انتقدت الحكومة السودانية، السبت، ما قالت أنها محاولات تبذلها ايران لـ (تسييس) فريضة الحج، وفرض شروط ربما تنعكس سلباً على راحة الحجاج والمعتمرين وتعرض أمنهم وسلامتهم للمخاطر.
وأعلنت وزارة الخارجية السودانية، في بيان، تضامنها الكامل مع سياسية المملكة العربية السعودية التي وصفتها بالرشيدة، في تنظيم اجراءات الحج والعمرة لتسهيل العبادة والطمأنينة للحجاج.
وقالت إن حكومة السودان ” تلاحظ بقلق بالغ المحاولات الإيرانية الرامية لتسييس فريضة الحج وفرض بعض الشروط التي تنعكس سلباً على راحة الحجاج والمعتمرين وتعريض أمنهم وسلامتهم للمخاطر”.
وشددت على رفضها القاطع لأي محاولات لتسيس الفريضة حيث” لا رفث ولا فسوق ولا جدال”.
وقالت السلطات السعودية الخميس، إن وفد شؤون الحج الايراني رفض التوقيع على محضر اتفاق لانهاء ترتيبات مناسك الحج لهذا العام.
وأصدرت وزارة الحج السعودية بيانا للتعليق على إعلان إيران أن مواطنيها لن يتمكنوا هذا العام من أداء فريضة الحج.
وجاء في بيان الوزارة أن الجانب الإيراني علل عدم التوقيع على المحضر برغبته في عرض الأمر على مرجعيته في طهران، وأنه طالب بمنح التأشيرات للحجاج من داخل إيران.
وقالت الوزارة إن الإيرانيين طالبوا بالسماح لحجاجهم بإقامة شعائر وطقوس خاصة بهم، وتجمعات قد تعيق حركة بقية الحجيج.
وأكد البيان أن السلطات السعودية لم تمنع مطلقا المعتمرين الإيرانيين من القدوم، وأن طهران هي التي منعتهم.
وكان وزير الثقافة الإيراني علي جنتي قال في وقت سابق إن الظروف هذا العام غير مهيأة لقيام الإيرانيين بفريضة الحج. وأضاف أن الرياض تتحمل مسؤولية ما وصفه بتخريب موسم هذا العام.
وقال جنتي إن السعوديين “لم يقبلوا اقتراحاتنا بشأن الأمن والنقل وإصدار التأشيرات للحجاج الإيرانيين”.
وتأتي هذه التطورات في ظل اتهام طهران للسلطات السعودية بالتقصير في التعامل مع واقعة التدافع في منى بموسم الحج الماضي والتي “أدت إلى مقتل أكثر من ألفي شخص، 464 منهم إيرانيون”.
وقال بيان الخارجية في الخرطوم، إن حكومة السودان ظلت تطلع باهتمام كبير على جهود المملكة العربية السعودية وسياساتها الحكيمة الخاصة بالحج حرصاً على توفير سبل الراحة للحجاج والمعتمرين وتمكينهم من اداء مناسكهم في يسر وطمأنينة.
وأضاف أن تلك السياسة تجلت في تحقيق أكبر توسعة في تاريخ الحرم المكي الأمر الذي وجد الإشادة من كافة الدول الإسلامية.
وتوترت العلاقة بين الخرطوم وطهران في أعقاب تعرض السفارة السعودية في طهران يناير الماضي الى اعتداء من متظاهريين ايرانيين احتجاجاً على التدخل السعودي لإستعادة الشرعية في اليمن عسكرياً، حيث سارعت الخرطوم الى طرد السفير الايراني وسحب سفيرها من طهران تضامناً مع السعودية التي اتخذت نفس الخطوة.
وقبلها عمدت الخرطوم الى اغلاق المراكز الثقافية الايرانية، بحجة اسهامها في نشر الفكر الشيعي وسط الطلاب والشباب السودانيين.
سودان تربيون