أسمحوا لي أن أكتب بعض حكاياتي مع أبوي وأستاذي “سعدالدين إبراهيم”.. أمنحوني بعض الوقت.. دعوني أفعل هذا، علني أستعيد ابتسامتي من ابتساماته النقية.
كتب ذات يوم عن خستكاتي النثرية والشعرية وأرفق نماذج لهذه وتلك، فأرسلت له خستكة قديمة كنت قد كتبتها أيام المدرسة تقول (يوم داك شايفاك
الحب لاقاك
معاك زولين وتغني براك)..
فكتب هو على طريقتها (معاك زولين شايفاك براك
ضُلك خلاك بقى فوق ظلاك) وأرسلها لي.
قلت له: خيالك دا، بالنسبة لي (شعراً ما عندي ليهو رقبة)..
هذا الخيال فرز أول..
مهما فعلت ما كنت لأتصور شخصاً مالي عينك والمكان لدرجة أنك تراه وحده بين مئات البشر، وضلك بدل يباريك عدم شغلة يبقى فوق.. يحميك من شمس الفراق والمطر.
خيالك خيال مش عادي يا أستاذي..
ثم إنه فعل ذات الشيء مع كلماتي (ما كنت قايلاك من ورق
بتشخبتك جرة قلم
وما كنت قايلاك في الحدود
لا ليك وطن لا لون علم)
كان يشاركني مشاغباتي بمزاج عطر الورود.. كان صديقي القدير..
ذات مناسبة كتب داخل عموده تعليقاً على موضوع يخص صديقتي المذيعة “إسراء عادل” إبان مشكلتها مع قناة النيل الأزرق، وكان رأيه منطقياً لكني زعلت لعلاقتي الشخصية بـ”إسراء”.
وعلى سبيل المزاح قلت لـ”سارة سعد”: قولي لأبوي “سعدالدين” “هناء” زعلانة منك.. كانت كلمة أثناء الحديث ونسيتها.
لأتفاجأ به صباح اليوم التالي يعتذر لي بمنطق الأب والكبير تحت عنوان (الرووووب)..
قائلاً: إنتي ما بترضي في صاحبتك “إسراء” وأنا ما برضى زعل ابنتي “هناء”..
أدهشني مقدار الرقة الذي يحمله هذا الرجل.. وطريقته في تعليم تلاميذه وتربية عباراتهم..
ذات يوم حين أوصلناه الحلفايا، أصر أن ندخل البيت، فقلت: إنت ولاقيتك.. من الصباح عاملة ليك وجع رأس وصاحبتي ما في.. بجيكم يوم تاني، “سارة” تكون موجودة..
وجيت.. لم أجده ولم أجد “سارة”.
هكذا هي الدنيا… والبقاء لله وحده
اللهم أرحمه بواسع رحمتك وأكرمه بجنات النعيم
وداعاً الزول الجميل..
و……
الحمد لله على أمره