٭ هاتفني الأرباب صلاح إدريس وكنت مقيماً أيامها بدولة الإمارات بأنه تحصل على نص قصيدة اسمها (على كيفك) تم نشرها بواسطة الكاتب الصحفي في صحيفة الدار وقتها الأستاذ معاوية محمد علي، وأضاف أنه أعجب بكلماتها فلحنها وطلب مني الاستئذان في أن يهديها للفنان جمال فرفور، بالطبع لم أتردد في الموافقة خاصة وأني كنت أتمنى دائماً أن أسمع أغنية من كلماتي يتغنى بها الحبيب جمال، حققت أغنية (على كيفك) نجاحاً باهراً جعلت كل عذراء أمدرمانية تتمنى أن تلبسها عقداً، وتوالت بعدها الأغنيات بيننا إلى أكثر من عشر أغنيات، وأنا من هنا أعلنها صريحة أن أعظم هدية قدمها لي الأرباب صلاح إدريس هي معرفتي بالأخ جمال فرفور.
٭ (الموناليزا) التي رسمها الفنان الإيطالي دافنشي لم تكن من وحي ابتسامة لامرأة هام بها، إنما كانت ابتسامة رسمها بخيوط من خياله بعد أن فشل في الحصول عليها من بين المئات من حسناوات روما، أعلن ذلك رسام شهير عاصر دافنشي، وقال إن هذه اللوحة التي تقدر بالملايين كان من رسمها لا يملك شيئاً في هذه الحياة غير ريشة مبهرة لرسام عبقري، وهكذا دائماً هو حال العباقرة يتعاملون مع الدنيا كأنها ظلال من شجرة على طريق.
٭ سألني الفنان محمد الأمين عن جديدي من الأغنيات فقلت له أغنية اسمها (بتتعلم من الأيام)، فطلب مني أن أقرأها عليه فأحب كلماتها ونبه إلى أنه سيعمل على تلحينها، بعدها غادر إلى لندن للقيام ببعض الفحوصات الطبية، ثم عاد (ود اللمين) ليسمعني أغنية (بتتعلم من الأيام) جاهزة للرقص بين أنفاس الجماهير، وبما أن محمد الأمين معروف بسخريته المحببة كان دائماً ما يردد أن أغنية (بتتعلم من الأيام) ولد لحنها في لندن لذلك هي تستحق أن تنال الجنسية البريطانية.
٭ ذهبت صباحاً إلى صيدلية في منطقة طرفية بأم درمان، وبعد أن تسلمت دوائي رفض صاحب الصيدلية أن يتسلم مني قيمة الدواء، وقال لي باسماً إن الفرح الذي قدمته لنا بأغنياتك على مدى أربعين عاماً يمنعني من أن أتسلم منك مليماً، وإذا حدث ذلك فإنني لن أحترم نفسي، فخرجت منه وأنا أقول: ما أعظم الشعب السوداني، ثم عادت بي الذكرى إلى كلمة نطق بها شاعر الحقيبة المعروف محمد بشير عتيق الذي قال إنه ما جلس مسافراً على مركبة عامة إلا وأمّن له الجالسون مقعداً وثيراً خوفاً عليه من رهق المشاوير ثم سرح ليدع الصمت يتكلم.
٭ حصلت مقطوعة (ملتقى النيلين) للموسيقار برعي محمد دفع الله في منتصف الستينيات على جائزة أحسن مقطوعة موسيقية في المسابقة التي أجرتها إحدى الجهات المهتمة بالشأن الموسيقي في أفريقيا. خاطب رئيس لجنة التحكيم الفنان الأمريكي المعروف (ايزاك هيث)، خاطب برعي وهو يسلمه جائزة التفوق: (أتوقع أن بلدك ستفخر بك يوماً كموسيقار عظيم)، وقد صدقت كلمة (هيث)، فصار برعي أعظم موسيقار عرفه تاريخ الإبداع الموسيقي في سوداننا الحبيب.
هدية البستان:
يا رنة الوتر الحنين .. وين ناوي تسر بي وين
الريدة واحدة.. وانت كيف خليتني ردتك مرتين