في مقابلة مع صحيفة «الوطن» السورية.. سفير السودان في دمشق خالد أحمد محمد علي: العقوبات على السودان أثرت في شعبه ولم تؤثر في سياسته … الحل في سورية بحوار مباشر بين السوريين والرئيس الأسد يجب أن يكون طرفاً فيه.
اعتبر سفير السودان في سورية خالد أحمد محمد علي أن حل الأزمة التي تمر بها سورية منذ أكثر من خمس سنوات يتم من خلال «حوار مباشر بين السوريين دون أي وسيط»، وشدد على أنه «إذا لم يتم هذا فلن يحل السلام في البلاد، ورأى أن «أميركا وغيرها لن تأتي بالسلام إلى سورية ولن يريدوا الخير لها».
كما اعتبر محمد علي، في مقابلة مطولة مع «الوطن»، أن أي حل في سورية ينبغي أن يكون الرئيس بشار الأسد «طرفاً فيه»، لأن ذهابه في هذه المرحلة «سيخلق دولة فاشلة»، لكنه رأى أن الوصول إلى حل للازمة ما زال «بعيداً»، لأن الهوة بين الحكومة والمعارضة ما زالت «كبيرة»، وقد يستغرق الأمر من سنة إلى ثلاث سنوات، بسبب «التعقيدات» في المسألة السورية، مشدداً على أنه «إذا لم ترفع منها الأيادي الأجنبية وتصبح سورية خالصة ستظل معقدة».
ورأى السفير السوداني أن أي مسعى من أي دولة لحل الأزمة السورية سياسياً ينبغي أن «يدعم الحوار السوري السوري ولا يكون له أجندته الخفية» التي يسعى إلى تحقيقها.
وعلق محمد علي على تحسن العلاقات بين السودان والسعودية، واحتفاظ الخرطوم بتمثيلها الدبلوماسي في سورية في الوقت ذاته على الرغم من الموقف السعودي من الأحداث في سورية بالقول: إن «السياسة الخارجية تقوم على المصالح وأي دولة لها رؤيتها الخاصة في كيفية اختيار علاقتها مع الدول الأخرى»، موضحاً أن السودان «له مصالح ويستطيع أن يوازن في علاقته مع أشقائه العرب».
وكشف السفير السوداني عن أن بلاده قامت بمحاولات كثيرة من أجل تحسين العلاقات بين السعودية وسورية إلا أن الرياض لم تتراجع عن موقفها، مؤكداً أن السودان كان أول المعترضين على تعليق مشاركة سورية في اجتماعات الجامعة العربية لكن الموقف السوداني جرى تشويهه في الإعلام.
وأوضح محمد علي أن السودان يطرح كثيراً مع أعضاء الجامعة العربية مسألة إعادة وضع سورية إلى الجامعة إلى ما كان عليه، ويسعى دائماً إلى ذلك، ولن يألو جهداً في ذلك. وأعلن أن بلاده لم تتلق حتى الآن رداً على طلبها من منظمة التعاون الإسلامي بشأن إعادة عضوية سورية إلى المنظمة.
واستبعد محمد علي قيام التحالف الإسلامي الذي شكلته السعودية مؤخراً، الذي يعتبر السودان عضواً فيه، بتدخل بري في سورية. كما استبعد مشاركة بلاده في هذا التدخل إذا ما قام التحالف بذلك.
وعلّق السفير السوداني على إعادة بلاده لإثارة مسألة منطقتي حلايب وشلاتين الواقعتين على الحدود بين السودان ومصر بعد زيارة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز لمصر وتنازل مصر للسعودية عن جزيرتي تيران وصنافير الواقعتين على مدخل خليج العقبة في البحر الأحمر بالقول: «السودان عنده وثائقه وكل الإثباتات التي تثبت أحقية حلايب للسودان وتبعيتها له».
وأكد السفير السوداني أن العقوبات الاقتصادية الأميركية المفروضة على بلاده منذ عشرين عاماً أثرت بشكل سلبي في السودان وشعبه في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والتعليمية وغيرها، لكنه أكد أن هذه العقوبات لم تفلح في تغيير التوجه السياسي للسودان كما كانت تهدف الولايات المتحدة من ورائها، واصفاً الإدارات الأميركية بأنها «متقلبة الآراء وتدار بوساطة اللوبي اليهودي».
وفيما يلي نص المقابلة….
العقوبات الأميركية أثرت تأثيراً بالغاً في السودان وشعبه بشتى المجالات
السودان يعاني منذ زمن طويل عقوبات اقتصادية. كيف الوضع في السودان اليوم؟
العقوبات الأميركية التي فرضت على السودان فرضت في عام 1997 وفي ذلك الوقت استخدم الرئيس الأميركي بيل كلنتون صلاحياته وأصدر أمراً تنفيذاً فرض بموجبه عقوبات اقتصادية شاملة على السودان ما أدى إلى منع كل المعاملات التجارية والمالية بين السودان والولايات المتحدة. الرئيس كلينتون سوّغ إصدار هذا القرار بزعم أن حكومة السودان تستمر بدعم الإرهاب وتستمر بزعزعة حكومات الدول المجاورة للسودان وكذلك انتهاكات حقوق الإنسان وتضمن القرار أيضاً مسألة تجارة الرق ومنع الحريات الدينية.
هذه العقوبات أثرت تأثيراً بالغاً في السودان وشعبه بشتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتربوية والتعليمية وغيرها، وأدت إلى الحد من المقدرات الاقتصادية للبلاد وأوقفت التمويل الدولي لها وأبعدت الشركات الأميركية من العمل في البلاد ومنعت البنوك التجارية الدولية من التعاملات البنكية مع السودان وكذلك أدت إلى معاناة المغتربين السودانيين في تحويل التحويلات المصرفية إلى البلاد.
ومن ناحية أخرى هذه العقوبات حالت من دون إعفاء ديون السودان التي تجاوزت حالياً الـ41 مليار دولار بسبب الفوائد المتراكمة عليها وكذلك حرمت السودان من التكنولوجيا الأميركية في المجالات كافة. والعقوبات الاقتصادية معروفة بأنها إجراءات اقتصادية قسرية تتخذها دولة أو مجموعة من الدول بغرض تغيير في السياسات.
بعد عشرين عاماً على هذه العقوبات كيف تعامل السودان معها؟
السودان حاول إيجاد مخارج من هذه العقوبات بفتح التعاون مع الدول على المستوى الثنائي، ولكن هذه العقوبات تهدد أيضاً كل الدول التي تتعاون مع السودان بفرض عقوبات عليها من الإدارة الأميركية، ومثال على ذلك أن أحد البنوك الفرنسية قام بتحويل مبالغ خاصة بالاستثمار لشركة ما في السودان ففرضت عليه عقوبات أميركية وغرامة مقدارها 10 مليارات دولار بسبب هذا الإجراء، ومن ثم أغلب الدول أصبحت تخشى البطشة الأميركية والصلف الأميركي إلا القليل منها، فالصين مثلاً رغم العقوبات الأميركية استثمرت في مجال البترول في السودان.. كذلك بعض الدول العربية مثل السعودية والإمارات والكويت لها استثمارات في السودان، وكذلك بعض الشركات الروسية أيضاً أتت ودخلت مجال الاستثمار في مجال المعادن وغيرها ولكن كل هذه الجهات تعاني أيضاً من مسألة التحويلات البنكية.
السياسية السودانية لم تتغير رغم العقوبات
سياسياً هل كان للعقوبات أثر في التوجه السياسي العام السوداني
لا.. السودان توجهه منذ أن أتت ثورة الإنقاذ معروف ولم يتغير توجه الدولة بسبب هذه العقوبات بالمطلق رغم مرور عشرين عاماً على العقوبات وإلى الآن ما زالت العلاقة مع أميركا لم تتحرك شبراً واحداً، رغم أننا في السودان حاولنا كثيراً أن نجد فرصة للحوار مع الإدارة الأميركية ونعرف ماذا تريد ولكن هي متقلبة الاراء وهي تدار بوساطة اللوبي اليهودي لذلك كلما استجبت لشرط ما أو اتفاق ما أتوا إليك بآخر. كانوا يقولون لو أن السودان وقع اتفاق سلام مع جنوب السودان سوف نرفع هذه العقوبات وندعم السودان وعندما تم توقيع الاتفاق نكصوا على عقيبيهم. من ثم أتوا وقالوا إنه لو تم الاستفتاء وأياً كانت نتائجه (وهو استحقاق بموجب اتفاقية السلام الشامل) سوف نرفع العقوبات وتم إجراء الاستفتاء وبموجبه تم فصل جنوب السودان ولكن الحال ما زالت كما هي، ولذلك أصبح هناك عدم مصداقية والسودان أصبح لا يصدق ما تقوله الإدارة الأميركية بهذا الشأن مطلقاً.
أي سلام يأتي عبر دولة أجنبية لا بد أن يكون له فاتورة
على ما يبدو ما جرى في السودان من فرض عقوبات اقتصادية عليه مشابه لما جرى ويجري في سورية حالياً.. ما رسالتكم إلى سورية خصوصاً؟
رسالتنا في هذا الإطار، أن نقول للإخوة السوريين كافة سواء كانوا في المعارضة أم الحكومة: إن أميركا وغيرها لن تأتي بالسلام إلى سورية، ولن يريدوا الخير لسورية، ومن ثم ينبغي على الجميع أن يبحثوا عن صوت العقل والجلوس مع بعضهم البعض ويتحاوروا مباشرة دون أي وسيط ويطرحوا كل قضاياهم على طاولة واحدة ويتم النقاش فيها بشكل مستفيض وصريح على كل الأوجه والصعد. إذا لم يتم هذا فلن يتم إحلال السلام في سورية، وأي سلام يأتي عبر دولة أجنبية فلا بد أن يكون له فاتورة تدفع واشتراطات على الأطراف كافة الالتزام بها وأي حكم يأتي بمساندة شخص أو دولة أجنبية فلا بد أن يكون لهذه الدولة أجندتها التي تفرضها على القائمين على أمر هذا البلد. الرسالة هي أن الحل الوحيد للإخوة السوريين كافة سواء كانوا في جانب الحكومة أم المعارضة تحكيم العقل والجلوس للحوار السوري السوري الذي يفضي إلى حل وسلام يحفظ وحدة هذه الدولة وكرامة الإنسان ويحفظ موارد هذه الدولة.
ينبغي دعم الحوار السوري السوري
هناك مساع روسية للحل السياسي في سورية. كيف تنظرون إليها؟
أي مسعى سواء كان من روسيا أم غيرها نحن دائماً نقول إننا مع الحوار السوري السوري. الآخر إذا كان له دور في المساعدة ينبغي أن يدعم الحوار السوري السوري ولا ينبغي أن يكون له أجندته الخفية التي يسعى من أجلها. كل الذي نريده أن أي شخص يريد أن يدعم القضية السورية ينبغي عليه أن يدعم الحوار السوري السوري الذي يفضي إلى سلام يحفظ هذا البلد.
السودان يستطيع أن يوازن في علاقته مع أشقائه العرب
مؤخراً توطدت العلاقات بين السودان ودول الخليج وخصوصاً مع السعودية وفي الوقت ذاته ما زالت السودان تحتفظ بتمثيلها الدبلوماسي وعلاقاتها السياسية مع سورية كيف توفق السودان بين هذه الثنائية وخصوصاً أن الموقف السعودي من الأزمة السورية معروف؟
السياسة الخارجية تقوم على المصالح.. أي دولة لها رؤيتها الخاصة في كيفية اختيار علاقتها مع الدول الأخرى.. الآن روسيا تدعم سورية ولها علاقاتها المميزة مع الولايات المتحدة الأميركية رغم أنهما تختلفان اختلافاً بالغاً في القضية السورية.. لذلك السودان له مصالح ويستطيع أن يوازن في علاقته مع أشقائه العرب، كل علاقة ينبغي ألا تؤثر في علاقته مع الدول الأخرى، فالسودان ظل يحتفظ بسفارته بدمشق وسفير الجمهورية العربية السورية في السودان والسفير السوري في السودان له مطلق الحرية في ممارسة الأنشطة كافة ويعامل معاملة مثله مثل أي سفير آخر، ومن ثم السودان له طريقته في أن يتعامل مع كل دولة حسب رؤيته لمصالحه ومع تلك الدولة ولا يدخل مصالحه في دولة مع دولة أخرى.
السعودية متمسكة بموقفها من سورية
هل يمكن للسودان أن يلعب دوراً في نزع فتيل الخلافات بين سورية والسعودية وعموم دول الخليج؟
السودان بعلاقته مع الطرفين حاول كثيراً جداً على مستوى رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية وتحدثوا مع الإخوة في المملكة العربية السعودية ودائماً في اللقاءات الثنائية بين الطرفين تطرح هذه القضية ويتم تبادل وجهات النظر فيها ولكن إلى الآن الموقف من الإخوة في المملكة العربية السعودية كما هو، والسودان دائماً يقول نحن بيت عربي وينبغي أن تحل قضايانا داخل البيت العربي ورغم أن موقف السودان في الجامعة العربية جرى تشويهه كثيراً، ولكن السودان كان من أول المعترضين على طرد سورية من الجامعة العربية ولكن الإعلام أخذ الموقف بصورة مشوهة جداً. الحق يقال: إن السودان لم يساند طرد سورية من الجامعة العربية لأن الجامعة العربية ينبغي أن تكون بيت الأمة العربية الذي يحل فيه قضاياها كافة وينبغي أن يكون لها دور حيوي في حل هذه القضايا، والسودان قبل ذلك كان له الموقف نفسه في القضية الكويتية بأنه على الأمة العربية ألا تستدعي الأجنبي للتدخل في شأنها الداخلي ونحن نأتي إلى النقطة نفسها مرة أخرى حيث يتم التدخل في سورية ودعم الأجنبي للمعارضة وغيرها ويظل موقف السودان واضحاً جداً بأنه لا بد أن تحل هذه القضية في إطار الحل السوري السوري.
مساع سودانية لإعادة سورية إلى الجامعة العربية
هل هناك مساع للسودان لإعادة وضع سورية في الجامعة العربية إلى ما كان عليه؟
أكيد السودان في كثير من الأحيان يطرح هذا الأمر مع الإخوة في الجامعة العربية ويسعى دائماً إلى ذلك، ولن يألو جهداً في ذلك إلى أن يجد بوصلة لإعادة سورية إلى الجامعة العربية وأن تستطيع الأمة العربية أن تلعب دوراً بارزاً في حل قضاياها.
لم نتلق رداً من التعاون الإسلامي
طالب السودان بإعادة سورية إلى عضوية منظمة التعاون الإسلامي ماذا حصل في هذا الموضوع؟
حتى الآن لم نتلق ولم نعرف ما هو رد المنظمة على هذا الطلب رفضاً أم قبولاً أما ماذا؟
لا تدخل لـ«التحالف الإسلامي» في سورية
تم مؤخراً تشكيل تحالف إسلامي لمكافحة الإرهاب تقوده السعودية ومن بين الدول المنضمة إلى هذا التحالف السودان، ومؤخراً برزت تكهنات بأن هذا التحالف يمكن أن يقوم بتدخل بري في سورية. كيف ينظر السودان إلى تكهنات كهذه؟
هذا التحالف تم والسودان عضو فيه واشترك أيضاً في المناورات التي تمت ولكن مسألة التدخل هذه متروكة لكل دولة حسب رؤيتها. السودان واضح جداً في هذا الأمر، وطالما يطرح أن الحل سوري سوري لا يمكن أن يقدم على خطوة كهذه. السودان ينادي دائماً بأن يكون الحل سورياً سورياً، وضرورة أن يمنع التدخل الأجنبي في سيادة الدول ومن ثم الموقف واضح جداً.
هل تتوقعون حدوث مثل هذا التدخل؟
لا أتوقع.
لماذا؟
لأسباب كثيرة جداً. لأن التدخل يحتاج إلى ترتيبات كثيرة جداً مع الشركاء الآخرين. الدول التي لها قدح المعلى في هذا التحالف لها ارتباطات مع أميركا وغيرها وهنالك حملة أميركية على الإرهاب وأخرى سورية روسية. الدخول في مثل هذا الأمر بحاجة إلى إعدادات كثيرة جداً. من أين يدخل هذا التحالف إلى سورية.. عبر الأردن… العراق أما ماذا؟
ربما تركيا؟
حتى تركيا. هذا يقتضي أن يكون لك أسطول من الطيران ضخم جداً لنقل الجنود والإعدادات. وهل يضمن أن يدخل بسلام عبر الحدود السورية التركية؟ لا أتوقع ذلك المسألة معقدة جداً.
السودان لديه وثائق تثبت أحقيته بحلايب
مؤخراً الملك سلمان زار مصر وفوجئ الرأي العام العربي والمصري والسعودي بتنازل مصر عن جزيرتين للسعودية وبعدها أثيرت من جديد على ما يبدو مسألة منطقتي حلايب وشلاتين الواقعتين على الحدود المشتركة بين السودان ومصر.. لماذا أثيرت الآن؟
مصر تنازلت عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية وفق اتفاقية بينهما أودعت في الأمم المتحدة وطلب السودان هذه الاتفاقية ليرى إلى مدى هي تمس الحدود بالذات المياه الدولية في منطقة حلايب لأن هذه الجزر لها تداخلات مع منطقة حلايب المتنازع عليها بين السودان ومصر. لكن رغم ذلك هناك هيئة بين السودان والسعودية لإدارة مياه البحر الأحمر المشتركة. مؤخراً وزير المعادن السعودي كان في السودان ووقع عدة اتفاقيات للتنقيب عن المعادن في المياه المشتركة بين السودان والسعودية، ومن ثم في النهاية صحيح أنها قد تمس السيادة السودانية على منطقة حلايب ولكن السودان عنده وثائقه وعنده كل الإثباتات التي تثبت أحقية حلايب للسودان وتبعيتها له، ومن ثم حتى يطلع السودان على هذه الاتفاقية بعد ذلك يحدد إلى أي مدى قد تتدخل في أراضيه.
الحل في سورية ما زال بعيداً
نظرة السودان إلى ما ستؤول إليه الأوضاع في سورية؟
السيد الرئيس أكد تماماً أن أي حل في سورية ينبغي أن يكون السيد الرئيس بشار الأسد طرفاً فيه. لأنه في تقدير السودان ذهاب الرئيس الأسد في هذه المرحلة يعني خلق دولة فاشلة بلا مؤسسات.. أكد السيد الرئيس ضرورة وجود الرئيس الأسد في أي حل سوري سوري ومن ثم هذه النظرة واقعية جدا. نظرة السودان بأن يكون الحل السوري السوري بوجود النظام الحالي. وذهاب هذا النظام بالطريقة التي يريدها الآخرون يعني خلق دولة فيها فراغ دستوري كما حصل في ليبيا والعراق وربما يؤدي إلى دولة فاشلة. الآن أنت تعلم أن كل حركة من الحركات المسلحة لها أرض مسيطرة عليها.. وإذا ذهب هذا النظام فهذا يعني حلول الفوضى في هذا البلد وسوف يتفتت إرباً إرباً كما يريد العدو الأول للأمة العربية إسرائيل ومن ساندها. ومن ثم نحن نرفض أي توجه من هذا القبيل وننادي بالحل السوري السوري الذي يفضي إلى السلام والأمن في البلد.
هل تعتقدون أن الحل ما زال بعيداً؟
بتقديرنا نعم بعيد، لأن الشقة ما زالت كبيرة بين الطرفين.. ربما سنة سنتان ثلاثة إلى أن تحدث تغيرات في وجهة نظر الإخوة السوريين المتفاوضين مع بعضهم البعض. المسألة الآن فيها تعقيد وإذا لم ترفع منها الأيادي الأجنبية وتصبح سورية خالصة فستظل معقدة.
الوطن السورية
تصوير طارق السعدوني