“يا تجاني”.. هتف الفاضل وهو ينادي على صديقه.. أراه صورة في صحيفة لجثة مطلوب التعرف عليها.. تجاني صاح أيضا: “يا إبراهيم.. يا معاوية..” وأجمع كل من رأى الصورة أنها للأمين صديقهم الذي ترك المنطقة منذ فترة وانقطعت أخباره..
ذهبوا بمعية أهله إلى المشرحة لكن المشرحة حولتهم إلى الشرطة التي أخرجت لهم الصور لمن صرحت بدفنهم بعد أن مكثوا طويلا في انتظار التعرف عليهم.. كان الأمين بلا شك..
أعطتهم الشرطة بعض متعلقات وجدت مع الجثة.. أثبتت لهم المتعلقات أن المدفون والمرحوم و.. المقتول هو الأمين.. أجرت معهم الشرطة بعض التحقيقات وزارتهم ولما تأكدت أن القتيل قد غادرهم منذ عشر سنوات تأكد لهم أن القاتل ليس من المنطقة.
لكن زوجته فجرت مفاجأة جعلت الشرطة تعيد التحقيقات.. المرحوم كان يزورها كل فترة.. والولد الذي قاطعها الجميع لإنجابه هو ولده..
ومن بيانات الهاتف تأكد لهم صدقها.. وجرى تحقيق ضاغط.. انهار فيه شقيقها معاوية: “نعم أطلقت عليه الرصاص ولكنه هرب.. لم أتأكد من موته.”
جرت المحاكمة وتمت إدانه معاوية وأطلق سراحه بالعفو.. مع تغيير حديثه بأنه ظنه لصا..
لكن معاوية صار متوجسا جدا.. كان يخيل إليه أن المرحوم يظهر له كثيرا.. ما دام ـ الأمين ـ لم يشاهده أحد يدفن.. فلا بد أنه حي..!
هو يعرفه.. يعرف غرامه بالأفلام والحبكات.. ويعرف إجرامه.. قابله في متجره ذات مساء.. طلب منه بصرامة أن يعطي زوجته نصيبها.. شقيقة معاوية لم تصدق أنه أعطاها كل أموالها.. أعاد لها الحواشة.. أعطاها بهائم.. ورد لها بيتها..
وافقت شقيقته على غريب جاء يخطبها. تم الزواج.. عرف أن الغريب هذا هو الأمين.. لكنه لم يستطع أن يتحدث بذلك.. جاءه جماعة يخطبون ويعقدون.. الزوج كان اسمه مغايرا..
قلت لمن يحكي لي هذه القصة: “أها..” أحثه على الاستطراد.. قال لي: “الأمين بالنسبة لمعاوية صار مثل نظرية المؤامرة تلح وتلوح في أخيلة البعض وكتاباتهم حتى وصلت إلى أصحاب الكوارو”..
قال لي إن العثور على الطائرة الماليزية أهون من العثور على الأمين..
قال لي إن سقوط الطائرة المصرية كان بفعل فاعلين..
وأضاع عليّ الختام..
أنا لا أحكي لكم قصة.. هذه الأمور تجري الآن..