أفرد موقع الجزيرة نت مساحة مقدرة للحديث حول تجربة كورال كلية الموسيقى والدراما، وقال الموقع قفزت فرقة (كورال الموسيقى) إلى سطح النجومية في السودان، وانتقلت من حيز الأكاديمية الصرفة في قاعات الدرس بكلية الموسيقى والدراما إلى فضاء الجماهيرية والغناء أمام الآلاف في المسارح والميادين،
ولا يمر أسبوعان إلا ويكون للفرقة حفل غنائي لافت للانتباه، إما في مناسبة عامة مثل حفلات التخرج التي تقيمها الجامعات أو المناسبات الوطنية، أو في حفل جماهيري بالمسارح والصالات في العاصمة الخرطوم،
كما أصبحت الأغنيات التي تؤديها الفرقة تحظى باهتمام واسع على مواقع التواصل الاجتماعي ويستمع إليها عشاقها في الهواتف المحمولة.
ويقول مشرف التوزيع والتأليف في الكورال الصافي مهدي إنهم في تطور وتجريب مستمر، معتبراً حفلات الفرقة بمثابة (كونسيرتات)، لما فيها من تطور في الأداء الصوتي والموسيقى والحركة على المسرح.
ويشير مهدي إلى أن الكورال استطاع أن يطبق الشكل الموسيقي والغنائي المعروف باسم (الأكابيلا)، وهو تطويع الصوت الآلة الموسيقية، ويراهن الكورال على تجويد أداء الغناء السوداني القديم والحديث وتنقيته من (الإشكالات الموسيقية واللغوية في الأداء)، ويشدد مهدي على أن سلامة اللغة من الرهانات الكبرى للكورال.
وتأسست فرقة الكورال عام 1969 بتزامن مع إنشاء كلية الموسيقى والدراما، وكان دورها ينحصر في تقديم النماذج في الورش الخاصة بعلوم الموسيقى والتدريب على الصوت و(الهارموني) والحركة أثناء الأداء الغنائي، وظل يقود الفرقة لنحو عقدين أساتذة موسيقيون من كوريا الشمالية، في إطار العلاقات الثقافية بين الخرطوم وبيونغ يانغ، أما الآن فقد بلغ عدد فريق الكورال خمسين عنصراً سودانياً بين مغنٍ وعازف
ولأسباب عدة، بينها ضعف الميزانيات، توقف نشاط الكورال لأكثر من عشرة أعوام، ليستأنف نشاطه عام 2007 بشكل جيد ومضمون مختلف، حسب المخرج بالفرقة الطيّب صديق،
ويقول إن الكورال أحدث نقلات كبيرة على المستويين الموسيقي والفني، ليقدم أشكالاً جديدة للعروض الغنائية من حيث الديكور والإضاءة وأجهزة الصوت وحركة المؤدين على المسرح وألوان الأزياء.
فرقة الكورال الموسيقي تتألف من خمسين فرداً.
ويضيف الطيّب صديق أنه استحدث نماذج جديدة للترويج للعروض مستفيداً من وسائل التواصل الاجتماعي، كأن يتم بث نماذج من الكواليس والتدريب والبروفات، ويشير سجل إنجازات الكورال إلى أنه أدى أكثر من 55 أغنية سودانية وطنية وعاطفية وتراثية لفنانين سودانيين أبرزهم: المغني والشاعر خليل فرح، وهو أحد مؤسسي الغناء الحديث في البلاد، ومحمد وردي، وعثمان حسين، وسيد خليفة، وعبد العزيز محمد داؤود، وإبراهيم عوض.
وللفرقة عشر أغانٍ خاصة لشعراء كبار، بينهم محمد المكي إبراهيم والفيتوري
وأدى الكورال أغانٍ عربية مثل (نسم علينا الهوى) للمطربة العربية فيروز، وأغنية (ليلة العمر) للفنان عبد الرب إدريس،
كما أدى أغنية للمطربة الأفريقية الشهيرة مريم ماكيبا باسم (ملائكة)، وأغنية شهيرة أخرى في أمريكا اللاتينية تغنى بالإنجليزية باسم (مريا).
ويلفت الناقد الفني والدرامي مصعب الصاوي الانتباه إلى أن الكورال استطاع أن يخلق توازناً فاعلاً بين العلمية والجماهيرية، وتماهى مع المزاج العام للمستمع السوداني.
وبدوره يرى الناقد الأدبي محمد إسماعيل أن الكورال حقق شهرة واسعة وانطلق بسرعة الصاروخ، ويعتقد أن هذه التجربة أحدثت تحولات مهمة في مسار الأغنية السودانية، إذ نفضت الغبار عن أعمال قديمة أدخلت البهجة في نفوس الجماهير.
صحيفة آخر لحظة