محمد لطيف : بل شيد القصر وعطلت البئر.. تعقيب

أنا واحد ممن يعنيهم الأمر في المفاجأة التي أوردتها في تحليلك الأستاذ محمد لطيف بصحيفة (اليوم التالي) العدد 1146 عن تعطل القصر والبئر قد اكتمل تشييدها.. وبوصفي والد إحدى تلميذات كلية الطب بالجامعة الوطنية والتي ما اخترتها إلا بذلك الوصف الدقيق الذي أوردته في مقالك، فقد أدهشتني وأنا أقوم بمسح لبعض الجامعات لاختيار الجامعة التي تستحق أن أودعها أغلى ما أملك وهي ابنتي نورة لتصنع حياتها ومستقبلها في حضنها، وبالفعل وقع اختياري عليها ولا تربطني وحتى اليوم أي سابق معرفة بملاكها أو إدارتها.. وقد أصبت أخي محمد في ما ذكرته في حق هذه الجامعة، وأنا أتابع مسيرة التحصيل الأكاديمي والإضافة في بناء الشخصية لابنتي خلال عامها الأول بالجامعة وقد كان لي ما أصبو إليه..
إلا أنني توقفت كثيرا في المفاجأة المتعلقة بالمستشفى الجامعي وانتظار التصديق، وكنت أحسب أن هنالك بعض المعينات لم تكتمل بعد لافتتاح هذا الصرح الراقي الذي رأيته فقط من الخارج وهو أكثر ما شجعني وشدني في اختيار هذه الجامعة لدراسة ابنتي، فقلما تجد في بلادي جامعة تضيف للوطن مستشفى وتنفق عليه كل هذه المليارات التي أنفقتها الجامعة الوطنية ليتعلم فيه طلابها وتقدم من خلاله الخدمات العلاجية للمحتاجين من أبناء بلادي، وما أكثرهم.. وهذا تميز يضيف لهذه الجامعة ويجعلها في مصاف الجامعات التي تستحق التكريم من حكومتنا الرشيدة وليس التعطيل والمماطلة في انتظار تصديق يعطي الضوء الأخضر لتشغيل هذا المشفى الفخيم.. فيا أهل الحكومة رفقا بأبنائنا وبناتنا أولا والذين يستحقون أن ينهلوا ويستفيدوا من هذا الصرح التعليمي المعطل لأكثر من ستة أشهر، ورفقا بمئات الهائمين بحثا عن العلاج المجاني والمستشفى يزخر بأجهزة أنفقت فيها ملايين الدولارات.. ورفقا بهذا الوطن من هذه البيروقراطية السالبة الطاردة لكل مستثمر يتطلع للاستثمار في ما ينفع هذا الوطن.. والتحية والتجلة لهذه الجامعة وملاكها ورئيسها الذي لم أتشرف بمعرفته بروفيسور قرشي محمد علي، التحية لهم بقدر السعي الحثيث لهذه الجامعة في تقديم نموذج يحتذى به في الاستثمار الإيجابي الذي يضيف ولا يأخذ..
ونيابة عن أولياء أمور الطلاب والطالبات نحن فخورون بانتمائهم لهذه المؤسسة الوطنية ونرفع صوتنا عاليا مع الأخ محمد لطيف للسيد النائب الأول لوقف هذا التماطل والتطاول وطلب ملف هذا المستشفى والأمر بافتتاحه فورا بل وتذليل كل الصعاب وكسر كل المعوقات التي تحول دون الاستفادة من هذا الاستثمار الضخم والذي يعود بفائدته أولا وأخيرا على الوطن بفتح مئات الفرص للتوظيف ومئات المنافذ للعلاج المجاني ويصنع أطباء المستقبل المؤهلين فخرا ومجدا للوطن.
سيد عثمان
محامٍ ومستشار قانوني
من المحرر:
نوهنا بالأمس لعزمنا نشر تعقيب من صحافي وقيادي إسلامي حول بعض ما كتبنا.. وعدم وصول المادة حتى لحظة النشر حال دون ذلك.. نعذر من وعد وننتظر..!

Exit mobile version