عندما كان (3310) سيد الموقف في سوق الهواتف وهو الأعلى سعراً والأحدث تقنية، كان كثير من حامليه يطربون لنغماته ويفخرون بشكله وحجمه، لذا كان عدد حامليه محدوداً، وحتى أبرع صنايعي في سوق الهاتف السيار في ذلك الوقت يجدون بعض الصعوبات في فك طلاسمه والتعامل معه، أحد الذين يمتلكون الـ 3310 شاب قدم من ليبيا في العام 2007 حدث لهاتفه عطلاً دفعه للبحث عن مكان لصيانته في سوق بحري, وعندما وجده شعر ببعض الراحة كما قال, الا ان الصنايعي فشل في التعامل معه, فذهب الى اخر, فاجأه بان الصنايعي السابق قد جرد الهاتف من بعض ملحقاته, فعاد اليه وقال له (انت ستكون سببا في دخولي لهذا المجال حتى يتقى الناس شر فعلتك هذه)
وبعد شهر التحق هذا الشاب محمد الطيب الشهير بالليبي بمحل للصيانة تعلم بعض اسرار الهاتف كما قال لنا( اتعلمت الصيانة بالملاحظة والاسئلة الكتيرة, لم اكن اتحرج في الاسئلة, الا ان اصبحت اعرف الكثير وفي كافة الاجهزة)
فاصبح ذائع الصيت , ويلجأ اليه امهر صنايعي في سوق الموبايلات, كما ان زبائنه من مناطق بعيدة , وبالوصف كما قيل لنا
الليبي يرى ان اول سبل المعرفة هي عدم الشعور بالحرج عندما تعي الصنايعي الحيلة, والقراءة المتاحة عبر الانترنت, واضاف الصبر وحسن التعامل مع الزبائن ( اتفضل شاي , اتفضل اقعد , نجيب ليك موية, والتبسم في وجه الزبون ) هي ابواب تدفع الزبون للاطمئنان, كما انها لاتكلف لانها في وسعنا جميعاً خاصة وان كثير من الصنايعية واصحاب البرمجة متهمون بانهم متجهمون ويردون على الاسئلة باقتضاب.
وعندما سألنا محمد الفاضل الشهير بـ «دكشا» وهو يعمل في مجال البرمجيات عن اكثر المشاكل التي تواجهه في عمله قال ( في بداية عملي كنت اجازف, لاتعلم واكتشف وفي بعض الاحيان بغرض التحدي, فتحدث اعطال اكبر, لذا يطالب الزبون بجهاز اخر(تعويض) اما الان الوضع اصبح مختلفا, لانني اتعامل مع كافة الاجهزة والزبائن بدربة واحترافية تامة) ( شغال بنظرية الايام بتعملك)
اما الليبي فقد سمع شكاوى بعض زملائه الذين قالوا ( الناس بقت ما بتثق في الصنايعي السوداني, بقوا يمشوا للاجانب) فهو يرى ان الصنايعي السوداني ذكي ولامح, وقادر على معالجة اصعب المشاكل, والاجانب الذين يلجأ اليهم الناس هذه الايام تعلموا منا نحن السودانيين, والمح الى ان الظرف الاقتصادي سبب كاف لقبول اي اقل الاسعار, واضاف ( لازم نتضامن مع الناس الغلابة)
بحري: مصعب محمد علي
صحيفة آخر لحظة