اﻟﺴﺒﺎﺣﺔ ﻭﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺘﺮﻓﻴﻬﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﻴﺎﻩ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﻨﺸﺎطات ﺍﻟﺒﺪنية من واقع أن لها فوائد ﺼﺤﻴﺔ جمة خاصة للأطفال، بيد ﺃﻧﻬﺎ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﺘﻔﺮﻳﻎ ﻃﺎﻗﺎتهم علاوة على أنها ﻣﻔﻴﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪيين ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻭﺍﻟﺒﻌﻴﺪ كذلك، وبطبيعة الحال يلجأ إليها اﻟﻜﺜﻴﺮون نتيجة ارتفاع درجات ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ بحثا عن تبريد وترطيب الجسم، وبالمقابل يوصي الأطباء بأخذ الحيطة والحذر من الأمراض التي تنتقل عبر المسابح إن لم تكن السباحة في النهر.
في ذات الصدد حذرت هيئة الأرصاد الجوية من المعاطب الصحية نتيجة ارتفاع درجات الحرارة المفرط في شهري مايو ويونيو، والبقاء تحت أشعة الشمس لفترات طويلة، وبذلك يجب علينا اتباع كل الوسائل الوقائية تجنبا للإصابة بأمراض الصيف الخطيرة، ريثما يأتي فصل الخريف حيث تنخفض بموجبة درجات الحرارة وفق تعبير الكثيرين.
أزمة كهرباء
في سياق تعليقه يرى أبو ربا (مالك محل مرطبات) أن ارتفاع درجات الحرارة هذا العام بالتوازي مع انقطاع التيار الكهربائي أمر لا يحتمل. وأردف: بالبطبع نحن أول المتضررين من هذه القطوعات لأن أعمالنا تعتمد كليا عليها، حيث يتزاحم الناس لتناول السوائل عوضا عن فقدها عبر التعرق نتيجة ارتفاع درجة الحرارة. وتابع: يبدو أن الأمر بات مستعصيا وتعثرت حلوله، كل ما نتمناه إصلاح الشأن من قبل الجهات المعنية، والالتفات إلى صغار المنتجين أمثالنا. وختم: ويبدو أنه لا جدوى من تعدد السدود وغيرها طالما أن ذات النقص لا يزال مستمرا.
ملابس فضفاضة
اﻟﺘﻌﺮﺽ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻷﺷﻌﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺒﺐ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ المشاكل، لذلك يوصي الخبراء بارتداء ﻣﻼﺑﺲ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻓﻀﻔﺎﺿﺔ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻄﺎﻉ، وﺫﺍﺕ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﻓﺎﺗﺤﺔ، بيد أنها تساعد على عكس قدر كبير من أشعة الشمس وتقليل الإحساس بارتفاع درجات الحرارة، أثناء عمل معظم الناس طوال ساعات النهار تحت أشعة الشمس، في موازاة ذلك يرجع آدم أحمد (سائق مركبة أجرة) تعرضهم لأمراض الصيف أكثر من غيرهم. وأردف: “لأننا نعمل طوال ساعات النهار دون استراحة.. للأسباب نفسها نسعى لتقليل مخاطر ارتفاع درجات الحرارة بتناول سوائل مختلفة باستمرار، بجانب ارتداء الملابس الفضفاضة”. وزاد: “ازدحام الشوارع يؤدي بدوره إلى معاناة كل سائقي المركبات وخاصة العامة منها، وفي الخصوص نتمنى من إدارة المرور تنظيم حركة الشوارع ومعاقبة أي سائق يخالف القوانين، ويتسبب في تعطيل انسياب حركة المرور”.
ظهور التايفويد
في سياق تعليقه، يكشف دكتور أمجد محمد اختصاصي الأمراض المعدية وماجستير أمراض طب المناطق الحارة، عن درجة حرارة الجسم الطببعية، بقوله: عادة تتراوح مابين (٣٧- ٣٧، ٧) درجة مئوية كي تحافظ على العمليات الحيوية داخل الجسم، بما فيما عملية هضم الطعام وامتصاصه، بالإضافة إلى عمليات الجهاز العصبي كالتفكير والنشاط البدني والذهني، وبالتالي أي تغيير له تأثير سلبي أو إيجابي على وظايف الجسم الحيوية. وأردف: ومن أشهر أمراض الصيف في السودان التهاب السحايا ويعرف في العامية بـ (أبو فرار) علاوة على الإجهاد الحراري أو ضربة الشمس، والأخيرة تكثر في شرق السودان، وهذه الأمراض مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة المفرطة، ويكون لها تأثير مختلف على الجسم إذا صحبها ارتفاع أو انخفاض في درجات الرطوبة أيضا. وأشار أمجد إلى: مسببات السحايا كالبكتريا والفطريات أو الفيروس، واستثنى الصيفي باعتباره مرضاً فيروسياً فقط، وينتشر عن طريق الجهاز التنفسي، وعند ظهور الوباء لابد من أخذ جرعة التطعيم للحد من انتشاره، عكس بعض التهاب السحايا التي تصيب بعض الأطفال في المستشفيات عقب إصابتهم بالتهاب في اللوزتين أو الدم أوالجهاز التنفسي. وزاد: “في هذه الحالة يكون التهاب سحايا بكتيريا، والسحايا يقصد بها الأغشية التي تغطي المخ، وحينها تظهر إصابتها بالفيروسات تظهر أعراض مختلفة. وتابع: علاقة ارتفاع درجة الحرارة بالآلية داخل الجسم والتعرض للإصابات، هو عندما ترتفع درجة الحرارة يحاول جسم الإنسان معادلتها بتبريده، بالتالي يضخ كمية من الدم إلى الأطراف لزيادة التعرق، وبذلك يحدث تبخر العرق من سطح الجلد، ويؤدي ذلك إلى تخفيض درجة حرارة الجسم، وتزداد العملية كلما ارتفعت درجة الحرارة الخارجية، وبهذا تقل العمليات الحيوية في الجسم، وقتها يصاب الشخص بالإجهاد الحراري (ضربة الشمس) ويصحبه قي أو طمام إو إجهاد، نسبة لفقدان كمية من الصوديوم نتيجة التعرق الزايد.
تهوية المساكن
ولفت أمجد إلى أن هناك نوعاً من البكتريا والفيروسات تنشط في الصيف وأخرى في الشتاء مثلا بكتريا السالمونيلا التي تسبب مرض التايفويد تنشط في الصيف، وتننقل عن طريق الطعام الملوث، لذلك يجب حفظ الأطعمة تماما عندما ترتفع درجة الحرارة. وحذر: من ترك الأطفال يلهون في الشوارع حال ارتفاعها. وأضاف: لابد من تهوية المساكن وأماكن العمل، بجانب تناول سوائل باستمرار، وتجنب أمكان الزحمة، جلها وسائل وقائية نتلافى بها مشاكل الصيف. وفي شأن حفظ الأدوية أكد أمجد: على فساد كثير من الأدوية في الصيف كالأنسلين إذا وضع خارج الثلاجة لفترة، وغيره من الأدوية التي يفسدها ارتفاع درجات الحرارة. ونهى عن وضع أي منها في السيارة، بل يجب حفظها في سلسلة تبريد مناسبة أو درجة حرارة تناسبها، حسب قوله.
الخرطوم – خالدة ود المدني
صحيفة اليوم التالي