لم تمض ساعات على عمليات إحتفال محلية المتة بإفتتاح مركزها الشرطي الشاهق الجديد، المزود بكل الوسائل التي تمكن الشرطة من أداء واجبها على الوجه الأكمل، بحيث جاء هذا الافتتاح الشرطي ضمن جولة شرطية جهيرة يقودها المدير العام للشرطة الفريق هاشم عثمان لوﻻية نهر النيل، في عملية تتعدي افتتاح المنشآت إلى ما يشبه (الفتح الشرطي الكبير) الذي يعزز المعنويات ويضاعف الإمكانات ويقف على الثغرات، ويوفر المعالجات مباشرة على الأرض خلال هذه الجوﻻت.. لم تمض ساعات على افتتاح هذا المبني، حتي تمكنت أجهزة أمن محلية المتمة من إحراز نجاح باهر في (عملية ود حامد)، التي تم فيها ضبط كمية مقدرة من الأسلحة والذخائر!! كما لو أن الأجهزة الأمنية بهذا النصر الأمني الكبير ترد الدين في حينه إلى السيد المفتش العام للشرطة !!
* لما كنت استقبل دعوة الأخ الأستاذ عثمان يعقوب معتمد محلية المتمة، تساءلت في بادئ الأمر: كيف لوﻻية الأمن والسلام الأولي أن تشهر خيمة للاحتفال بمظهر أمني؟!! .. ولم تمض على مكالمة الأخ المعتمد سوي ساعات حتي أرسل لي صور الأسلحة المضبوطة، بيان بالعمل، والذخيرة كما لو أنها (تقاة قمح أو فول)!! في وﻻية عرفت بتصدير المانجو والفنديلا والقمح والفول والتأربخ والامن!! فأدركت لحظتها سر ليالي الزيارة الشرطية الأمنية !!
* على أن عملية (ود حامد) قد أعادت لي شريط (موسم الهجرة إلى الشمال) !! أعني مواسم عبور الأسلحة عبر الشمال، بحيث لم تجف بعد ضبطيات الأسلحة في منطقة مروي منذ نحو أسابيع قليلة، وقبلها كانت عملية (بنطون الباوقة) التي تمت فيها ضبطية أسلحة أخري، وغيرها من مضابط الأسلحة العديدة !!
* ودعوني أعيد هنا تساؤلي ومناشدتي السابقة بين يدي زيارة سعادة الفريق هاشم عثمان إلى الوﻻية، والتي أكيد ستشمل منطقة العبيدية مكمن الجمهرة والشغيلة والاحتشاد البشري!! لماذا ظلت العبيدية بنقطة شرطتها العتيقة ببضع شرطيين وسيارة واحدة لوقت قريب!! والعبيدية أضحت مهبط ومأوي عشرات الآلاف من القادمين الجدد!!.. وأذكر أن العربة الوحيدة كانت معطلة يوم أن أجريت ذلك الاستقصاء الصحفي!! احتدم ذلك التساؤل المقلق يومئذ وكمية الأموال المتداولة يوميا في محطة العبيدية تصل لبضع مليارات!! ذلك حسب إفادات شرطة الجمارك والبنوك والصرافات والصاغة!! بحيث ما حل المال والأعمال والعمالة في بلد إلا وحلت معهم الجرائم التي لم تكن معروفة في أسلافهم!!.. لكننا استبشرتا خيرا بعد افتتاح مركز شرطة الجمارك الذي نأمل أن توفر له كافة المعينات حتى يقوم بدوره كاملا
* واضح أن وﻻية نهر النيل أضحت معبراً للأسلحة المتدفقة من الأماكن المضطربة، أو في طريقها إلى أن تصبح كذلك!! .. على أن رأسمال هذه الوﻻية الحقيقي حتي كتابة هذا المقال هو الأمن!! وهذه الحوادث على تباعدها مع يقظة الأجهزة الأمنية بالولاية لم تسحب الكثير من أرصدة الأمن !!
* بيد أن مرحلة أمنية جديدة وفق معطيات (وﻻية الذهب)، ومطلوبات الصحاري والضهاري المفتوحة، يفترض أن تبدأ بوعي وقوة، على أن زيارة السيد المدير العام للشرطة أكيد انها جاءت في هذا السياق.. والله خير حافظا.