تونس الخضراء.
ذلك من تعريفات ذلك البلد.
وتونس(العذبة كالطفولة كالأحلام) عرفناها من الشاعر الشابي.. وعرفناها من «إذا الشعب يوما أراد الحياة».. وعرفناها يوم نزل الشعب التونسي العظيم هذا البيت من عليائه إلى الأرض، التي كانت تتغطى بالهتافات، والقبضات.. وتتغطى بالعرق النبيل.
ذلك شعب أراد الحياة، فاستجاب القدر.. وكان لابد لليل ان ينجلي، وكان لابد للقيد ان ينكسن، وكان لابد أن «يشرد» بن علي.. وكان لابد لهتافه الزلزال «الشعب يريد تغيير النظام» ان يعبر الحدود.. ويصير أنشودة الحلاقيم التي تبحث عن الكرامة والحرية، في كل مكان!
«الشعب يريد تغيير النظام»
ذلك أجمل منتوج تونسي.. وأجمل صادرات تونس.
الشعوب التي تلهم شعوبا، هي الشعوب الحية..
والشعب التونسي، لم يكتف فقط، بإلهام الشعوب خريطة الطريق إلى الخلاص من الأنظمة الفاجرة، وإنما- بعد نجاح ثورتها الجبارة- أعطت الشعب الدرس: درس ان تسير بالثورة إلى نهاياتها الطبيعية.. وأجمل نهايات أي ثورة شعبية على أي نظام قابض، هو ان تؤسس لنظام ديمقراطي، يتم فيه تداول السلطة، بفهم عميق لماهية الديمقراطية. وأجمل مفاهيمها أنه لا خاسر من اللعبة الديمقراطية، وإنما الكل رابح.. والكل في النهاية هو الوطن.
تونس درس، ديمقراطي.
درس، أفرح الديمقراطيات.. وكان يمكن ان تستلهمه الشعوب التي عبر إليها الهتاف المجيد، لولا ان التكالب على السلطة مفسدة للثوار، أحيانا!
تونس لا تزال، تقدم الدرس البليغ..
والأمل ان تستفيد الشعوب العربية، من هذا الدرس، في استلهامها الثاني، للهتاف الذي عبر الحدود.
الثورات، لا تموت..
غنها في جينة الشعوب.. وفي امتداد خؤيطتها الوراثية!
ومرحبا بالرئيس التونسي السبسي!