله مرجعية قيم حضارية مسلمة وحداثية وأنها خرجت من الإسلام السياسي لتدخل للديمقراطية المسلمة وقالت بوضوح إنها ستفصل النشاط الديني ليكون مستقلاً تماماً عن النشاط السياسي.
وضحت رسالة النهضة ومن المؤكد أنها ليست وليدة اللحظة أو من بنات أفكار السيد (الغنوشي).. ولكنها جاءت وفق عصف ذهني وفكري عميق واجتهاد مدروس ليمضي في خط بياني تصاعدي بات يحقق للحركة التونسية فتوحات واضحة سواء في داخل تونس أو على نطاق العالمين العربي والإسلامي ومع الغرب المرتبط بتونس جواراً وتداخلاً اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً وتاريخاً من الصراع والقتال الدموي المعروف.
هي تجربة جديدة تضاف لتجارب حركة سياسية وفكرية شغلت الناس وتباينت الآراء حولها مدحاً أو ذماً.. حباً أو كراهية.. اتفاقاً أو اختلافاً.
هي تجربة وإن بدت تونسية في بعض (خصوصيتها) إلا أنها لا تخرج من رحم الإسلام السياسي.. الأمر الذي يضع البقية في محك الاختبار الحقيقي.. إما تأييد الخطوة أو رفضها.. وفي الحالتين (أنا ضايع) وثمة ثمن ما يتوجب دفعه.
ربما السؤال الذي نطرحه هنا للحركة الإسلامية السودانية وهي حركة لها كسبها وتاريخها المعروف في التجديد.. ولها نجاحاتها وأخطاؤها.
والثانية (أكثر) و(أعظم) ويكفي للتدليل تجربتها في حكم السودان التي أرهقتها وأتعبت معها البلاد والعباد.

Exit mobile version