كلٌّ يغني لنظامه !!

*وعنواننا مقتبس من مقولة (كل يغني لليلاه)..
*وقصدت تعريف المعرف هذا لأبين استخدامنا الخاطئ له..
*فكثيرون منا يقولون (كل يغني على ليلاه)..
*وهي لا تُقال هكذا إلا في حالة البكاء لتصير (كل يبكي على ليلاه)..
*ومن أخطائنا التي تدعو إلى البكاء كذلك تشديد النون في (هنات) لتضحى (هنة) لغوية فظيعة..
*والأمر ذاته في (وفيات) بتشديد الياء لنبكي اللغة والمتوفين معاً..
*وعبارة (الأمر ذاته) أعلاه هي نفسها مدعاة للبكاء حين تمسى (ذات الأمر)..
*أما الذي يفقع المرارة فتقليد اللبنانيين في سخف (هكذا أمر)..
*وأخطاء اللغة ليست وحدها التي تجعلنا (نبكي على ليلى الضاد) وإنما المبكيات كثر..
*فهنالك ظواهر السطحية والاستلاب والشتم وقصور الفهم..
*ولكن الظاهرة التي نعنيها اليوم هي (الانخداع) لدعاة ديمقراطية ما هم بأهلها..
*فالكثيرين منا ينساقون وراء كلمات بعض الصارخين بالحرية وهم شموليون..
*ينساقون وراءها بغباء هو أحد سمات المرحلة كما ذكرنا قبل أيام..
*فهم يعارضون الإنقاذ لأسباب ليس من بينها الذي يتوق إليه الديمقراطيون..
*والدليل على ذلك أن منهم من كان شمولياً حتى النخاع في زمان مايو..
*ثم ظل معارضاً لديمقراطية ما بعد الانتفاضة إلى لحظة الانقلاب عليها..
*ثم لا (يبكي على الحرية) جهراً إلا وهو (يغني لليلى نظامه الشمولي) سراً..
*نظامه الذي لا يختلف عن الذي يهاجمه الآن إلا في (المسميات)..
*نظامه (الأثير) الذي لا حرية فيه ولا تداول سلطة ولا احترام لحقوق الإنسان..
*ولكن لأننا شعب (طيب) لا نشغل أنفسنا بسبر أغوار (المناضلين)..
*وإن قُدر للمناضلين (الشموليين) هؤلاء إزاحة الإنقاذ فسنرى ما هو أسوأ..
*والمايويون منهم – تحديداً- يعرفون كيف كانت الحريات في زمانهم..
*فالهامش الذي ينتقدون به الوضع القائم الآن كان معدوماً تماماً..
*ورغم ذلك كانوا سعداء جداً ولا يرون في الإمكان أبدع مما كان..
*وكأنما الحرية ترف حين يدين لهم الأمر وضرورة عندما يفلت من بين أيديهم..
*فقط الذين رجموا شيطان شموليتهم هم من يحق لهم طلب رحمة الديمقراطية..
*ومن هؤلاء صديقي الحاج وراق الذي يطالب بـ(حريات) له ولغيره الآن..
*ولهذا ندعو إلى عدم التشبه بأخلاق (القطيع) في سياق العداوة للإنقاذ..
*فما كل من انتقد الوضع القائم هو (مناضل) نهلل له بكل ما أوتينا من غباء..
*ثم بالغباء هذا نفسه نعجز عن قراءة حقيقة دوافع بعض (مناضلي الحركات)..
*فكل المعارضين- إذن- يتغنون بالنضال ضد النظام..
*وكل منهم (يغني لنظامه !!!).

Exit mobile version