* أصبحت الهجرة غير الشرعية من التحديات التي تواجه أفريقيا وأوروبا حاليا، وقد خلصت القمة الوزارية التي دعت لها إيطاليا مؤخرا وشارك فيها ممثلون عن 45 دولة أفريقية إلى أن معالجة أزمة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا تتطلب أولا معالجة الوضع الأمني والسياسي في ليبيا التي باتت أهم بوابات العبور لقوافل المهاجرين أوروبا الذين يضربون عرض البحر المتوسط، منهم من يقضي غرقا ومنهم من يعبر إلى المجهول في أوروبا فرارا من الوضع في بلدان الأفريقية.
* ويرى وزير خارجية السنغال مانكور ندياي أن الدول الأفريقية تدعم الخطط الإيطالية لمحاربة الهجرة غير الشرعية ولكن نجاح هذه الخطط يعتمد على حل الأزمة الأمنية في ليبيا وقال لوكالة الصحافة الفرنسية: “اليوم يجب حل مسألة ليبيا، فطالما لم نتوصل إلى تسوية للأزمة الليبية، فسيكون من الصعب معالجة موجات الهجرة الجماعية للأفارقة من السواحل الليبية إلى أوروبا”.
* إيطاليا من أكبر المستقبلين لهؤلاء المهاجرين غير الشرعيين القادمين من أفريقيا وخصصت إيطاليا بجانب ألمانيا 10 مليارات يورو لمشاريع في 7 بلدان أفريقية بهدف تجفيف منابع الهجرة وخلق فرص عمل وحياة أفضل للشباب في أوطانهم الأصلية قبل اتخاذ قرار الهجرة بحثا عن حياة أفضل في أوروبا.
* وفي نوفمبر الماضي أسست دول الاتحاد الأوروبي في اجتماع في مالطا صندوقا ماليا بحجم 1.8 مليار يور، لمساعدة أفريقيا على معالجة دوافع الهجرة
* ويقول نائب وزير الخارجية الإيطالي ماريو غيرو أن توجه بلاده لمواجهة الهجرة هو خلق تحالف مع البلدان الأفريقية وتبادل للاستثمارات والعمل والتنسيق في مراقبة تدفقات المهاجرين وكذلك التعاون في الجوانب الأمنية.
* ويبدو أن البعد التنموي من أجل إزالة أسباب هجرة الشباب الأفارقة إلى أوروبا عبر رحلات طويلة وخطرة هو ما يجب التركيز عليه، بحسب وزيرة الخارجية الكينية أمينة محمد التي نقلت عنها صحيفة (الديلي نيشن) الكينية القول إن الاستثمارات الأوروبية في حال وجهت لإنشاء الصناعات الكبيرة في أفريقيا فإنها سوف تساهم في وقف نزيف العقول وهجرة العمالة إلى أوروبا وقالت: “نحن لا نريد تصدير العمالة إلى أوروبا وإنما نرغب في شراكات استثمارية تشكل قيمة مضافة للمنتجات الأفريقية داخل القارة للتأكيد على أن تستفيد القارة من مواردها بنفسها”.
* وقبل انعقاد القمة الإيطالية الأفريقية أكد رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي والمستشارة الألمانية آنغيلا ميركل الحاجة إلى استراتيجية أوروبية لمعالجة جذور ظاهرة الهجرة من خلال دعم التنمية في أفريقيا وتحديدا تونس واستقرار ليبيا بالتعاون مع مصر.
* إذاً، كلام أمينة يجب أن ينظر إليه بعين الاعتبار من خلال ضخ استثمارات أوروبية في القارة الأفريقية لإيجاد فرص عمل وحياة أفضل للشباب قبل التفكير في الهجرة.