اتُّهم زعيم حركة بيغيدا في بريطانيا، تومي روبنسون، بـ”الكره الأعمى” بعدما أخطأ في التقدير حينما ظن أن امرأة محجبة جالسة وراء عمدة لندن المنتخب صادق خان هي زوجته التي طالما ظهرت في كل الصور بلا حجاب.
ولكن روبنسون تعجل بنشر الصورة ظناً منه أنها زوجة خان، وعقد مقارنة بين صور عمدة لندن مع زوجته “قبل انتخابه والصورة المزعومة لزوجته المحجبة بعد الانتخابات.. وفق تقرير نشرته النسخة البريطانية لـ”هافينغتون بوست”.
والتغريدة المنشورة على حساب روبنسون على تويتر تلفت الأنظار إلى ديانة خان الإسلامية، بيد أن الخطأ الذي وقع فيه روبنسون هو أنه ظن المرأة المحجبة هي المحامية سعدية أحمد هي زوجة خان، فبادر باتهام العمدة أنه أجبر زوجته على خلع الحجاب أثناء الحملة الانتخابية لحصد الأصوات، ومن ثم أجبرها على ارتدائه من جديد بعدما ضمن المنصب.
وروبنسون هو الزعيم السابق لرابطة الدفاع الإنكليزية اليمينية المتطرفة المعادية للإسلام، وفور نشره لتلك الصور لقيت التغريدة ردود فعل متابعيه على تويتر، والذين أعادوا نشر التغريدة حوالي 300 مرة قبل أن يتنبّه صاحبها إلى خطئه الفادح. تظهر التغريدة هكذا:
وتظهر في الصورة على اليسار الزوجة الحقيقية لـ خان، أما على اليمين فالمرأة المحجبة ليست سوى فرد من أنصار حملة خان الانتخابية تدعى سارة جوزيف، كانت قد انضمت إلى فريقه أثناء دخولهم مبنى كاتدرائية ساوث وورك التي أدى فيها المرشح ذو الـ45 عاماً يمينه لتولي منصب عمدة لندن الجديد.
وعلى الفور انقضت سارة جوزيف على تغريدة روبنسون، متهمة إياه بقصر النظر والتعميمات الخاطئة العنصرية التي ترى كل النساء “بنيات البشرة” يشبهن بعضهن لا فرق بينهن.
وانهالت جوزيف بالسخرية على روبنسون على صفحة أوردت خبر التغريدة، فسخرت من زعمه أن “صادق خان أرغم زوجته على ارتداء الحجاب من جديد” بعد انتخابه، موضحة أن الصورة صورتها هي-سارة جوزيف- لا صورة سعدية أحمد زوجة خان.
حيث جاء في هذه الصفحة الإخبارية عنوان عريض كتبه صحفي يدعى جيم هوفت يقول “عمدة لندن المسلم يرغم زوجته على ارتداء الحجاب بعد انتخابه”.
وجاء في الخبر “إليكم صور رجل السياسة صادق خان مع زوجته قــبل انتخابات عمدة لندن”.
كان صادق قد نفى خلال حملته أية مزاعم حول علاقته بالمسلمين الراديكاليين. والآن إليكم صورة صادق مع زوجته بـــعــد الانتخاب، ويبدو أن الزوجة ارتدت حجابها من جديد بعدما ضمن زوجها الأصوات الناخبة”.
فكان رد سارة جوزيف “يبدو أنهم جعلوا مني زوجة صادق خان التي أجبرت على ارتداء الحجاب من جديد. يا ناس أؤكد لكم أني لست سعدية”.
كما عمدت جوزيف إلى نشر صورة كبيرة للمشهد في كاتدرائية ساوث وورك حيث تظهر جالسة في الصورة وراء خان الذي تحفه من اليمين واليسار كوكبة من القادة الدينيين. فكتبت أسفل الصورة “يا ناس هناك شيء يسمى “الرؤية الشاملة للمشهد” أنا لست متزوجة من صادق خان، ولا القسيس ولا الحاخام في الصورة متزوجون منه!”.
كذلك نشرت جوزيف صورة لها مع زوجها الحقيقي وكتبت “هذه أنا مع زوجي الحقيقي يوم زفافنا، وزوجي “بني البشرة” مثل صادق خان، لكن من يهتم “فكلهم يشبهون بعضهم!”
وختمت جوزيف بقولها إن “كرهه الأعمى” يثبت أنه “لا حدود للحقد”.
يذكر أن روبنسون لطالما انتقد خان علناً بقوله إن انتخاب مسلم لمنصب عمدة العاصمة الغنية بالتنوع ما هو إلا “مسمار آخر يدق في تابوت بلادنا التي كانت عظيمة في يوم من الأيام”.
وكانت صور قد التقطت لخان بالقرب من مقر بلدية لندن يوم الانتخاب الأسبوع الماضي وإلى جانبه زوجته سعدية وأفراد من عائلته وبعض المساعدين.
وأعرب خان صباح السبت عن خالص تواضعه إزاء ثقة الناخبين به، وقال “أود أن أشكر كل مواطن من لندن على جعل المستحيل ممكناً”.
وأضاف أيضاً “أشعر بالفخر لأن أهالي لندن اختاروا اليوم الأمل بدلاً من الخوف والوحدة لا الانقسام” في إشارة تهكمية إلى الحملة الانتخابية السلبية بامتياز التي كان مرشح المحافظين زاك غولد سميث قد شنها.
وكانت حملة غولد سميث قد اعتمدت استراتيجية لا تؤمن عقباها ليس فقط في نتائج التصويت بل كذلك ضمن ردود أفعال المحافظين أنفسهم:
ترجمة التغريدة: “لقد خسرت حملتنا الانتخابية لمنصب عمدة لندن 2016 بسبب استراتيجية الاستهداف المبطن للأقليات التي انتهجها مرشحنا، فخسرنا الانتخابات وسمعتنا ومصداقيتنا كذلك في كل ما يخص العرق والدين”.
هافينغتون بوست عربي