كتبت بالأمس إثباتات أنني شخص عبقري لأنّ ما أحرزته في اختبارات الذكاء (آي كيو)، يؤكد ذلك، ولأنني استمعت لمقطوعات الموسيقي النمساوي الراحل موزارت أكثر من عشر مرات خلال سنة واحدة، وقد أكّد باحث أمريكي أن الاستماع إلى موسيقى هذا الرجل عشر دقائق يرفع معدل الذكاء بكذا درجة (ولك أن تتخيل معدل ذكاء شخص مثلي شاهد فيلم أماديوس الذي يحكي قصة حياة موزارت عشر مرات أو أكثر).
وبما أن العلم الحديث أثبت أن أبا الجعافر فريد من نوعه في العالم العربي، حيث الأذكياء مغمورون والأغبياء «غامرون»، فمعنى هذا أنه من الكائنات النادرة المهددة بالانقراض، وعلى العرب التسابق لتوفير الحماية له بل والعمل على استنساخه، وتذكروا ما قلته لكم أمس إن معدل ذكاء رئيس وزراء إسرائيل الحالي بنيامين نتنياهو يجعله في قائمة أذكى عشرين شخصية في العالم. يعني فرصتكم لمسح أنف نتنياهو بالأرض هي أن تعطوا جعفر العبسي شيئا من السلطة والثروة.
وأحسب أنني في وضع يجعلني قادراً على إسداء النصح إلى الراغبين في اكتساب المزيد من الذكاء والانضمام إلى رابطة الأذكياء العالمية منسا MENSA، المسألة وفي منتهى البساطة هي أنه إذا كانت موسيقى موزارت تسهم في إنعاش الدماغ فإنّ معظم المطربات والمطربين العرب يسببون للمستمعين متلازمة فقدان الذكاء المكتسب «أليس» Acquired loss of Intelligence Syndrome ALIS.
وأعتقد أن أبلغ دليل على ذكائي هو أن الأغاني العربية تستفزني، لذا فإنني لم استمع إليها عمداً قط، وتستوي في نظري الأغاني العربية والأوبرا. تلك البلطجة الصوتية التي أشاعها الطليان في العالم الغربي والتي يعد أبرز رموزها المدعو بافاروتي الذي احتفل ذات مرة بنقصان وزنه بعشرة كيلوجرامات فأصبح وزنه الصافي 120 كيلوجراماً مكعباً، والأوبرا الوحيدة التي أتابعها هي أوبرا وينفري، تلك السوداء الأمريكية التي تقدم برنامجاً حياً شيقاً، يطرح قضايا عامة ويعالج المشكلات الإنسانية، وهي صاحبة أعلى راتب في مجال التلفزيون في العالم، وكان وزنها قبل نحو 15 سنة في وزن انتصار الشراح وداوود حسين مجتمعين.
ولكنها عادت وثابرت حتى أصبحت في رشاقة العجرمية التي يهيم بحبها الصبيان والشيبان، وأفكر جدياً في صرف النظر عن الزواج بوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليسا رايس، وطلب يد أوبرا وينفري، لأضع يدي على ثروتها وأشتري القنوات الفضائية العربية المسؤولة عن تفشي الحمى الخلاعية في العالم العربي، وانقل استوديوهاتها إلى القطب الجنوبي ثم أقوم بتفنيش، أي إنهاء خدمات العاملين بها، من النساء من دون تزويدهن بتذاكر سفر حتى تصاب أطرافهن التي تستفز رجولتنا بالتيبس، فأتحمل النفقات المترتبة عن شراء أطراف صناعية لهن.
كما أفكر في استغلال ثروة أوبرا، لشراء صمت نحو عشرة مطربين و37 مطربة، أدفع لهم ولهن الملايين نظير ألا يغني أحد منهم حتى في الحمام، رغم أن غناءهم لا يصلح أصلاً إلا في الحمامات التي تفتقر إلى نظام تصريف كفء.
ولأن الأقربين أولى بالمعروف، فسأعمل على إقناع المطربة والراقصة السودانية جواهر بأن تتقاضى مني مائة ألف دولار نظير كل أغنية لا تغنيها، ولضمان اعتزالها المايكروفون إلى الأبد فسأقنعها بالعيش في الريف الفنلندي الجميل على أمل أن تصاب بالتهاب دائم في الأذن والأنف والحنجرة، وروماتيزم يمنعها من ممارسة هزة الرأس البلهاء التي سرقتها من الرقص الهندي حتى وهي أمام المرآة بمفردها.
ويسعدني كثيراً أن عيالي ورثوا عني الذكاء فقد كان أصغر صبيتي يتحدث عن المواصفات التي يطلبها في زوجة المستقبل: تكون بيضاء وليست سوداء مثل بابا.. ووجهها «منوّر» وذات حس موسيقي وتحفظ وتلقي النكات ولا تغادر البيت في الأمسيات فقالت له أخته: يعني حتتزوج التلفزيون.