هذا “مطار الأشباح”.. حيث ترقد الطائرات المهجورة

في إحدى سهول إسبانيا الجافة يُوجد مشهد غريب على طول طريق “مديجر” السريع بموازاة البحر الأبيض المتوسط.

يظهر على طول الطريق خط متتالٍ من طائرات السفر العملاقة، لكنها لا تقبع في أي مطار عادي، فهذا هو أكبر مطار صناعي في أوروبا، والذي يقع في مدينة تيروال.

لن تجد هنا نقاط التسجيل لدخول الطائرة أو سيارات للأجرة أو مقاهٍ أو حتى بوابات لمغادرة المسافرين، فهنا ستجد الطائرات اللواتي سحبت من الخدمة، سواء كان ذلك بشكل مؤقت أو دائم، ليتم العمل على صيانتها.

مدير المطار تيروال، أليخاندرو إبراهيم، يقول إن الموقع يتضمن أنواعاً مختلفة من النشاطات المرتبطة بالطيران، منها تلك القطاعات التي قد تحظى بفرص نمو كبيرة.

ويضيف إبراهيم أن “المطار رحّب منذ افتتاحه بشركة بدأت بتجربة محركات للصواريخ،” مضيفاً أن “المطار شارك بالأبحاث المتعلقة بالطائرات دون طيار،” ومشيراً إلى أنه “سيتم إنشاء مركز لتدريب الطيارين قريباً.”

وحتى تتواجد مثل هذه المساحات لإجراء التجارب المرتبطة بالتحليق الجوي، يتوجب وجود مساحة كبيرة، إذ توجد هنالك مناطق مماثلة له حول العالم، مثل “ميناء موهافي للطيران والفضاء” في صحراء ولاية كاليفورنيا الأمريكية، حيث يخلق الجو الجاف البيئة المثالية لتخزين الطائرات.

وهنالك أيضاً منطقة باو الواقعة جنوب فرنسا، والتي خُصصت مساحتها لمثل هذه التجارب، لتبحث شركة “Tarmac Aerosave” عن منطقة شبيهة، ويبدو أن تيروال تعد الخيار الأنسب لها، بجوها الجاف، وموقعها المميز بين برشلونة ومدريد وفالنسيا.

يُذكر بأن هذا الطلب على مساحات التخزين والبحث الجوي والفضائي أتى بعد النمو بهذا القطاع الذي تلا عقدين من الرأسمالية في الصناعة.

أما فيما يخص الاهتمام بهذا المطار فمرده إلى الأزمة الاقتصادية في روسيا، إذ شهدت شركة “Transaero” التي تعتبر ثاني أكبر الخطوط الجوية بروسيا و”UTAir” التي تأتي بالمرتبة الرابعة، وقتاً عصيباً في العام 2015، لتتخلص الأخيرة من غالبية أسطولهما الجوي، وتوقف الأولى جميع عملياتها، ما أدى إلى تضخم حجم الطائرات العاطلة عن العمل بالسوق، ومن كافة الأنواع، الأمر الذي استدعى الحاجة للحصول على مساحة أكبر لتخزين هذه الطائرات.

CNN

Exit mobile version