على الرغم من اختلاف الأسباب التي تؤدي لاندلاع العنف بين الطلاب في الجامعات، إلا أنها دوما ما تكون مبنية على خلافات على الحكم، إذ يمثل الصراع على كرسي “حكومة الطلاب” المتمثلة في الاتحادات الطلابية حجر الزاوية في الصراعات، مثلما يمثل طلاب المؤتمر الوطني قاسما مشتركا في كل الصراعات العنيفة التي تتفجر هنا أو هناك بسبب الاتحادات الجماعية.. وربما لم ينفصل عن تلك الرؤية العنف الذي تفجر أمس الأول واستمر حتى الأمس بجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية غير أن اللافت فيه أنه عنف انفجر بين طلاب المؤتمر الوطني وطلاب المؤتمر الشعبي.. فالعنف الذي انفجر بين الحزبين لم يضع حسبانا للتقارب الذي نشأ بين الحزبين مؤخرا لدرجة الدعوة للاندماج والتي برزت في أعقاب رحيل دكتور الترابي، فما حدث في مدخل مدينة الثورة بأم درمان “مقر الجامعة” بحسب مراقبين ربما عصف بأشواق الوحدة وأثبت مقولة “يعملوها الصغار ويقع فيها الكبار” خاصة وإن الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. إبراهيم السنوسي والأمين السياسي للحزب كمال عمر، سارعا بزيارة المصابين في مستشفى أم درمان.
عنف متعمد
المتحدث الرسمي باسم طلاب منتدى جامعة القرآن الكريم مصطفى يعقوب، يؤكد في حديثه خلال مؤتمر صحفي عقده أمس بدار المؤتمر الشعبي إن اتحاد الجامعة لم يقدم شيئا خلال عام كامل، وظل ينتهج العنف طوال الأربع سنوات، مشيراً إلى أن طلاب المؤتمر الوطني يمارسون العنف داخل الجامعة كلما حان موعد الانتخابات طمعا في أن تعلن عمادة شؤون الطلاب فوزهم بالتزكية، وزاد “اتفقنا أن توفر عمادة شؤون الطلاب شرطة لحراسة العملية الانتخابية في الجامعة، لمنع العنف الذي يحدث كل عام لتحمي الطلاب، غير أن الشرطة لم تكن حاضرة، وبين أن العنف لم يكن بين طلاب الشعبي والوطني إنما كان بين الطلاب الذين يريدون إصلاح المنهج الأكاديمي وإحداث التغيير داخل الجامعة، موضحا أن طلاب المؤتمر الوطني يريدون سلب إرادة طلاب الجامعة، وأشار إلى أن العنف في الجامعة اندلع من جانب واحد، وقام به طلاب المؤتمر الوطني ضد طلاب الجامعة الآخرين.
إصابات خطيرة
ويشير يعقوب إلى أنه قدم قائمة مرشحيهم للاتحاد عن الساعة 11 ظهراً، امتثالا لأمر الأجهزة المختصة التي كانت موجودة وعند وصوله لباب العمادة بدأ طلاب الوطني في ضربه واعتدوا عليه وقاموا بسلب عشرين بطاقة من بطاقات الطلاب في الوقت الذي بدأت مجموعة منهم كانت متمركزة في الطابق الثالث للمبنى في إلقاء قنابل الملتوف الحارقة على الطلاب المتواجدين أمام العمادة والتي أسفرت على إصابتهم بإصابات خطيرة، مؤكدا وجود طالب في العناية المكثفة في حالة خطرة جداً بينما أصيب هو بكسر في اليد وأصيب طالب آخر بكسر في رجله، مؤكداً أن الإصابات الطفيفة أكثر من 45 إصابة والإصابات الخطيرة 8 إصابات، وأشار إلى أنهم لم يبادروا بالعنف، في الوقت الذي كان فيه طلاب الوطني يحملون أسلحة “مسدسات وكلاشات” أطلقوا منها ذخيرة حية على الطلاب، إضافة للهجوم عليهم بالسيخ والسواطير، مناشداً منظمات المجتمع المدني بدعم علاج المصابين لأن حالتهم خطيرة، وهناك من يحتاج لعملية تكلف 80 مليون لطالب ينحدر من أسرة فقيرة، وأضاف عمادة شؤون الطلاب إلى الآن لم تصدر بيانا، وزاد: نحن كطلاب نحمل إدارة الجامعة مسؤولية ما حدث مطالباً أن تتولى مسؤولية الاتحاد إدارة الجامعة بالكامل.
تجدد العنف
ويقول المتحدث باسم الحركة الإسلامية الطالبية بالمؤتمر الشعبي، يونس محمد علي، وقعنا من قبل على وثيقة لنبذ العنف داخل الجامعات تفاجأنا بأن طلاب الوطني خرقوا اللائحة في الحملة الانتخابية، مشيراً إلى أنهم طالبوا الحرس الجامعي أن يفض التجمهر من أمام العمادة، غير أنه فاجأهم بأنه لا يمتلك الصلاحية لذلك، مبيناً أن المؤتمر الوطني فشل في تقديم مرشحيه، وكشف أن نسبة فوز الوطني في الانتخابات تكاد تكون معدومة لأنهم عجزوا عن تقديم برنامج انتخابي، وأضاف لم يكن هناك اشتباك كانت هناك عملية إسقاط مواد حارقة، كاشفاً عن تجدد الاشتباكات من طلاب المؤتمر الوطني في اليوم الثاني، وتابع “المؤسف أن الجهات المختصة بدلا من أن تحمي الطلاب من العنف تتفرج عليهم وهم يقومون به، مطالباً إدارة الجامعة بمحاسبة الجناة وتقديمهم لمحكمة عادلة، بجانب محاسبة حرس الجامعة الذي تسبب في دخول الأسلحة والمواد الحارقة إلى الجامعة، مطالباً بتجميد الاتحاد لفترة عام حتى يتجنب طلاب الجامعة المشاكل والاشتباكات .
حمل السلاح علناً
الأمين العام لطلاب المؤتمر الشعبي، الحاج حامد عثمان، قال إن طلاب الوطني يسيطرون على كل الاتحادات بأسلوب العنف أو يجمدون الاتحاد بحيلة الاعتداء على الطلاب، وأضاف لابد لنا من اتخاذ موقف تجاه ما حدث، وقال إن من المؤسف أن يتواطأ البعض مع طلاب الوطني في هذه العملية، بيد أنهم أثاروا أحداث العنف وأوقفوا العملية الانتخابية أمام مسمع ومرأى إدارة الجامعة، محملاً عمادة الجامعة مسؤولية إدارة الانتخابات، مشيراً إلى أن إدارة الجامعات لم تتح بيئة مناسبة للطلاب لممارسة حقوقهم المشروعة داخلها، مبيناً أن طلاب الوطني يتصدون عنهم في هذه القضايا باعتبارها قضايا تخصهم هم، لافتاً أنهم يتعاملون فوق القانون وكأن الجامعات ملكاً لهم، مشيراً إلى أن الأحداث التي يتسبب فيها طلاب الوطني يدون البلاغ فيها ضد مجهول، في الوقت الذي يقتل فيه طالب من المؤتمر الوطني بسرعة البرق فيتم القبض على الجاني ويحاكم مثل ما تم في جامعة شرق النيل والسودان من قبل، “وكأن طلاب الوطني ملائكة لا يخطئون” مؤكداً مقدرة الحركة الإسلامية الطلابية على الدفاع عن مواقفها والتعبير عن نفسها وسط الطلاب.
الخرطوم: جادالرب عبيد
صحيفةالصيحة