كلام في غاية الأهمية من صفحة البروفيسور المحترم عبدالملك محمد عبد الرحمن مدير جامعة الخرطوم الأسبق
النص :
بينتُ في رسالة صباح اليوم ملابسات تصرفات بعض الطلاب المحسوبين على الجامعة ويبدو أن أحدا من الناس أزال ما كتبته. بالأمس حاول بعض الطلاب إيقاف محاضرتي مع طلاب خامسة فيزياء بهتافات عند باب قاعة المحاضرات تشق عنان السماء بدعوى أنهم معتصمون فدعوتهم للتحدث للطلاب ليقنوعهم بقضيتهم ولما لم تجد دعوتي صدى لديهم أخبرتهم أن إيقاف المحاضرة مستحيل كما أخبرهم طالب من متلقي المحاضرة أنهم غير مشاركين في الإعتصام فانصرفوا و هتافاتهم تشق عنان السماء مرة أخرى . اليوم ذهبت لمبنى كلية العلوم فلحظت تجمهرا لطلاب حول مركز إمتحان معمل قسم علم الحيوان يهتفون في محاولة واضحة لتخويف الطلاب من دخول الإمتحان وعلمت أنهم فصلوا التيار الكهربائي حتى لا ينعقد الإمتحان واهانوا مسئولين في الكلية. أغضبني ذلك. رأيت طالبا ينقل أخباره ” السارة” من الطابق الثالث حيث مركز الإمتحان – أخبار سارة بإفلاحهم في وقف الإمتحان وصفق طلاب على الأرض كانوا ينتظرون هده الأخبار ” المفرحة”. أمسكت بالطالب سائلا ماذا يفعل ومن هو فحاول أن يفلت ولما لم يستطع (لدهشته) ضربني زميل له يقف خلفي على رأسي فهرب صاحبنا.
….#أود أن أقول ما يلي:
#أولا : الطلاب الذين قادوا هده الفوضى من خارج كلية العلوم و قد اعتذر لي جميع طلاب كلية العلوم خطيا و أنا أحترم إعتذارهم و أقبله واعفو عنهم جميعا.
#ثانيا: ضربة الرأس كانت خفيفة و الحمد لله وأنا بألف خير وليس هناك مبررا لأي قلق.
#ثالثا: محاولات وقف المحاضرات والإمتحانات بالشكل الذي وصفته عار على طلاب الجامعة فضلا عن أنه أسلوب غير ديمقراطي يعتمد على الإرهاب اللفظي وتخويف الطلاب خاصة الطالبات و يسيء للجامعة.
#رابعاً: أنا بخير والحمد لله و محاضراتي تظل قائمة ما رغب طلاب فيها و هذه هي الديمقراطية الحقيقية.
آخر الكلام:
#بعض الناس يتحدثون عن ما يسمونها ” الجميلة و مستحيلة ” – الأرجح أنهم يقصدون بذلك ديار ليلي ( وما حب الديار ملكن قلبي … ولكن حب من سكن الديارا ) . جامعة الخرطوم ما اصبحت جميلة بديارها … بل بتقاليدها وتميز علم و أخلاق من سكنها و يسكنها . الدين ينصبون أنفسهم أوصياء عليها من دون آخرين هم عابرون لبضع سنين لا تتجاوز عددا أصابع اليد الواحدة، مقارنة بمن قضوا كل سنوات عمرهم فيها. هذا غرور في رأيي فتواضعوا يا هؤلاء يرحمكم الله! “.
تعليق بقلم الإعلامي حامد عثمان
كنت ذات يوم على موعد مع بروف الحبر يوسف نور الدائم وفي أثناء انتظارنا دخل إلى المكتب شخص ذو وجه مألوف التقاسيم يستفسر عن بروف الحبر ..فلما جاء سالناه عن الذي سأل منه فقال هو بروفسبر عبد الملك المدير الأسبق لجامعة الخرطوم وهو من دفعته وقد حضر لأنه طالب لديه إذ أنه يحضر الماجستير في اللغة العربية ..وهو لمن لا يعرف عالم في الفيزياء ويعتبره بروف الحبر مع اثنين من أبناء دفعته من عباقرة زمانهم في الفيزياء …تعجبت واكبرت في الرجل أمرين الأول أنه بعد أن وصل لدرجة الاستاذية في مجال الفيزياء يمضي إلى نيل دراسة في اللغة العربية وهي على النقيض من مجاله الاساسي …والثاني أنه لا يستنكف أن يكون طالبا عند زميل له ترافق معه سنوات التحصيل ولم يمنعه تقدم السن من أن يشبع رغبته في المعرفة ….عالم جليل وأستاذ مميز وإداري حاذق تتاسف حين تسمع في الأخبار ان طالبا اعتدى عليه لأن البروفسير الجليل رفض أن يخلي قاعة التدريس بحجة مقاطعة الدراسة احتراما للطلاب الموجودين في القاعة والتزاما بواجبه كاستاذ …طالب يعتدي على أستاذه في أم الجامعات أي بؤس تخبئه الأيام ? هذا الحدث يتحمل مسؤوليته من فتح أبواب الجامعه ليدخل إليها من لا يحمل استحقاقها بالشهادات بل بزيادة الدرجات ارضاءا لأطراف سياسية ضمن صفقة سياسية ما أوقفت حربا ولا عمرت بلدا ….ويتحمل المسؤولية السلطات التي تسمح لروافد الحركات المتمردة أن يكون لها منابر ومعارض وأنشطة تدعم العمل المسلح وهي في قلب العاصمة ….ويتحمل مسؤوليته البرلمان والإعلام وإدارات الجامعات كل يأخذ نصيبه من هذا الواقع المخزي …جامعات يحمل طلابها السواطير ويخبئون الأسلحة ويمارسون أقبح صور الإرهاب تجاه زملائهم واستاذتهم والحكومة كأنها لا تسمع أو ترى ….من حق أساتذة الجامعات الإضراب حتى تكون الجامعات لما أقيمت له أو تترك ساحة للحركات المسلحة تعبث فيها ….بروفسير عبد الملك الاعتزار لا يكفي لرد الاعتبار للأستاذ الجامعي بل ما يكفي هو أن تعود الأمور إلى نصابها …أما جامعات أو معسكرات ..