> ألم يكن أهل جنوب السودان المثقفين قبل الانفصال وبعده يتفاءلون بأن أمريكا وإسرائيل ستجعل بلدهم إذا أصبح دولة مستقلة ينعم بالأمن والرفاهية؟. > لكن الآن تسوء الأوضاع كلها هناك.. الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والخدمية. > ولا سيولة ولا نقد أجنبي ولا أمن شخصي.. ومشكلات الصراع القبلي سيدة الموقف الآن. > و السؤال أين واشنطن التي رعت انفصال الجنوب..؟ وقد فهمنا إذن.. أن تشجيع واشنطن لفصل جنوب السودان كان من أجل أن تتوقف استفادة السودان من عائدات النفط المستخرج من الإقليم الجنوبي حينها في حسم التمرد بسهولة وإعادة الأمن والاستقرار. > وهذا بالطبع سيشكل انتصاراً وطنياً على المؤامرة الأجنبية.. وقد تحقق الانتصار الميداني بالفعل. > لذلك.. حركت القوى الأجنبية حركة التمرد بقيادة قرنق حينها نحو التفاوض لتكون اتفاقية نيفاشا.. وقد كانت أكبر خدعة للشعب الجنوبي.. وهو لم يشعر بذلك طبعاً لأنه مخدر جداً بالتحريض ضد الشمال. > وحكومة جوبا بدلاً من أن تحدثنا عن ثمار الاستقلال الجيدة بعد أن تحدثت الحركة الشعبية عن بشائرها بعد التوقيع على نيفاشا، فهي تحدثنا الآن عن تفاصيل خطرة كما تقول الأخبار حول انهيار الاقتصاد.. وإفلاس الخزينة المركزية. > والسؤال هنا.. هل الآن سيفهم الجنوبيون أن التصويت للانفصال قد أصبح وبالاً عليهم وهو عكس المتوقع؟. > نعم.. قد فهموا.. ولكن الأهم هو أن يفهموا أن واشنطن وإسرائيل وظفتا لصالحهما قضيتهم مع الخرطوم. > الآن أين واشنطن؟.. أين إسرائيل؟. أين هما من الآن مما يعيشه شعب جنوب السودان من مآسٍ وكوارث؟. > هل هذا ما كان ينتظره شعب جنوب السودان من تبني واشنطن وإسرائيل لقضيتهم؟. > هذا ما أرادته واشنطن وإسرائيل طبعاً بالضبط.. وها هي حكومة جوبا تتحدث عما أراداه. > السؤال.. هل ترى واشنطن إنها عاجزة عن احتواء الكوارث والبلاوي التي حلت بجنوب السودان؟. هل السودان أقدر من الولايات المتحدة الأمريكية رغم الحصار الأمريكي على المساهمة الفعالة في حل مشكلة جنوب السودان ما بعد الاستقلال كما تعترف حكومة جوبا الآن نفسها؟. > وسلفا كير.. يجذب مشار إلى جوبا بمنصب رفيع جداً بعد تمرده لكي تتحول الصراعات من معركة بين مجموعتي سلفا كير ومشار إلى معركة بين جماعتين داخل مجموعة مشار. > وبهذا يكون سلفا كير قد ضرب مشار برفاقه الذين حاربوا له قوات حكومة جوبا..أو الجيش الشعبي جناح الحكومة. > والسؤال هل ستترك واشنطن صراعات مجموعة مشار مع صراعات غرب الاستوائية تستمر في نسف استقرار الجنوب؟. هل هي عاجزة عن حسمها لصالح حليفتها حكومة سلفا كير؟. > بعض الحكومات الإفريقية خاصة مثل حكومة جوبا ترى لشيء ما، أن شر واشنطن وإسرائيل أفضل من خير أعداء واشنطن وإسرائيل.. مثل السودان. > قادة حكومات إفريقيا يهمهم البقاء في الحكم ولا يرون إنهم من الممكن يكسبون ذلك دون إيذاء الشعوب بتمرير أجندة القوى الأجنبية. غداً نلتقي بإذن الله..