تصدرت أغاني مايكل جاكسون قوائم أكثر الأغنيات مبيعا، بعد ساعات من وفاته. وتربعت أغنيات جاكسون وفريق “جاكسون فايف”؛ الذي ضم أشقاء جاكسون، المراكز الـ15 الأولى في قائمة أكثر المنتجات الموسيقية مبيعا على قائمة موقع “أمازون.كوم” الأمريكي المتخصص في بيع المواد الترفيهية على شبكة الإنترنت، والذي يحدث قوائمه على الإنترنت كل ساعة. وسجل الموقع إقبالا شديدا على ألبوم “ثريلر” الشهير، حسب تقارير الجمعة 26-6-2009.
وامتلأت شبكة الانترنت الجمعة برسائل التعاطف من مشاهير او شخصيات لم تكشف عن هويتها احياء لذكرى “ملك البوب” الراحل.
وادت وفاة المغني الامريكي الى دفع الانتخابات الايرانية الى المرتبة الخامسة بين موضوعات موقع المدونات القصيرة “تويتر”.
يشار إلى أن جاكسون عاش حياة منعزلة بعد تبرئته في عام 2005 من اتهامات التحرش الجنسي بالأطفال، وهي المرة الثانية التي يواجه فيها مزاعم غير مؤكدة بالتحرش الجنسي بأطفال صغار.
وقالت نجمة البوب مادونا “لا يمكنني التوقف عن البكاء لهذا الخبر الحزين… لقد كنت معجبة دائما بمايكل جاكسون. لقد فقد العالم أحد العظماء ولكن موسيقاه ستعيش للأبد”.
ومن جهتها، أعربت الممثلة الإيطالية الشهيرة صوفيا لورين -74 عاما- عن صدمتها الشديدة من نبأ وفاة جاكسون المفاجئة، وقالت “فقد العالم رمزا. لن يأتي مطلقا شخص مثل مايكل. أشعر بالأسى الشديد”. وقالت لورين إنها تأمل أن يجد جاكسون أخيرا “الراحة التي يستحقها بعد المعاناة الطويلة”.
مؤسسة نيلسون مانديلا ترثي جاكسون
وانضمت مؤسسة “نيلسون مانديلا”، التي يملكها رئيس جنوب إفريقيا السابق وأحد رموز مناهضة التمييز العنصري إلى محبي الموسيقى، في مختلف أنحاء العالم، للإعراب عن صدمتها بسبب وفاته.
وقال المؤسسة -في بيان- “تأسف مؤسسة نيلسون مانديلا لوفاة مايكل جاكسون.. سيشعر محبوه في مختلف أنحاء العالم بفقدانه”.
وكان جاكسون التقى بمانديلا عام 1999، وقدم تبرعا إلى صندوق “نيلسون مانديلا للأطفال”.
وقبل عامين -خلال زيارته “التاريخية”- قدم حفلا موسيقيا في مدينة دربان الساحلية بجنوب إفريقيا.
وعرضت محطات الإذاعة في جنوب إفريقيا أغاني جاكسون خلال الصباح، واتصل محبوه للإعراب عن صدمتهم بسبب وفاة ملك البوب.
صدمة في اليابات
وفي طوكيو، وصف اليابانيون جاكسون بأنه أسطورة، وأن أنباء وفاته أصابت البلاد بالصدمة والحزن.
وقال أحد الخبراء في مجال الصناعة في قناة “نيبون” التلفزيونية اليابانية “أصبح جاكسون أسطورة نظرا لأنه كان يتسم بموهبة شديدة، ولهذا السبب كثرت حوله الشائعات خلال حياته المتألقة”.
وكان جاكسون زار اليابان آخر مرة في آذار/مارس عام 2007، حيث التقى بمحبيه لالتقاط صور فوتوغرافية له. ودفع كل منهم 400 ألف ين (4100 دولار) ليقضي وقتا معه.
وقالت تقارير إعلامية إنه لم يغن أو يرقص خلال إقامته، لكن توجه للتسوق في متجر إلكترونيات كبير في طوكيو؛ لشراء دمى.
وزار اليابان، لأول مرة، في عام 1987، بعد أن لاقت أغنيه “ثريلر” أفضل رواجا دوليا وزادت شعبيته هناك.
كما أصاب أيضا نبأ وفاته بعض السياسيين اليابانيين بالصدمة. وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية تاكيو كاوامورا “أعرب عن أسفي الشديد لوفاة نجم عظيم مثل هذا. انظروا إلى التغطية الإخبارية التي تنشر ويمكنكم أن تعرفوا تأثير هذا الرجل”.
براون: خبر محزن للملايين من عشاقه
وأعرب رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون الجمعة- عن حزنه لوفاة “ملك البوب” المغني الأمريكي جاكسون.
وقال متحدث باسم براون، خلال تصريحات في لندن، “هذا خبر محزن للغاية بالنسبة للملايين من عشاق مايكل جاكسون في بريطانيا والعالم”.
ومن ناحية أخرى، أشادت المغنية الأمريكية المعروفة ماريا كاري بـ”المساهمة الفريدة” التي قدمها المغني الأمريكي الراحل.
وقالت كاري، اليوم الجمعة، عن طريق إدارة أعمالها في لندن إن جاكسون “أدخل السعادة إلى قلوب الملايين من عشاقه”.
وأضافت كاري “لن يحتل أي فنان آخر مكانه مطلقا.. نجمه سيظل مضيئا”.
ومن جهته، قال نجم الروك الأمريكي ليني كرافيتز “لن تظهر موهبة مثل مايكل جاكسون مطلقا”. وقال إن المغني الأمريكي كان شخصا “منحه الله صوتا ملائكيا”.
وأكد كرافيتز أنه لمس في جاكسون شخصية شديدة المرح خلال عملهما المشترك.
وأضاف “رأيت أيضا كيف كان أبا وإنسانا رائعا.. أنا في قمة الحزن”. وقال مخاطبا النجم الراحل “لقد أعطيتنا كل ما في وسعك”.
الأفارقة يرثون فنانا حارب الجوع
وقد لف الحزن والاسى والخيبة ارجاء افريقيا اثر اعلان وفاة جاكسون الذي يذكره الكثيرون من الافارقة خصوصا باعتباره فنانا كبيرا وملتزما بمكافحة الجوع في القارة التي تعتبره “ابنا” لها، حتى ولو كان البعض يجد صعوبة في تجاوز مجونه.
وبدا التأثر بشكل خاص في اثيوبيا أمس الخميس لأن جاكسون كان وراء تعبئة دولية ضد المجاعة بفضل اغنيته الشهيرة “وي آر ذي وورلد” (1985) التي كتبها مع ليونل ريتشي واداها اكثر من 20 مغنيا.
وقال وزير الثقافة الاثيوبي محمود ديرير “في المدن الكبرى الاثيوبية تأثر الكثير من الناس بشكل خاص لوفاته”.
ومن نيروبي الى دكار، توالت شهادات التأثر والانفعال والتعليقات التي اشادت بسيرة مايكل جاكسون سليل الاسرة الفقيرة من السود في شمال الولايات المتحدة واجداده العبيد المرحلين و”ابن” افريقيا التي زارها في سبعينات وتسعينات القرن الماضي.
وكتب على يافطة ضخمة لدى وصوله في 1992 الى ليبرفيل حيث كان في انتظاره عشرات آلاف المعجبين “اهلا بك في الديار مايكل”.
ومنذ ذلك الحين، اصبح لديه اسم محلي في الغابون هو ميكالا. وعرفت اسرته بقربها من اسرة الرئيس الغابوني الراحل عمر بونغو.
وقال علي بونغو وزير الدفاع ونجل رئيس الغابون الذي نظم زيارته الى بلاده “انه اول فنان يفرض نفسه على العالم باسره وعلى كل الاجناس. لقد اثبت ان الموسيقى لا حدود لها”.
وفي كينيا، قال اريك وايناينا احد اشهر المطربين “كان يقوم بأشياء خارقة ببساطة من خلال الغاء الحواجز بين موسيقى السود والبيض”.
واكد المغني السنغالي اسماعيلا تيديان من فرقة الاسطورة توري كوندا “لا شيء سوى الحزن والاسف بعد رحيله”، مضيفا “لقد كان هرما موسيقيا وقام بأمور كثيرة في الفترة التي عاشها”.
اما الفنانة السيراليونية جانات ويلس التي كانت تعتزم السفر الى لندن لحضور عودة جاكسون الى الغناء، فقد كان وقع اعلان وفاته خبرا “لا يصدق وصدمة”. ودعت بلادها الى اعلان “الحداد اسبوعا باسم التضامن بين السود لان الفقيد جللنا بالفخر”.
وقال الكاميروني روجيه سامينغ من فرقة افرو-بوب ايكس مالايا ان “مايكل جاكسون احدث ثورة في الموسيقى وكان يجعلنا نحلم منذ نعومة اظفارنا”، في حين اشار مواطنه روبن بينام بيكوي من فرقة ماكاسي الى “جديته ومهنيته” وقدرته “على التجديد المستمر”.
واذا كانت عبقرية الفنان موضع اجماع من الكل، فانه كان موضع انتقاد لجهة السلوك او بسبب جوانب من حياته الخاصة، كما هو الحال في ساحل العاج حيث اعلن ملك البوب زعيما قبليا في ابواسو (جنوب شرق) اثناء جولته في 1992.
ويتذكر الصحافي تيبورسي كوفي ان جاكسون قام لدى نزوله من الطائرة “بسد انفه. واثارت تلك الحركة غضب السكان لانهم اعتبروا ان مايكل جاكسون اراد ان يقول ان ساحل العاج تنبعث منها رائحة كريهة”.
واعرب دي جي لوسيانو الموسيقي العاجي الذي كان قلد جاكسون في شبابه في النوادي الليلية في ابيدجان، عن اسفه لنهاية معبوده الذي رحل “مثقلا بالديون وقد لوثت سمعته فضائح التحرش بالاطفال”.
وقال وزير الثقافة الاثيوبي انه “باستثناء سلوكه الخاص، فانه يترك ذكرى لأيقونة خصوصا من خلال اغنيته التي تدعونا الى ترك عالم افضل للاجيال اللاحقة”.
العربية نت