“غرفة سرية” أثارت جدلاً علمياً بشأن الحفر في درة تاج الحضارة المصرية “مقبرة توت عنخ آمون”، وسط مخاوف من أن الحديث عن وجود مقبرة الملكة نفرتيتي داخل هذه الغرفة مرتبط بأدلة علمية، أم أنه جاء في إطار حملة لتنشيط السياحة المصرية المتداعية.
وزير الآثار المصري خالد العناني قال إنه ينبغي إجراء المزيد من الاختبارات لتحديد ما إذا كانت هناك غرفة سرية داخل مقبرة توت عنخ آمون قد تحتوي على آثار الملكة نفرتيتي.
وأضاف أن الأدلة المكتشفة حتى الآن لا تكفي لثقب حوائط المقبرة من أجل البحث عن غرف خفية.
وكان الكثير من خبراء الآثار قد أعربوا من مخاوفهم من الطريقة التي يتم التعامل بها مع المقبرة، ومن بينهم وزير الآثار المصري الأسبق زاهي حواس، الذي قال إن الطرق العلمية التي استخدمت خلال الدراسة الأولية (نشرت في مارس/آذار 2016) لم تكن مناسبة، وفق تقرير نشرته صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، الأربعاء 11 مايو/أيار 2016.
وكرر حواس دعوته لتكوين لجنة علمية دولية مستقلة من علماء الآثار وخبراء الرادار والاستشعار عن بُعد للإشراف على العمل الذي يتم داخل المقبرة.
الأشعة تحت الحمراء
كان العناني قد صرّح خلال مؤتمر عُقد في القاهرة بشأن عملية البحث داخل المقبرة التي يعود تاريخها لأكثر من 3300 عام قائلاً: “نحتاج إلى إعادة المسح باستخدام الأشعة تحت الحمراء لأن هناك شيئاً ما لا نستطيع التأكد من طبيعته”.
وأضاف أن “هناك احتمالية لوجود تجويف ما كما ظهر في المسح الأخير. آمل أن نجد شيئاً، ولكنني كعالم يجب أن أكون في غاية الحرص قبل الإعلان عن أية نتائج”.
غرفة سرية
يأتي الأمر بعد أشهر من إعلان وزير الآثار السابق ممدوح الدماطي عن أن هناك احتمالية تصل إلى 90% لوجود غرف سرية في مقبرة توت عنخ آمون، وأنها تحتوي على مادة عضوية، حيث جاء تصريحه كجزء من حملة لمحاولة تنشيط السياحة المصرية.
ويعاني قطاع السياحة في مصر من تراجع كبير بعد تخبّط الوضع السياسي وتكرار الأعمال الإرهابية مثل حادث إسقاط طائرة الركاب الروسية في سيناء بعدما غادرت مطار شرم الشيخ في أكتوبر/تشرين الأول من 2015.
الملكة الأكثر غموضاً
الملكة فرتيتي كانت زوجة والد الملك توت عنخ آمون، كما أنها واحدة من أشهر الملكات وأكثرهن غموضاً في التاريخ المصري القديم، وكلاهما من أسرة فرعونية حكمت مصر في الفترة من القرن السادس عشر إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد.
وورث توت عنخ آمون عرش مصر الفرعونية عن والده إخناتون، حيث استمر في الحكم نحو 9 سنوات، قبل أن يموت وعمره لم يتجاوز الثامنة عشرة.
وفي عام 1922، اكتشف العالمان هاورد كارتر ودوغلاس بيري مقبرة الملك الصغير، التي كانت كاملة وعلى حالتها دون أية سرقات سابقة من لصوص الآثار (وهذا أمر نادر)، وعد واحدة من أهم وأجمل الاكتشافات الأثرية في التاريخ.
وقد ظهر الكثير من الأقاويل عن لعنة هذه المقبرة التي تناولها بعض الكُتاب مثل آرثر كونان دويل، مؤلف شخصية شيرلوك هولمز، حيث توفي جميع المشاركين في اكتشاف المقبرة بعد وقت قصير من اكتشافها.
هافغنتون بوست