* وكلما اطلت مغنية جديدة بالمشهد الفني ازددنا قناعة بأن كثيرا من الأصوات النسائية الشابة تحتاج لوقفة مع النفس حتى لا تفقد (شفرة التواصل) مع المستمع فينقطع الإرسال ويتوقف البث..!
* اختارت سمية حسن أن تكون صوتاً من الأمس لأنها لم تقدم أغنيات خاصة تضع اسمها في الذاكرة؛ فالاعتماد على (الأقدمية) يمكن أن يرفعك درجات ورتبا في ميادين العسكرية ولكنه لا يمثل لك سنداً بالساحة الفنية؛ فرفع الأكف القبعات بالتحايا في دنيا النغم لا يناله إلا أصحاب الإضافات الحقيقية..!
* لم تعتزل سمية حسن الغناء كحنان النيل، ولم تستقر بالإمارات كأسرار بابكر، ولم تتوقف عن ترديد الأغاني العاطفية كعافية حسن التي قالت إنها تفرغت للدعوة بصوتها وتقديم أناشيد دينية.. سمية حسن لم يكن هناك أي وجه شبه بينها ومن ذكرناهن من مغنيات، ولكنها للأسف لم تقدم (أعمالاً خاصة تملك خواص البقاء) حتى يحفظها الناس طيلة سنوات مشوارها الفني الممتد، لذا فإن حضورها الغنائي لم يلفت (السمع) حتى ينشغل الناس بغيابها، و(كثرة الأغنيات الماسخة – وإن تضاعف عددها – لا تصنع لصاحبتها جماهيرية ومكانة راسخة)..!
* ومع إشراقة كل صباح تظهر مغنية جديدة، ولا يزال موقع حنان النيل شاغراً..!!
* أجمل قرار اتخذته حنان النيل هو اعتزالها للغناء، لأن كثيرا ممن نسمعهن يملأن الفضاء ضجيجاً وزعيقاً، لا يمكن أن نقول إنهن زميلات لحنان النيل في مهنة واحدة..!!
* تمتلك الواعدة مكارم بشير القبول، فما الذي يدفعها لزيادة وزنها الفني بأطنان من الغرور؟
* عندما ظهرت إيمان لندن فضّلت عابدة الشيخ الاختفاء..!
* اختفت عابدة الشيخ بين جدران منزلها بأم درمان لأنها لم تستطع مقاومة (تيار الجبجبة) واكتفت بمراقبة المشهد الغنائي من على البعد وموقفها – وإن وجد البعض له مبرراً – فإنه يمثل تخاذلاً غير مقبول لفنانة تكتب الشعر وتصيغ الألحان وتملك القدرة على تقديم منتوجها للناس.. غياب عابدة لا يشفع لها أبداً حتى ولو كان يمثل (إدانة صامتة) للواقع، فالانزواء يجعلك مسلوب الإرادة ويخصم مما تملكه من رصيد، و(أوليني اهتمامك وامنحني المزيد، بخلص وبوفي ليك للحد البعيد)..!
* توارت عوضية (عذاب) صاحبة الاسم الفني الغريب بسرعة أفول تساوى ثلاثة أضعاف سرعتها في الظهور..!
* تقدمت نانسي عجاج خطوات نوعية لأنها شرعت في تقديم أعمال خاصة وبدأت الخروج من نفق الغناء المسموع رويداً رويدا، أما هاجر كباشي فهي صاحبة صوت جميل ولكنها بعيدة عن التخطيط ولا تعرف كيفية التواصل وخلق أرضية، لذا من الطبيعي أن ينساها الناس إن هاجرت لأستراليا أو استقرت في السودان، فللغناء كلمة سر أول حروفها التواصل وتقديم أعمال عصية على النسيان..!
* فضّلت الفنانة الاستثنائية أسرار بابكر العيش كـ(زوجة) داخل جدران بيتها بدولة الإمارات العربية ومفارقة عالم الفن ولو إلى حين.. تفرغت أسرار لبيتها وهذا حقها رغم الخسارة الفادحة التي خلفتها.. تركت أسرار صاحبة (الحضور الفارع) الساحة لمغنيات (الكلام الفارغ) ونأمل أن نسمعها وهي تشدو مغنية في القريب العاجل، وفي الليلة الظلماء نفتقد عطر الفن المسموع المالكة لـ(أسرار الغناء..!!)
* (أسرار) أفضل من يمارس التطريب (جهراً..)!!
* قلت مراراً إني أطرب حد الانتشاء للواعدة شموس عندما تغني للراحل عثمان الشفيع بحسها الفني المرهف وحنجرتها الندية وأدائها البديع..!!
* شموس التي غابت مؤخراً وباتت شحيحة الإطلالة ينبغي أن تركز على تقديم تجربتها الخاصة فهي شابة موهوبة تضيء عتمة الغناء وتترك ظلالاً على الأداء..!!
** نفس أخير
* ولنردد خلف أزهري محمد علي:
محاصر بسأل عن سكة تطلع منك
أو سكة تودي ليك
محاصر فيك..!!
بسأل عن مخرج منك ليك
وزي نهر بينبع وما لاقي مصب
بتمدد عشقك من أقصي ضواحي الروح
لأقصي نواحي القلب.