(1)
* كلما اشتكي مبدع من المرض والفاقة والعوز تساءل الناس بشيء من الدهشة والاستغراب: (إنتو وين صندوق رعاية المبدعين..؟؟)
والإجابة واحدة :-
(الصندوق مات محترقاً عبر مواقفه المخجلة وغيابه المخزي وصمت القائمين علي أمره.. ولا يزال هناك من يحدث الناس عن صندوق يعتبره المبدعون أسوأ مقلب وأكبر خازوق)..!!
* عزيزي وزير الثقافة الطيب حسن بدوي: (متى سيتم العثور علي الصندوق الأسود لـ” صندوق رعاية المبدعين” الذي احترق طائره “الملعون” منذ سنوات طوال)..؟؟
* أغرب ما يميز صندوق (تجاهل) المبدعين أنه أمسك يده فلم يقدم دعماً لأحد، كما أنه للأسف الشديد لا يكلف نفسه عناء السؤال والزيارة ليُكمِل سيناريو الغياب الكامل والتقصير الشامل..!!
* صندوق (تجاهل) المبدعين.. (واقع يزعل وحالة تخجل)..!
* قلنا من قبل إنه لا أمل ينتظر من صندوق (أسود) ليس به مال ولا يملك (ذاكرة تحدٍ وأسرار).. وحقاً أن ميزة بعض الصناديق الفارغة أنها فارقت (الحياء) قبل (الحياة) ..!
(2)
صلاح مصطفى.. (بعد الغياب)..!
* (الانزواء) لا يليق بفنان بقامة صلاح مصطفى المديدة، و(الغياب) لا يشبه رجلاً مبدعاً ينتظر الناس إطلالته الوسيمة، و(ارتداء الكبار لطاقية الإخفاء) يفتح الأبواب لأشباح المغنين فتنكمش بذلك مساحات الرصانة ويتسيد (الغثاء)..!!
* (الإصلاح) في عودة من هم بقامة وجودة منتوج صلاح.. ولا زلنا ننتظر الرجل بكثير أمل (بعد الغياب وبعد الليالي المرة في حضن العذاب).
(3)
أنفاس متقطعة
* هجرت كثير من الحناجر الغناء للوطن وسيطرت عقلية الغناء للأنظمة والحكومات على حساب الغناء الوطني وسط عدد كبير من الفنانين (عافاهم الله)..!!
* كثير من الفنانين للأسف الشديد لا يفرقون ما بين مدح الأنظمة والحكومات والغناء للوطن، لذا فقد انكمشت مساحات الغناء الوطني ومعظم الحناجر الشابة تردد الأعمال الوطنية المسموعة التي مرت عليها عشرات السنين في معظم الاحتفالات والمناسبات..!!
* الغناء على أنغام (الشوك والسكاكين والملاعق) بالفنادق والمطاعم لا يليق بالفنانين الجادين أصحاب المشاريع الفنية الحقيقية، لذا من الطبيعي أن يحرص محمد الأمين وعركي وعقد الجلاد على الغناء على خشبات المسارح للجمهور الذي يأتي للتشبع بفن راق يرد الروح، لا لأولئك الذين يأتون للعشاء والضحك وهم متحلقون حول الطاولات أو مصطفون في (البوفيه المفتوح)..!
* مشكلة محلية الأغنية السودانية تتلخص في محدودية سقف طموح الفنانين السودانيين الذين لا هم لهم سوى تحقيق الشهرة داخلياً، وانعدام الجرأة وتهيب الاقتحام وانتظار القنوات الفضائية حتى تأتي وفودها لتطرق أبواب منازلهم، وقلنا إن الحديث عن تميز الفن السوداني وثرائنا الموسيقي وتراثنا المتنوع ومخزوننا النغمي الكبير تسبب في إصابتنا بـ(تضخم زائد) وجعلنا نخلف رجلاً على رجل وننتظر يوم الفتح العظيم الذي لم يأت ولن يأتي ما لم نجتهد بعزيمة وإخلاص لتقديم أنفسنا للعالم .
* كل شيء في السودان (مرتفع) عدا الغناء فهو الوحيد الذي (تنخفض) قيمته و(يهبط) كل يوم..!!
* كثير من البرامج التلفزيونية تساقطت أقنعتها مبكراً بينما حزمت أخرى أمتعتها ورحلت قبل أن يرحل المشاهدون عن متابعتها..!!
* (رحل) التيجاني سعيد عن عوالم الشعر الغنائي (من غير ميعاد) ، واكتفى بلوحتين فنيتين لو لم يلوّن دنيا القوافى بغيرهما لشهدنا له بالنبوغ، في الوقت الذي سرقت فيه الإعلانات على قلتها والدراما – رغم ندرتها – الشاعر المتمكن جمال حسن سعيد من فضاءات القريض، كما أننا لا ندرى حتى الآن هل هجر صلاح حاج سعيد بعد (يا جميل يا رائع) الشعر أم أنه فقد الرغبة في تقديم الجديد..؟
(4)
نفس أخير
* وخلف الراحل محمد عثمان عبد الرحيم نردد:
كل أجزائه لنا وطن .. إذ نباهي به ونفتتن.. نتغنى بحسنه أبداً .. دونه لا يروقنا حسن.