> تعد السلامة المرورية واحدة من استراتيجيات الادارة العامة للمرور… وهي التي تقوم عليها كل مفاهيم وادوار العمل المروري بالبلاد.. حيث أن السلامة هي النتيجة المتوقعة دائماً… على أن تكون ضمن قيود دفاتر أحوال إدارة المرور. > إن دليل اهتمام الإدارة بالسلامة أننا دائماً نجد الشعار عندهم يرمز للسلام.. حيث شعارهم الأبيض دليل عافية ومؤشر سلام.. وحتى في غير المرور رفع العلم الأبيض دليل سلام وإيقاف حرب. > تقوم فكرة تحقيق السلامة المرورية على أساس البرنامج التوعوي وعبر كافة الأجهزة الإعلامية المختلفة.. فالناس يحتاجون للتوعية والتذكير.. وفي البال كل الحوادث المرورية التي يروح ضحيتها غالبية الناس تكون نتيجة جهل وطيش وعدم تريث لغياب البرنامج التوعوي لهم فقط لتذكيرهم.. أيضاً الوجود الشرطي الكثيف له الدور الأعظم والكبير في عملية تخفيف وطأة الحادث المروري .. لأن شعار وزي الشرطي جزء من الدعوة للهدوء والمنع والالتزام بالضوابط وفق التوجيهات من رجل المرور. > صعب أن تغير إحصائية الحوادث المرورية لحالة الانعدام.. لأن السلوك البشري المخالف أصلاً موجود ولا يمكن إعدامه أصلاً لكن بالإمكان التخفيف.. وفي البال ما تحدثه الحوادث المرورية من موت وإزهاق للأرواح «حقيقة» يفوق الذي تتسبب فيه الحروب… حيث تتفوق إحصائية المرور إذا ما قورنت بإحصائية ضحايا الحروب. > هناك «ضجة» إعلامية كبيرة هذه الأيام تقودها الأخت العقيد احتفال حسن مدير إعلام المرور، وحقيقة لهذه الضجة ما بعدها من نتائج قطعاً ستعمل على خفض هذا الارتفاع الجنوني في أعداد ضحايا المرور لما تقدمه من توعية دقيقة لهؤلاء السائقين وغيرهم.. وحتى المشاة لم تخلُ برامج توعية «احتفال» من أن يكون لهم فيها نصيب. > ولم يقف الحد عندها هنا بل سعت لإشراك الصحافة في هذا الهم، فكان لبعض الكتاب نصيب من الدعوة لشعار «سلامتك تهمنا»، وكتبوا جزاهم الله خيراً ولم يقصروا في أمر التوعية. > أيضاً أجريت لقاءات صحفية وتلفزيونية مع قادة المرور.. لكن لقاء السيد اللواء عمر المختار التلفزيوني كان له رونق خاص، حيث تحدث حول أهمية قضية شغلت الرأي العام وهي قضية «الديَّة» وما ادراك ما الديَّة؟ واشترك في اللقاء اصحاب الرأي القانوني العام من وزارة العدل.. وحقيقة أمر الديَّة أمر مهم تعندت فيه شركات التأمين وأعلت صراخها وأعلنت خروجها من السوق بسبب ارتفاعها، وطيلة الفترات السابقة كانت تحصد الأموال في صمت رهيب، ولكن من إشارتها أصبح واضحاً أنها لا تنظر لبعد رفع قيمة الإنسان الذي كرمه الله على سائر مخلوقاته، وحمله مسؤولية الحفاظ على ما حباه به من نعم قمتها العقل. > الناظر لأمر الديَّة مباشرةً بإشارة بحثية بحتة يجد أنها تعمل على خفض نسبة الحوادث المرورية، لأن الإنسان كثيراً ما يحرص على سلامة ماله قبل سلامة البشر، وهذا مؤثر بالتأكيد سالب جداً.. فتجعله هذه القيمة الكبيرة في الديَّة حريصاً على ألا يحدث أي حادث يكون مطالباً فيه بدفع مال قد يفقده حتى سيارته إذا نجت هي الأخرى من الحادث، خاصة إذا التزمت شركات التأمين بقوانين المرور والتقرير الهندسي للحادث وكشف حالة السيارة بعده، وأخلت مسؤوليتها من شروط التأمين للمستهتر والمخالف لقوانين المرور من حيث الترخيص وضمان سريان رخصة القيادة والسيارة وسلامتها وصلاحيتها للسير في الطريق العام، وسلامة السائق العقلية والجسدية من نظر ووعي كامل في القيادة للمركبة. > إذن نقول إن شركات التأمين موقفها مؤمن إذا طالبت بالتأمين للسيارات بصلاحيات كاملة وسائق ملتزم، وحينها ستنهال عليها الأموال كالمطر دون التزام صرف لغير الملتزم بقوانين المرور وقوانين تسيير العمل فيها.. إذن لماذا الضجة والخوف إن كانت تصطحب كل هذا في الالتزام بالدفع؟ > ويحمد لقانون المرور الجديد تحويل بعض مواد المخالفات لجرائم يعاقب عليها القانون الجنائي.. كالقيادة بطيش وبسرعة مخالفة للمقرر، وتناول السائق مواد مغيبة للعقل.. والتخطي الخاطئ غير المسؤول.. إضافة لقطع الإشارة الحمراء… وبهذه الإجراءات نبشر بسلامة مرورية معافاة من النواقص، وضمان لخفض معدلات بلاغات الحوادث المرورية وارتفاع أعداد الضحايا في كل حوادث المرور. > «سلامتك تهمنا» شعار أسبوع المرور الذي وعد به السيد اللواء عمر مختار أن يكون عاماً كاملاً وليس أسبوعاً فحسب.. والناظر لهذا الشعار يجد أنه يحمل معاني ومضامين كثيرة.. إن السائق والمركبة ومن فيها هو المهم، ويذهب ما دون ذلك من ايصالات وملاحقات ومخالفات لمواقعه أينما تكون. > لكن إذا كانت لنا ملاحظة فنرسلها عبر هذا «الوهج» لسعادة اللواء عمر المختار ورفاقه الكرام بأن أسلوب الملاحقات في مفاهيم الحملات لا يليق بأخلاقيات الشعار هذا، خاصة في الطريق العام وأثناء السير في وقت الذروة.. وملاحقة المركبات من رجال المرور وإيقافها في الطريق العام يعرقل حركة سير المرور ويخلق بلبلة في الطريق… ليت الأمر عندكم ــ سعادتك ــ يسعى لإيجاد بدائل أخرى تجنب رجل المرور سخط المواطن الملتزم في الطريق العام.. وألا أعتقد أن هذا غير وارد لرجال في قاماتهم يفكرون لملاحقة العام في مفاهيم ضبط الطريق بصورة أرحب وأطيب وأصلح.. وعلى المواطن دور كبير في مساعدة نجاح الفكرة بالالتزام قبل السؤال والملاحقة. كل عام وشرطة السودان بخير قيادةً وأفراداً.. ولا نقول شرطة المرور وحدها.. فالكل مسؤول في الشرطة عن سلامة المواطن وسلامتك أيها المواطن تهمنا. «إن قُدِّر لنا نعود».