تحدثت في المقال السابق عن سلامة الأقدام وصحتها وإضافة خطوات من المشي في سبيل الخلاص من آلام المفاصل والقولون العصبي والبواسير.
وكلنا بات يعلم هذه الأمراض وشيوعها في العالم لأسباب كثيرة، منها الاعتماد على الوجبات السريعة والمسبقة التحضير، وقلة الرياضة وقلة شرب الماء عند الكثير، وكثرة الاعتماد على القهوة والمشروبات الغازية عند كثير من الناس.
لذلك أصبحنا نرى أخيرا زيادة التوعية في المجتمع والمدارس خاصة حول أهمية شرب الماء الصحي والرياضة، أو الرياضة الخفيفة، والحركة أثناء العمل.
ومن مكاني المهني يوميا نصادف من هؤلاء المراجعين، ممن يريد التخلص من الآلام القولون العصبي والمغص وتشنج العضلات والغازات الثقيلة المصاحبة لذلك، ومن دون رجعة!
علما بأن الطب الحديث لم يتوصل الى معرفة أسباب القولون العصبي على وجه التحديد، لكن الأعراض المداهمة للمريض تنبئ عن أخطاء غذائية ومعيشية، ينتج عنها نقص في بعض الفيتامينات المهمة لحركة عضلات الأمعاء، كالكالسيوم والمغنيسيوم والبورون والزنك، وعادة تكون في حبة واحدة كمكمل غذائي، هذا بالإضافة إلى الحالة النفسية والتغيير الهرموني المفاجئ للمريض، وقلة الحركة، والرغبة في الجلوس أكثر، والسمنة، ما يؤدي إلى بطء في الحركة العضلية للقولون وأحيانا مصحوبة بتشنجات عصبية مؤلمة تكون سريعة فتؤدي إلى الإسهال، أو بطيئة تؤدي إلى تخمر الطعام والانتفاخ، والغازات، فتسبب الإمساك والبواسير والشروخات الشرجية النازفة.
وباعتبار أن الرياضة من أهم وأوسع المجالات في العلاجات العالمية، ذكرت وكلنا يعلم أن المشي من أسهل هذه الرياضات وأسرع حل لهذه الأمراض، ورأينا أن في سلامة القدمين والعمل على مساجهما بالمشي من وقت لآخر ومن دون حذاء، قد أظهر نتائج مذهلة في علاج القولون العصبي، ما أدى إلى تحسين الهضم ونفسية المريض.
كما أنه بطريق غير مباشر أصبح علاجا للإمساك والبواسير، وغازات الليل، ومع تنظيم كمية شرب الماء والسوائل، خاصة في فصل الصيف، وجد الكثيرون من مرضى السكر والكوليسترول فرصة لتعديل نسبهم في الدم، وبمراقبة الطبيب المعالج، تم إيقاف الأدوية الكيميائية.
كما وجدنا أن هذا الحل مجد للتجربة ونتائجه نافعة لمن عندهم حساسية ومشاكل مع الأغذية التي تحتوي على القمح ومشتقاته، أو الثوم والبصل غير المطبوخين، أو المشروبات الغازية.
وبما أن التغييرات الهرمونية لها تأثير كبير والإكثار من شرب القهوة والشاي، والأطعمة الحارة (بسبب البهارات)، وبعض أنواع الخضار (الكرنب، الملفوف، الملوخية، الباذنجان) أو أكل الطماطم بقشرها (أما من دون القشر لا تثير القولون) اللبن والحليب، العدس، اللوبيا، كلها تؤثر عكسيا في الجسم والقولون في حالة الغضب، فإن الاغتسال بماء بارد نوعا ما ومساج للجسم إجمالا والأقدام خاصة، يؤدي إلى حل سريع وارتخاء في عضلة القولون وتحسين الهضم خلال اليوم، في حال تعذر المشي، مع المحافظة على حفظ التوازن للفيتامينات التي ذكرناها، كأن تؤخذ حبة يوميا بعد أي وجبة كمكمل غذائي، ريثما يتم تنظيم الوجبات تماما وتغير النظام اليومي لما يناسب المريض.