حلقة إذاعية جميلة بإذاعة (هلا 96) استضافت فيها الزميلة الإعلامية مشاعر عبد الكريم والممثل الكبير عبد الحكيم الطاهر، وكانت حلقة بحق وحقيقة سياحة في أعماق فنان بمعنى الكلمة، تحدث فيها النجم الكبير عن دور الفنون، والدراما تحديداً في خدمة المجتمعات، وطاف بنا حول الكثير من محطات ذكرياته المليئة بالإبداع، وحدثنا عن مشاركاته في الورش المسرحية للمكفوفين وغيرهم من شرائح المجتمع، ولكن ما استوقفتني عبارة أطلقها بكل الألم والحسرة وهو يقول: إن الطيب مصطفى أخذ مفاتيح الدراما من التلفزيون وغادر بها، مثل ما غادر كرسيه في الجهاز الإبداعي، وما قاله الطاهر سمعناه من كثير من أهل الدراما الذين شكوا من تجاهل التلفزيون لأعمالهم والتعامل معهم بنظرية (جيبوا رعاية) حيث تطلب إدارة التلفزيون من أي صاحب عمل درامي أن يجلب له الرعاية، وبالطبع هو فهم عقيم لا ينبغي أن يصدر ممن هم في موقع المسؤولية، بل الذي كان يجب هو أن يشجع التلفزيون الدراما والدراميين لأن ما يقومون به في ظل ما نعلم من ظروف يعتبر مغامرة غير مأمونة العواقب، ورغم ذلك لم يتوقفوا يوماً عن تقديم إبداعاتهم وإشراقاتهم ولم يتهربوا عن معشوقتهم الدراما.
المنطق يقول إن على التلفزيون أن يشجع الدراما السودانية وأن يكون هو الأكثر حرصاً على وجودها في شاشته، وبالأخص في رمضان، ليس منة منه ولكن لأن ذلك حق الدراما عليه، والدراما لو كان يعلم من يجلس على كرسي الإدارة في التلفزيون هي واحدة من أرقي الفنون وأمضاها في توصيل الرسائل للمجتمع، وهي غير أنها ترفيه، تمثل المنظار الذي يستكشف علل المجتمع، وفي أحيان كثيرة هي الترياق للكثير من أمراض مجتمعنا التي نقلت عدواها لنا الثقافات الدخيلة عبر دراما لا تشبهنا وأحيانا الأغنيات.
نقول آملين في أن تصل كلماتنا لمدير الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون : أفتحوا الأبواب على مصراعيها لكل عمل درامي يستحق أن يشاهده الناس، شجعوا الدراميين ولا تحاربوهم بسلاح (جيبوا رعاية)، فهم الأولي والأحق برعايتكم للكثير من البرامج التي لا يشاهدها غيركم، وربما تكونوا أنتم أيضا لا تشاهدونها.
المهم من حقنا نحن كمشاهدين أن نشاهد الدراما السودانية في رمضان وفي غير رمضان، ومن حق الدراميين أن يطلوا عبر شاشة التلفزيون بإبداعهم لكل العالم، فقد سئمنا الدراما العربية (المكررة) .
وأخيراً أقول شكراً عملاق الدراما السودانية عبد الحكيم الطاهر، وأن تستفز قلمنا ليكتب عن الدراما والدراميين، وشكراً للزميلة مشاعر على الحوار الخفيف اللطيف الدسم .
خلاصة الشوف
رمضان علي الأبواب والخوف كل الخوف أن نصوم ونفطر علي بصلة التلفزيون.