دارفور.. الثورة الحقيقية وتلك المقترضة

الصورة الملتقطة بعلم أو بدون علم الوزير حسن إسماعيل وهو داخل أحد مجاري الصرف بالولاية أقيم من ناحية الدور الملموس عند المواطن لهذا الرجل من ألف خطبة سياسية ألقاها حسن إسماعيل حين كان ناشطاً في المعارضة .
وكذا أرقام التنمية ومشاريع الإنعاش والإعمار في دارفور فبغض النظر عن العائد السياسي للحكومة من تنفيذ مشاريع تنمية واسعة في ولايات دارفور الخمس لا تخطئها عين ولا تنكرها أرقام فإن هذه المشاريع في تقديري كانت أقوى الأسلحة التي استخدمتها الحكومة في كسر شوكة الحركات المسلحة وتحقيق انتصارات كبيرة في سرونق وقوز دنقو وجبل مرة.. لأن المواطن مثلما يهمه دور حسن إسماعيل أو الوالي عبد الرحيم في تأمين بيئة العاصمة في موسم الخريف فإن مواطن دارفور أيضاً تهمه التنمية والاستقرار وبالتالي يجد نفسه غير متحمس لحمل السلاح ضد الدولة في حالة قيامها بعمل تنموي ملموس.. هذا سبب مباشر من أسباب الانتصار الذي يتحقق بعد أن فقدت تلك الحركات المسلحة القوة البشرية المقاتلة والصوت الشعبي المساند والداعم لها .
التنمية هي المحك الحقيقي، ولذلك نحن نتحدث كثيراً عن الخدمات ونطالب الحكومة بتوفيرها وتأمينها في المناطق المستقرة أمنياً وسياسياً لأن غيابها هو المهدد الأساسي لهذا الاستقرار ..
المواطن السوداني لا مصلحة له في مؤتمرات باريس ولقاءات برلين، وبيانات أردول وتصريحات عرمان، أو حتى تصريحات الحكومة وبياناتها ومؤتمراتها لو كانت في وادٍ غير واديه وغير وادي احتياجاته الأساسية من الأمن والاستقرار والقدرة على الحياة فهو معني فقط بالمخرجات والواقع الذي أمام عينيه، يأخذ ما يراه ولا يحتاج إلى أن يستمع إلى راديو دبنقا ليفهم واقعه الذي يعيشه بنفسه.. ولا يحتاج لوكالة إف ب ورويترز وغيرها ليحدثوه عن قضاياه التي يعيشها.
الان مرت أحداث الجامعات بقدر كبير من الالتباس الذي لا يجعل بعدها أي منصف يتبنى موقفاً محدداً في إدانة طرف من الأطراف بارتكاب تلك الجرائم ويكون موقفه على أساس معلومات متضاربة وظروف ملتبسة وغير واضح فيها من الذي فعل ماذا، لتخسر المعارضة الجولة بامتياز.. لكن الوطن أيضاً خسر أبناءه الذين استشهدوا في تلك الظروف الملتبسة.. ولم يعرف أحد من الذي تسبب في موتهم .
الثورة الحقيقية التي تخص المواطن السوداني هي ثورة غير ملتبسة وغير قابلة للإنكار.. هي ثورة التنمية والإعمار، فقد بددنا عمر الوطن في الثورات الافتراضية والنضالات الاقتراضية التي يقترضون فيها من رصيد أحلامنا مرابحاتهم السياسية بلا ضمانات ولا أهلية ولا موافقة منا كشعب باعتبارنا الطرف الأساسي والممول .
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

Exit mobile version