قالت الفنانة ماجدة الرومي إن كل ما يحدث اليوم في العالم العربي مُتوقع، ولا يدعو للاستغراب، وأضافت ليس لي علاقة بالسياسة لا من قريب ولا من بعيد، وأجد أن بعضنا يتواطأ مرات مع العدو من أجل تدمير أو تفتيت الوطن العربي.
كلام الرومي، جاء في مؤتمر صحافي دعت إليه جامعة بيروت العربية بعد اختيار الرومي لإحياء حفل يُقام في الرابع من حزيران/ يونيو المقبل في حرم (الدبية) من أجل دعم صندوق الطلاب.
توجهت بداية ماجدة الرومي بالشكر والتقدير لاختيارها، وقالت “ربما لم نعد نملك إلاّ صوتنا، ودوري هنا معكم وأمامكم جامع وغير مُفرق، لأن صوتي لا يدعو إلاّ للحب والسلام والكرامة، وحسناً علي أن أوظف هذا الصوت لمصلحة طلاب علم أو هدف محدد”.
أسئلة مقتضبة، من قبل الحاضرين للمؤتمر أجابت عنها ماجدة الرومي دون مواربة، فتحدثت عن أوضاع العالم العربي التي نعيشها ورأت أن أسبابها واحدة هي فكرة تفتيت العالم العربي أو “ألأرض” وتحقيق حلم “إسرائيل الكُبرى “من النيل إلى الفرات، قالت ماجدة الرومي: عندما كنت في الخامسة عشرة من عمري قرأت “بروتوكولات حكماء صهيون” وما يحصل اليوم مذكور بالتفصيل في هذه المذكرات التي لو قرأها أي عربي لما استعجب مما يحصل اليوم في العالم العربي، كل ما نراه ونشاهده اليوم، ذُكر في الكتاب أو المذكرات التي تدعو إلى زعزعة الاستقرار العربي بداية، ولا يقتصر الأمر على العالم العربي، على العكس تماماً، فما حصل في العاصمة الفرنسية باريس وبروكسل مؤخراً هو أيضاً من نسج وصناعة الصهيونية لكن بتواطؤ محلي عربي ودولي”.
وأضافت: “لم أتردد لحظة في قبول إحياء هذا الحفل، ولا سيما أنني ممن يحبون لبنان بدوره الأساسي أي الدور الثقافي والفني”. وتابعت: “الأرض تنتظرنا وهي تتعرض لاحتلالات مختلفة، إنما دورنا الأساسي في لبنان هو ثقافي فني وإذا حافظنا عليه نكون قد حافظنا على لبنان ولكي يرجع لنا سالماً، ستكون ليلة أدعو فيها للسلام والمحبة ولكل العائلة اللبنانية والعربية، هذا إيماني وسأكمل فيه للآخر على اعتبار أن دوري الأساسي هو لبنان، وأشكر الله أن لا علاقة لي بالسياسة، متسائلة كيف سيخرجوننا مما أدخلنا فيه”.
خدعونا تقول ماجدة الرومي، “الدم العربي أصبح هوانا، أطفال سورية ضحايا هذا الدم والصراع، الدم يغرقنا من سورية إلى العراق إلى اليمن… ألم نسأل أنفسنا يوماً أمام كل هذه الصراعات الطائفية والمذهبية العربية لماذا لا ينتصر أحدنا على الآخر؟ لا مجال أبداً للانتصارات ولو حصلت، أعادوا تجييش المنتصر بهدف أن يبقي الحروب مفتوحة، وزيادة في التفتيت والقتل وارتفاع منسوب الدم والتهجير والقتل، ويؤسفني أن بعضنا أداة بيد هؤلاء الذين يتربصون لنا من كل صوب، فيدخلون مرة بحجة دينية بهدف دمار الأديان أولاً ثم الأرض.
أصبحنا نخاف الجيران لمجرد أنهم من طائفة ثانية، صرت أخاف صديقتي التي جلست جنبي في المدرسة ولم أكن أعرف طائفتها، ما الذي جعلنا نصل إلى كل هذا الخوف الكبير، سوى قلة الوعي عند البعض الذي يبحث عن مصالح مدمرة.
وحول نصيحتها لجيل الشباب خصوصاً منه الجامعي؟ قالت ماجدة الرومي: لا أعرف إن كانت النصائح ما زالت تكفي الشباب ، بداية يجب أن نعترف أن العالم العربي يعاني من عنف رهيب، نعم نحن نواجه قلة ثقة بأنفسنا وبالآخر، وهذا ما يولد العنف في مواجهة الآخر بطريقة لا تمت للإنسانية بالمطلق، الشر المطلق بات يسيطر على عقول الناس لا سيما منهم فئة الشباب، أنا من موقعي أدعو هؤلاء جميعاً لنبذ العنف، والقوة بالإيمان لأن إيماني بعدالة السماء لم يتزعزع يوماً، أتوجه إليهم بالقول: ابتعدوا عن العنف بالحكمة فقط، وادخلوا مراكز العلم والنجاح والفن والخير”.
حول دورها كسفيرة عينت قبل سنوات من قبل منظمة “الفاو” ردت ماجدة الرومي، أنها عُينت في هذا المنصب وقبلت به إيماناً منها بخدمة القضايا التي تتطلب منها على الصعيد الإنساني، ولا أريد أن أتخطى قرارات تتخذها المنظمة وسعادتي كبيرة جداً في كل ما قدمته على الصعيد الإنساني أو الاجتماعي الذي تضمنه مثل هذه المنظمة أو غيرها، ولا بد من التذكير هنا بأن علينا أن نقف في مواجهة كل مشاريع التهجير والقتل، سواء كنّا سفراء أم لم نكن.
حفلات هذا الصيف
تحيي ماجدة الرومي في العشرين من الشهر الحالي حفلاً في القاهرة “سفح الهرم” وتقول لـ”العربي الجديد” إنها ستقف أمام 65 عازفاً من جنسيات مختلفة للغناء في مصر. “الفرقة، يقودها المايسترو اللبناني نادر عباسي المقيم في إسبانيا، وهو واحد من أشهر قادة الفرق الموسيقية في العالم، محبتي لمصر كوطن سيد حر ومستقل، تشرفني طوال عمري”. ثم تتابع جولتها لبداية الصيف في حرم جامعة بيروت العربية الرابع من حزيران /يونيو المقبل، وتقف في 22 تموز/يوليو المقبل في مهرجانات إهدن (شمال لبنان)، وتقول “أفكر في أن يكون ربع الساعة الأول من هذا المهرجان مخصص للصلاة، وليس للغناء، خصوصاً أن البداية منقولة على الهواء مباشرة، وفي الخامس من آب/أغسطس تحيي ليلة من مهرجانات الأرز الدولية”.
من جهة أخرى يذكر أن انتقادات كثيرة طاولت الرومي منذ اندلاع الربيع العربي بسبب ارتباطها وصداقتها بعدد من الأنظمة التي أسقطتها الشعوب، من بينها الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، والرئيس المصري المخلوع أيضاً محمد حسني مبارك، لكن الرومي أكدت أنها بعيدة عن السياسة وأنها تقف إلى جانب الشعوب في أكثر من مناسبة.
العربي الجديد