اكثر من مائه سياره فخمه اقلت المشيعين الي حيث يرقد جلال الان لا تقل قيمتها عن مليارات الجنيهات لكنه رحل وهو يشكو نقص دواء لاتزيد قيمته عن عشرات قليله من الجنيهات
حناجر تهنف وتكبر في لحظات التشييع المدويه وعيون تبكي بحرقه لالم الفراق لكنهم جميعا لايعرفون انه رحل بالامس وليس اليوم وان قلبه كان قد توقف عن الخفقان قبل مايزيد عن اربعة وعشرين ساعه
كل يبدو في صيوان العزاء صاحب وجعه ولم يكن احد منا يحس بوجعته لكنهم يعرفون ان ليس له هاتف فقد باع هاتفه من اجل لقمة طعام الي حين
غدا تنشر له في صحف الصباح عشرات من الصور الوسيمه مع طليقته السابقه تحيه زروق حينما كانا معا نجوما سبعينيه لكن كل هذه الصور التي ستنشر لم يكن يحتاجها او يبحث عنها انما كان يحتاج منا الي صور للاشعه والرنين المغناطيسي
كل رجالات الاعلام الرسمي كانو هناك حضرو اليوم محملين بجوالات السكر هم انفسهم من رفضو بالامس وقبل 48 ساعه من رحيله رفضوا كل رجاءاته الملحه كي يسددو له بضع مئات مستحقه من الجنيهات كان يطاردها في حوش التلفزيون كمتاخرات تأخر اوان صرفها رغم انه توسل لهم ان الطبيب قد شدد علي ضرورة تعاطيه لجرعات مصيريه من ادوية منقذه قالو له من خلف نظاراتهم الانيقه لا توجد سيوله دون ان يكلفو انفسهم عناء تفكير منصف يتساءلون فيه من اين له بقيمة دواء اخري وهو الذي لم يعمل الا في هذا المرفق منذ اكثر من ثلاثين عام وعجبا لمرفق لايرد جميل من صنعوه بقطع من الخبز وجرعات من الدواء حين يستفحل مرض من افني عمره في ذات المكان أليس العلاج حق من فت في عضده الحزن والامراض في سنوات العمل؟
هل بتنا نحتفي بالموت ونترك الحياه
اليس جرعة الدواء في لحظات السقم والمعاناة افضل من كثير من الاموال نصرفها بعد رحيل الاخرين وكانها رسم اعلان باننا النبلاء والكرماء لنكتب بها اسمنا في دفتر الاحزان المزيف؟
من يشيع من ومن يعلن علي الملا ولمن
الي اين تقودنا هذه السنوات العجاف ونحن نحدق فيها بكل غباءنا وغفلتنا نسألها من بين خيباتنا امنا وسلاما وغذاءا ودواء نامل حصاده وننسي ان ماغرسناه في ذرعنا لم يكن ذلك المحصول الذي ننتظر حصاده
فلنعلن الحداد علي مشروع الانسان فينا ومجتمع الرحمه والتكافل قبل ان نحزن علي مشهد الرحيل الفاجع فمن رحل كان نجما ومبدعا من مبدعي البلاد الضائعه ومجتمعنا المنفصم في بعده عن الذات بالزيف والنفاق
اشهد ومثلما اشهد ان الموت حق
اشهد ان جلال البلال قد شيعنا نحن اليوم الي مثوانا قبل الاخير
ولاحول ولاقوة الا بالله
‘طارق الامين