الكاريكاتيرست منعم حمزة: حزنت لأنني بعت لوحاتي

بتنظيم من بلدية (تيما) بالنرويج تم افتتاح المعرض الفردي للفنان التشكيلي المعروف منعم حمزة المهاجر بمملكة النرويج يوم الجمعة 13/ مايو الحالي، وفي حديث لمنعم مع آخر لحظة عن فكرة المعرض قال: هو محاولة مني لدعم أطفال جنوب السودان، في العام الماضي أقمت معرضاً لدعم أطفال سوريا، كما سبق أن أقمنا معرضاً جماعياً لسبعة تشكيليين سودانيين من السودان والنرويج وألمانيا لدعم الأطفال المشردين بمدينة بورتسودان تحت رعاية منظمة (من التسول إلى الأمان)، وكان بالعاصمة أوسلو تحت رعاية عمدة المدينة السيد فابيان استانق.

وأضاف منعم احتوى هذا المعرض على 42 لوحة بأحجام ومقاسات مختلفة.. الأعمال تتراوح بين الشخوص والموتيفات الأفريقية.. وعن انطباعاتي الأوروبية.. ما بين الواقعية فى الحياة اليومية وبين التجريد والبحت.
وأشار إلى ضرورة أن يرى الأوربيون الوجه الآخر للسودان، لأن معظم الأوربيين هنا لا يعرفون عن السودان سوى دارفور وقبلها حرب الجنوب والانفصال كما قال، وأضاف الأوربيون تشعر أنهم منحازون لجنوب السودان ويعتقدون أنه مظلوم، لذلك حاولت أن أقول لهم نحن شعب واحد بدليل أننى الآن مهتم بدعم الأطفال بالجنوب خصوصاً من فقدوا والديهم جراء الحرب.

وخلال معارضي أحاول دائماً فتح حوارات من أجل التبادل الثقافى بين أفريقيا والدول الاسكندنافية.. أي بين خط الاستواء الحار وبين القطب الشمالي المتجمد، وسيكون التبادل على مختلف الأصعدة الثقافية.. فنون بصرية.. تشكيلية.. دراما.. موسيقى وغناء.. فرق استعراضية.. وشعراء ومواهب أخرى.
منعم خلال فترة إقامته مد جسوراً بينه والنرويجيين ووجد احفتاءً كبيراً، عن هذا الأمر قال: الشعب النرويجي متعطش للآخر بسبب مناخه البارد الذي تسبب في بعض العزلة، وموقع النرويج الجغرافي البعيد عن دول الحراك، ويدعمون تلك الأنشطة بقوة بحكم إمكاناتهم المادية الهائلة.
أما عن المواد التي استخدمها في العرض هذا العام هي ألوان الاكليريك على الكانفس.. والألوان المائية التي يعشقها بجنون كما يقول، واستخدم خامات طبيعية اكتشفتها بالغابات الغنية هنا.

سيطوف هذا المعرض عدة مدن سنبدأ بمدينة (بيرغن) المدينة الثانية بعد أوسلو والتي كانت عاصمة للبلاد قديماً، وفي النية زيادة لوحات المعرض لأجل عرضه في دول الجوار.. السويد والنرويج وفنلندا.. وكلها تدخل في منظومة الدول الاسكندنافية. التلفزيون النرويجي أجرى حواراً مع منعم بمناسبة المعرض، فماذا دار فيه: عندما سألني مقدم البرنامج في التلفزيون النرويجي عن هل أنت سعيد ببيع عدد من لوحاتك التي اقتناها الناس.. فأجبت بأنني حزين لفقد أعمالي.. أعمالي مثل أبنائي تماماً.. رد الرجل بكل ذكاء (أنت فقدت أطفالك من الأحبار والألوان.. وكسبت أطفالاً حقيقيين من لحم ودم)، ألف تحية لأطفال جنوب السودان.

وعن تواصله مع الشعب النرويجي يقول منعم:
ساعدني على ذلك تجاوب الشعب النرويجي مع اللغة الإنجليزية بعكس شعوب أوربية أخرى.. اللغة النرويجية صعبة جداً، إذ هي مجموعة لهجات.. ويصعب التعبير بها.. اللغة هى مفتاح المعرفة.. حللت هذه العقدة بواسطة اللغة الإنجليزية، فنحن الجيل الذي تعلم بالثانويات على أيدي مدرسين كانوا يأتون لنا من إنجلترا.. أضف لذلك تقبل الشعب النرويجي للوافد الغريب خاصة إذا كان بإمكان الوافد كسر حاجز التخوف من الآخر.. الفنون والرياضة هي مداخل قوية لبداية العلاقات هنا.. إذن أنا محظوظ
لأنني أشارك في مناسبات واحتفالات مدينتي.. أرسم الناس في الشوارع مقابل عائد مادي رمزي وأحياناً كثيرة بلا مقابل.. هذه الفعالية خلقت لي جمهوراً وأصدقاء وقربتني جداً لقلوبهم.. أرسمهم أحياناً بالكاريكاتير لإضفاء مزيد من جو البهجة والإلفة والمحبة.
أحياناً ألون وجوه الأطفال الصغار في أشكال حيوانات وفراشات و.. و.. و.. فصارت علاقاتي ممتدة من رياض الأطفال وحتى العجزة والمسنين.

مصعب محمد علي
صحيفة آخر لحظة

Exit mobile version