التقيته منذ سنوات خلت عندما تخلي عنه أبناؤه بمحض إرادتهم بعد رحيل والدتهم الي دار الخلود فيما رفضت زوجات ابنائه تحمل مسؤوليته فكان القرار الذهاب بالأب إلى دار المسنين وهنا كانت قاصمة الظهر وكانت بداية النهاية لرجل افني حياته في خدمة أبنائه الذين تخلوا عنه من اجل راحة اسرهم ليختار وضع حد لحياته وذلك عبر اتخاذه قرار ( الانتحار) والذي استيقظت الدار في ذلك الصباح الحزين علي خبره .
(1)
حينما تخطف يد المنون احد الناس يصبح الامر طبيعياً ومقبولاً فهي سنة الحياة لكن ان يوقع الانسان شهادة وفاتة بيده تاركاً حسرة في قلب اهلة وذويه هنا يكمن اللغز الذي يحير اقراباء الراحل لما عجل بحياته فالحياة اثمن من ان نخسرها في لحظة مهما بغت اوجاعها فلا يمكن ان نودعها بتلك الطريقة الدرامية تاركين خلفنا الاف التساؤلات والاستفهامات التي لا حد لها .
(2)
الحب كان وراء رحيل (…..) ذات العشرين عاماً التي رفضت اسرتها اقترانها بمن هواه قلبها وجاء رفض الاسرة بحجة انها صغيرة ولابد من اكمال دراستها لكن حبها كان اقوي من جبروت الاسرة فهددت بالانتحار فلم يبالي احد الا ان تفاجوا بها في اليوم الثاني وهي ممده علي الارض وتسبح في بركة من الدماء لتنتهي حياتها من رجل سيبكي اياماً ثم يكمل حياته مع انثي خلافها وتصبح في ذاكرته مجرد ذكري يجترها من حين لاخر !
(3)
حالة أخري لــ (…) وهو تاجر مشهور بسوق أمدرمان قبل سنوات حاصرته الديون واستعصي عليه ان يجد مخرجاً ليلجا لبيع كل مايملك من حطام الدنيا ، ورغم ذلك فشل في تسديد ماعلية واصبح قاب قوسين او ادني من السجن فما كان منه الا ان اتخذ قراراً بانهاء حياتة بدلاً من انهاء أزمته المالية وتناول كوباً من الصبغة كان كفيلاً بسد القصبة الهوائية لتبارح الروح جسدها قبل ان يتم اسعافة لاقرب مستشفي .
(4)
حالات عديدة احتضنتها دفاتر الشرطة لحالات انتحار فيما تنوعت الاسباب المؤدية الي ذلك مابين اكتئاب وضيق واسباب نفسية ، من جانبة قال استاذ علم الاجتماع علي عبد القادر في حديثة ل(كوكتيل) ان ظاهرة الانتحار تعود الي الاوضاع التي يعيش فيها المقبلون عليه والتي تمنعهم من تحقيق اهدافهم لكن لابد ان يسعي الانسان لمواجهة ظروفه وان لايختار الانتحار مخرجاً من الهموم التي لازمته فاليأس والاحباط دوافع تدفع الانسان للهرب من الحياة خاصة اذا كان يفتقد للوازع الديني .
تقرير : تفاؤل العامري
صحيفة السوداني