عبد العظيم صالح : القوى الخفية

قبل يومين احتفت كل صحف الخرطوم بتصريح قوي لوالي الخرطوم بعد زيارة ميدانية وجولة واسعة في محلية بحري.. فعل مثل (هذا)يوفر أطناناً من ورق يستخدم في كتابة تقارير قد تقرأ وقد لا تقرأ.. ده زمن قراية؟!!
الفريق عبد الرحيم (شاف كل حاجة) وبعدها أصدر قراراً فورياً بترحيل موقف شندي إلى مدينة نبتة الجديدة شمال بحري.
لاحظوا كلمة فوراً والتي تعني حسب إلمامنا (المتواضع )باللغة العربية تنفيذ القرار بدون إبطاء أو تسويف أو مماطلة أو التفاف.
قد يتبادر للذهن أن القرار وليد اللحظة وأن الوالي طلعت القصة في رأسو فجأة. والحقيقة هي لا (هذا)و لا (ذاك).. القرار في حقيقة الأمر (القديم المتجدد) يعود تاريخه الى أزمان سحيقة وقد أصدره من قبل عدة مسؤولين (عساكر ومدنيين)..ولكنه ظل تحت (استعمار) قوى (خفية)ولوبيات عملت على (قتله)في مهدده.. ويا ما سمعنا القصص والحكايات و (الحرامات)و (الطلاقات)والأجاويد.. وكلها (حركات) ويا للأسف نجحت تماماً في وأد حلم (المسافر)نحو الشمال في السفر عبر موقف حضاري ومريح ويتفق مع حقه في الحصول على راحة قبل (ركوبه) الطريق.
من طرائف الصحف في مختلف الفترات أن الصحفي المتدرب يبدأ عمله بإجراء تحقيق عن معاناة الناس في موقف شندي..الشغل ساهل ومريح وما على الصحفي سوى خطف رجله ليرى القصة واضحه أمامه وما (دايره درس عصر.) .ناس محشورة في شريط ضيق وبصات تتزاحم وصفافير وكواريك وفوضي تضرب في كل عتبات المكان لا تعرف المسافر من المودع وتختلط عليك ملامح السواق من المساعد من الكومسنجي من المحتال من النشال من العاطل..عندما يخرج البص بالسلامه تكون كل (الإضنين صانه).
كل الدراسات والتوصيات والمواطنين والنواب في الولايات.. كلهم (فتروا)من المناشدات والمذكرات المطالبة بترحيل هذا الموقف الى أي مكان.. حتى لو كان هذا المكان (الميجه)او (جبل جاري) المهم خروج الناس والبصات والشنط والقفف على جناح السرعة من هذا (الزقاق)المخيف.
لقد استغربت وأنا أقرأ في آخرلحظة التحقيق الذي أجراه زميلنا معاويه عبدالرازق أمس من داخل الموقف وحمل وجهة نظر واحده للمعارضين للقرار.. وسبب استغرابي أين وجهة نظر المؤيدين والمختصين الذين قاموا (بتحديث)البيانات القديمة ولم يجدوا سبباً واحداً لحشر الناس في الزقاق وأرض الله (واسعة فلاة) كما قال ذاك الأعرابي.
ضحكت من قول البعض أن الموقف الجديد غير آمن ولا أعرف تفسيراً للكلمة وتبدو مضحكة إذا علمنا أن المسافة بين الموقفين لا تزيد على نصف ساعة.. فهل ينعدم الأمن داخل محلية بحري إذا سرنا نصف ساعة؟!..
بقية الحجج مضحكة وأخشى من الالتفاف القديم على القرار يا سيادة الوالي. .ويا معاوية كمل تحقيقك بإراز وجهة النظر (الأخرى)التي تستهدف البحث عن مكان أكثر حضارة ويليق بالمسافر الذي تعب كثيراً.. كثيراً!!

Exit mobile version