رغم أني ولا أدري كم من السودانيين مثلي أحمل رأياً سالباً في السيد “مبارك الفاضل” منذ أن فجر في خصومته للإنقاذ للحد الذي جعله يشي بوشاية غير صحيحة حول مصنع الشفاء جعلت الأمريكان يستبيحون حرمة الوطن ويقصفون المصنع قصفاً دقيقاً لأنه موصوف لهم بدقة، رغم أنني وحتى أمبارح القريبة دي (مكجنا) الرجل ولا أستمع له كثيراً، لكنني أجد نفسي ضد الآراء الناقدة لحديثه، الذي أدلى به من خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس الأول الأحد، حيث وصفه بعضهم بأنه فارق فندق المعارضة، وباع الفكرة واشترى راحته، والسبب في ذلك أن “مبارك” حذر من مساوئ ومخاطر الدعوة إلى انتفاضة شعبية في الوقت الحالي، مؤكداً غياب أركانها الأساسية إن كانت نقابات أو جيشاً، باعتبار أن هناك جهات أخرى متفلتة تحمل السلاح مما يجعل ثمن الانتفاضة باهظاً وتداعياتها دموية وستتحول إلى قتال وصراع مسلح كالذي يحدث في سوريا وليبيا.. ودعوني أقول إن حديث “مبارك” فيه كثير من الرؤى البعيدة لقراءة الموقف السوداني.. وفيه كثير من العقلانية حتى لا تنحدر بلادنا إلى هاوية الظلام والموت، وحديث “مبارك” هذا قلته من قبل ، وكنت أتناقش مع بعض الزملاء في إحد قروبات الواتساب وقلت بالحرف الواحد: إن بلادنا لا تتحمل انفلاتاً أو أي شرارة فوضى لا قدر لها وحينها كان رأي الطرف الآخر أن الإنقاذ لا بد أن تذهب بانتفاضة شعبية.. لأن الحالة الاقتصادية وصلت حداً لا يمكن السكوت عليه.. وحينها قلت له إن هذا الوعي للشعب السوداني الذي جعله يتسامى على آلامه ويتحمل ضيق العيشة والمعيشة يضاعف الحمل.. على الحكومة والحزب الحاكم أن يتقيا الله في هذا الشعب الصابر وأن يكون جزاء الانتظار ومد حبال الآمال الكثير من الصدق والعمل والشفافية وكبح جماح حب الثروة والسلطة، الذي تملك بعضهم وأعمى عيونهم، لذلك أفضل ألف مرة أن نراهن على خيارات الحوار ، حتى لو كان حبله طويلاً وماهلاً من خيار الدخول في نفق حرب أهلية ،تقضي على الأخضر واليابس.. وبالتالي أجد نفسي (مكرهة) أقف في خندق واحد مع “مبارك الفاضل” في حديثه هذا ،الذي لا يمثل على الإطلاق كما فسره البعض أن ناس المؤتمر الوطني (سكتوا الراجل) بطريقتهم ، فأصبح يطلق مثل هذه الدعوات التي برأيي يجب أن تكون هي شعار كل السودانيين رفضاً للحرب ورفضاً للفوضى وعودة إلى صوت الضمير والحق، ويا ناس الحكومة اتقوا الله في هذا الشعب الجميل ،حتى لا تتفاقم مشاعر الكراهية والبغضاء، وعندها يكون خيار الخروج للشارع هو آخر الخيارات، فتحترق المركب في عرض البحر حيث لا نجاة من الحريق أو الغرق!!
كلمة عزيزة
السيد “الحسن الميرغني” أكد في تصريحات صحفية جاهزيتهم في الحزب لمعالجة مشكلات البلاد، وأنهم قادرون على إقناع المعارضين والحركات المسلحة، وقال إنه في ذلك لديهم المؤهلات الكافية ، لكنه دعا إلى إنجاح شراكة حزبه في الحكومة حتى (2020) حتى تحل مشكلات البلاد في الفترة القادمة!!
بس السؤال يا مولانا ، حتى يتحقق كل ذلك نبدأ نعد لـ(180) يوماً وللا لحدي (2020)؟؟.. سؤال برئ لوجه الله تعالى.
كلمة أعز
أعجبتني جداً مناشدة السيد الفريق أول “هاشم عثمان” مدير عام قوات الشرطة لمنسوبي الشرطة كافة بمعاملة نزلاء السجون والمتهمين بالحراسات بإنسانية ولطف، وهي مناشدة قمة في الإنسانية والأدب والرحمة التي أوصانا بها المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام.. برافو سعادة الفريق أول ومزيداً من الدروس.