لا أخاف يوماً من الباطل أن ينتصر ،، فإن الله وعدنا حين قال :- (إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا) و لذلك أنا مطمئن بأن الباطل زائل مهما طال أمده ومهما انتصر انتصارات صورية وانتفخ بانتصاراته ،، ولكني أخاف أن يضيع الحــــقً ،، وتصبح المداهنة هي من أهم ثوابت الحياة لدى البعض، وتابع عزيزي القارئ عمودي إلى آخره ولكني أنصحك بأن تكون قريباً من مستشفى بها تخصصات أمراض القلب والكلى والمخ وأعصاب .
قبل شهور قليلة رفعت الحكومة سعر الغاز ( 200 في المية ) ،، والبرلمان سكت سكتة واحدة ،، وكأنه ليس ممثلاً للشعب وما قال ( بغم ) من أجل المواطن ،، ثم أمس تطالعنا الصحف بتصريح غريب من مسؤول بأن الغاز في مصفاة الجيلي يتم حرقه في الهواء لكثرة الإنتاج لم تتكرم الدولة أن تتصدق به على الفقراء ممن هجر استخدام الغاز من بعد الزيادة ،، ولأن هنالك من يهمه أمر بقاء السعر المرتفع فلازم يتم حرقه في الهواء لتحافظ الجهات المعنية على السعر وحجم الطلب بفن صناعة ( النُدرة ) حتى يلهث الناس ويفرحوا إذا عثروا غلى أي شيء من أبسط مقومات الحياة لأي شعب في العالم .
بالأمس الأول كذلك دولة كندا ( الكافرة ) تخفض أسعار المواد الغذائية بشكل كبير وبموجب أمر حكومي لكل قطاعات التجارة والصناعة الخاصة بالمواد الغذائية إكراماً للمسلمين في رمضان ومساهمة من أجل أن يصوموا رمضان بأقل التكاليف .
وبالأمس تصريح عبر الصحف من مسؤول كذلك يقول بأن السكر متوفر،، وأردف قائلاً ولن تدعم الدولة السكر ،، علماً بأن أسعار السكر تصاعدت بشكل مخيف ومخصوص لضرب المستهلك في رمضان فلدينا بعض التجار ( الشطار ) البعض قانونه الذي يسير عليه في الحياة هو ( نفسي ومن بعدي الطوفان ) ولذلك يستمتعون بتعذيب ورفع نسبة الفقر بين الشعب.
ومعظم التجار في بلادي عكس تجار دولة كندا (الكفار ) و غير المسلمين ينتهزون فرصة شهر رمضان من أجل تحقيق ثراء فاحش بل يستعد البعض له بتجفيف السوق منذ أكثر من ثلاثة شهور من السلع الضرورية في رمضان ليجعل الناس في جحيم سخانة المناخ وسخانة الجيوب ،، وبدلاً من نشر الرحمة على العباد ينشرون الجوع والفقر والندرة .
وعضو برلماني يتحدث أمس في صحيفة بأن هنالك جهات تستورد الأسماك واللحوم ،، والخضروات وفاكهة الشتاء في الصيف والعكس وكله من الخارج ،، إذاً نحن في بلد يتمتع بقمة الرفاهية.
بالتالي لماذا يتحدث وزير المالية عن ارتفاع الدولار ويجد له مبررات واهية وهو يعلم كيف يتم صرف الدولار في البلاد وفيم يتم الاستيراد بهذا الدولار ،، وعلى شح موارده يتم استعماله في استيراد مواد يفترض يكون بلدنا هو المصدر الأول لها .
ثم خبر صغير في صحف أمس أيضاً يقول هنالك ارتفاع في سلعة الدقيق وتخيل مثل هذا الخبر ونحن على أبواب رمضان .
والسؤال أين دور الحكومة في ضبط الأسعار وفرض أسعار تبعد المكاسب المضاعفة عن بعض التجار الجشعين والساعين لهلاك الشعب ،، أم أن فرض أسعار( تسعيرة ) على السلع ومراقبتها أمر فيه مخالفة للشرع الإسلامي،،، فأنا لست ضليعاً في فقه السترة والتمكين والتحلل ،، ولعله أمر ممنوع وفقاً لشريعة الحركة وأهداف المشروع الحضاري للمؤتمر الوطني، وعلينا أن نستفتي شيخاً من الشيوخ الذين أقروا لنا التمكين والسترة والتحلل فهم أعلم منا بذلك .