السيد وزير الكهرباء مبشر بالخير وخشمه فيه العسل صرح أمس (الخميس) بأن قطوعات الكهرباء ستستمر حتى نهاية مايو ، وعلل لذلك بأن إنتاج الكهرباء يواجه مشكلات حقيقية بسبب توقف كما قال خمس وحدات إنتاجية نسبة لعدم توفر قطع الغيار والعملات الحرة، وأن الوزارة على حد حديثه لم تفِ باستحقاقات المقاولين. وكدي الياخدنا السيد الوزير على قدر عقلنا ويجاوب على الاستفسارات التالية وكيف ولماذا!
ظلت الوزارة تتفرج على خروج خمس وحدات إنتاجية من الخدمة واحدة تلو الأخرى دون أن تجد الحلول اللازمة، وكان بالإمكان تدارك الأمر منذ اللحظة الأولى، إما بتوفير البدائل أو إيجاد قطع الغيار (المفترى عليها) بأي شكل كان، إن شاء الله هندية أو صينية أو حتى من جزر القمر حتى لا ندخل في هذه المشكلة الكبيرة. لماذا ظل الوزير ووزارته مكتوفي الأيدي حتى خرجت خمس وحدات إنتاجية كاملة من الخط، والواحد في بيته لو ضربت لمبة يعمل على استبدالها قبل أن تضرب الأخريات، هذا التبشير أعتبره أكيد دليلاً على فشل الوزير والقائمين بأمر الكهرباء ليجدوا أنفسهم أمام الحل الأسهل، وهو قطع الكهرباء عن المواطن الغلبان الذي يتحمل نتائج الإهمال الوظيفي والتخبط الإداري، وإلا ما معنى وزارة كاملة بها جيوش من الموظفين والمهندسين تقر وتعترف أن خمس وحدات إنتاجية مرقت من الخط. بعدين مقاولين شنو الذين لم يستلموا أموالهم ما يستلموها ليه ووزارة الكهرباء هي المؤسسة السودانية الوحيدة التي تبيع منتجها (كاش داون)، والناس تقطع من لحمها حتى تنعم بنعمة النور والضياء. من المسؤول عن عدم منح المقاولين استحقاقاتهم والمقاولين ديل سودانيون واللا أجانب عشان نفهم هل الناس دي مضربة حتى تمنح استحقاقاتها واللا الفهم شنو.
ووزير الكهرباء الذي أعلن بكل قوة قلب أن البرمجة حتى نهاية مايو خذله ذكاؤه السياسي، والرجل يمنح المواطنين المبرر لكراهية الحكومة والسخط عليها وهو يعدهم بالعذاب حتى نهاية الشهر، وربما حتى دخول رمضان. وكدي أخونا “معتز” يخليني أحكي ليه قصة رواها لي الأخ “عز الدين خاطر” أحد مديري المراسم في عهد “جعفر نميري”، أن الرئيس الراحل كان يقضي ليلة (الخميس) ونهار (الجمعة) في منزله بود نوباوي، وذات (خميس) حضر إلى الحي العريق ووجد كل المنازل مقطوع عنها الكهرباء إلا منزل أسرته، وبسؤاله لهم عن سبب وجود الكهرباء عندهم حصرياً أخبروه أنهم اتصلوا بالسيد “خالد الخير عمر أزرق” وكان يومها رئيس مجلس إدارة الكهرباء ليعيد التيار إلى منزل أسرة الرئيس وفعل، فما كان من الرئيس الراحل إلا وحمل سماعة الهاتف واتصل على “الخير” وقال له إذا لم تقطع الكهرباء عن منزلي في خمس دقائق حيكون عندي كلام تاني، وبالفعل قطع عن منزله التيار. وكانت فلسفة “نميري” في ذلك أن وجود الكهرباء في منزله والمواطنون محرومون منها ستجعل من يكرهه يتمادى في كرهه ومن يحبه سيتخلى عن ما يحمله له من مشاعر مودة وتقدير! أفهموها يا “معتز” ما هكذا يلغم الشعب السوداني بحجارة الأسباب غير المنطقية، وما هكذا تساهمون في اشتعال جذوة الغضب وإيقاد نيران الكراهية والبغضاء للنظام الحاكم قيادة وقاعدة.
طبعاً أجمل ما في تصريح السيد الوزير حديثه عن عدم زيادة التعرفة الذي ذكرني بـ “عادل إمام” في مسرحية شاهد ماشافش حاجة، عندما جاءه إنذار من هيئة التلفونات بدفع الفاتورة وإلا حتتشال العدة فاضطر لدفع الفاتورة، لأنه خائف على العدة رغم أنه (ماعندوش تلفون). ونحن نشكر الوزير على عدم زيادة التعرفة رغم أنه ماعندناش كهرباء.
{ كلمة عزيزة
نفسي أفهم كيف يفكر نواب البرلمان وما هو فهمهم للدور البرلماني الذي يقومون به، وأضرب لكم مثلاً على ذلك، إذ أنه ورغم الخطاب المزدوج لوزير الخارجية أمامهم منحه النواب صك التمرير وبصموا على البيان بالعشرة!! جاءتهم وزيرة الرعاية الاجتماعية ببيانها الذي كشفت من خلاله عن مستوى الفقر بالبلاد وأمطرها النواب نقداً للدعم المتواضع الذي تقدمه الوزارة للفقراء، ورغم ذلك بصموا على الخطاب ومرروه، طيب طالما أن البيانات والخطابات تمنح صكوك الموافقة والرضاء (الفصاحة في شنو)؟
{ كلمة أعز
كلما لقنا صغارنا وحفظناهم دروس الوطنية وعشق التراب تمسحها عن ذواكرهم وزارة “معتز موسى” عند قطع تيار الكهرباء ونسمع نغمة دي ما بلد تتقعد!!