لمة ناس

:: بعد خراب سوبا، اتحاد الصحفيين يعد بوضع ضوابط لمنح السجل الصحفي والانتماء للمهنة، ومنها التشدد في الامتحانات المؤهلة لنيل السجل، ثم التأكد من خضوع المتقدمين للتدريب، حصر العضوية، تنقيح السجل القديم ومراجعته.. قبل أشهر، أي في عهد الأخ الصادق الرزيقي، جلس أكثر من خمسمائة لامتحان السجل وأصبحوا (كماً آخر) في قائمة الصحفيين التي كثافتها تتجاوز (7000).. !!
:: ومن جلسوا للامتحان الأخير، بعضهم إن لم يتجاوز سن المعاش، فقد يكون قاب قوسين أو أدنى من التجاوز.. والسواد الأعظم منهم يمتهنون مهناً أخرى لا علاقة لها بالصحافة غير الاطلاع والمتابعة لمعرفة موعد امتحان السجل.. والقليل من كتائب الجالسين لامتحان السجل إما تخرجوا في كليات الإعلام أو من الشباب الراغب في احتراف المهنة، وهؤلاء -للأسف- يعدون على أصابع اليد .. وهكذا حال المهنة في بلادنا، حال كما الغزو الأجنبي ..!!
:: يغزونها ولا يحترفونها..وفيهم من لا يكتب سطراً ولو صحيفة حائطية..واليوم لو خيرت أصحاب المهنة الأخرى الذين يحملون بطاقة الصحافة ما بين احتراف الصحافة أو مهنهم، لما اختاروا غير مهنهم ..هم يعلمون بأن الصحافة مهنة نكد وشقاء ومتاعب لمن يحترفها بـصدق، ويعلمون بأنها مهنة محفوفة بالمخاطر والمحاكم لمن يحترفها بـنزاهة.. ومع ذلك يتكالبون إلى بطاقتها ليتكسبوا بها (مادياً واجتماعياً)..!!
:: وما يُزعج الزملاء القابضين على (جمر المهنة)، هو أنهم يجدون في صفوف الاقتراع بدار الاتحاد يوم انتخاب اتحادهم (العساكر) و(العُمال) و(الموظفين) و (أرباب المعاش)، وغيرهم.. أي لكل مهنة على وجه الأرض تمثيل نوعي وكيفي في قائمة العضوية حتى ينتابنا الإحساس بأن صفوف الاقتراع ما هي لاختيار رئيس الجمهورية أو نائب برلماني، وليس (اتحاد مهني).. !!
:: وكذلك الحال يوم التقديم لبيوت الصحفيين وغيرها من الخدمات.. وتقريباً هذه غاية من الغايات العظمى التي تعرض المهنة لكل هذا (الغزو الأجنبي)..و الشاهد أن ما يسمونها بمدينة الصحفيين بالوادي الأخضر بالخرطوم بحري والحارة مائة بأم درمان، فهي -على أرض الواقع- مدينة العساكر والمحامين والعمال والموظفين و (من لا مهنة له).. وأن أهل الوجع بالصحافة في هذه المدن لا يتجاوزا ( 10%)..!!
:: نعم، تعريف الصحافة -والصحفي- تجاوز ضيق الورق إلى سعة كل وسائل الإعلام بما فيها الإلكترونية، وليس من العقل ألا نواكب ونؤمن ونعمل بهذا التعريف الشامل الذي يفتح باب عضوية اتحاد الصحفيين لمن يعملون في كل وسائل الإعلام بمن فيهم (المدونون)..ومع ذلك، إن كانت النقابة من محرمات هذا العهد، فليس هناك ما يمنع تنقيح الفيالق من غير المتفرغين لمهنة الصحافة الورقية عبر جمعية داخل الاتحاد، كما تجربة الصيادلة.. !!
:: اتحاد الصيادلة يشمل كل الصيادلة، ولكن عضوية الجمعية الصيدلانية التابعة للاتحاد خاصة فقط للمتفرغين لمهنة الصيدلة عبر (الصيدليات)..وبهذا التنظيم نجحوا في توزيع الخدمات وفرص التدريب والتأهيل لمن يستحقونها، أي لمن تفرغوا للمهنة.. ولو نقل اتحاد الصحفيين تجربة اتحاد الصيادلة، فلن يجلس لامتحان السجل الصحفي غير الراغبين في احتراف المهنة وليس كل الحشد المراد به فقط رسوم السجل ثم التصويت مقابل بيوت (الحارة 100)..!!

Exit mobile version