أسامة عبد الماجد : البشير ومبارك الفاضل

٭ من التعليقات الطريفة للسياسيين ذلك الحديث الذي جرى على لسان القيادي في حزب الأمة القومي مبارك الفاضل عندما قال إن الحرب في السودان (انتهت عملياً بالتعادل السلبي بين الحكومة والحركات).
٭ وكان الرجل يتحدث وقتها عن أن الطرفين لم يستطيعا تغيير ميزان القوة وهو حديث منتهي الصلاحية بعد أن (درشت) الحكومة الحركات في كافة محاور القتال.
٭ لكن مبارك ظل من السياسيين القلائل الذين يطلقون التصريحات التي تشغل الساحة السياسية وتكون مثار نقاش، فالرجل يمارس السياسة، بمكر، ودهاء .. لفت إنتباهي حديث مبارك في الحوار الذي أجراه معه الزميل النابه بهذه الصحيفة لؤي عبد الرحمن وينشر غداً.
٭وصف مبارك، رئيس الجمهورية المشير البشير بالذكي والإجتماعى من الطراز الأول، وقال إن الرئيس البشير يمتلك مساحة كبيرة من العلاقات الاجتماعية تحمد له، وأضاف “البشير لديه كثير جدا من التواضع .. ظل مبارك ممسكاً لـ (لسانه) من أي مدح للحكومة ناهيك عن رئيسها.
٭ تصريح مبارك الإيجابي في حق الحكومة ولا -أقول في حق البشير – أنه تطور جديد في علاقة الفاضل بالحكومة التي ناصبها العداء منذ سنوات طويلة وألب عليها الغرب الأوربي والأمريكي، حيث جاءت عملية قصف مصنع الشفاء.
٭ وحتى عندما تصالح الفاضل مع الحكومة، وعين مساعداً للبشير بدأ في (حشر أنفه) في ملفات خارج دائرة اختصاصه، وأقاله البشير حسبما كان متوقعاً، فعاد الى مربع العداء المستحكم، وبشكل أشد سفوراً، ونجح في النيل من الحكومة.
٭ لكن الفاضل هدأ قليلاً في الآونة الأخيرة بل إنه شارك في مارس الماضي في ندوة لشباب الوطني، وتحدث بإيجابية وقال إن الحوار الوطني غير الكثير من المفاهيم لدى القوى السياسية والمسلحة، ويمكن أن تضيف تلك القوى ماتراه في الجولة الثانية من الحوار.
٭ مبارك متهم بأنه يغلب الجانب العملي على النظري والجانب النفعي على المباديء وهو ما يعرف في السياسية بـ (البراغماتي) ، ولذلك عندما يتقرب للحكومة فإنه يضع إعتباراً لحزب الامة وتحديداً لغريمه ابن عمه – الصادق المهدي.
٭ مامن توقيت مناسب ينال فيه مبارك، من المهدي، إلا هذا التوقيت حيث كثف الأخير من مدفعيته وقصفه للحكومة، وهو يدعو الجماهير لهبة شعبية، مما سيوسع الشقة بينه والحكومة ومن مصلحة مبارك عدم تقارب الحكومة والمهدي.
٭ لن يفارق حلم رئاسة حزب الأمة مخيلة مبارك ، ما دام على وجة البسيطة، وسيسعى بكل ما أوتي من قوة ليتزعم الحزب، وحتى الحديث عن إقتراب مريم الصادق من خلافه والدها، يصب في مصلحة مبارك لقناعته بان الأنصار لن يرضوا بقيادة (ناعمة).
٭ مبارك بمدحه للبشير شخصياً ، يعلم الهجوم المتوقع عليه من شباب حزب الأمة الغاضبين حتى من مشاركة عبد الرحمن الصادق في الحكومة، ولكن الرجل فيما يبدو (لايعنيه) كثيراً إن وصف حديثه بـ (تكسير تلج) أو حتى تشييد مصنعاً حتى لصناعة ذلك الثلج.

Exit mobile version