مازالت جامعة الخرطوم تتصدر أحداث الساعة منذ الأنباء التي راجت حول بيع مباني الجامعة العريقة ونقلها من وسط الخرطوم إلى أطرافها، وتحديداً ضاحية سوبا، وبالأمس القريب حيث تصدر عناوين الصحف خبر تعليق الدراسة بكلية العلوم الرياضية في أعقاب تظاهرات شهدتها الجامعة عصر أمس الأول، القرار الممهور بتوقيع رئيس الجامعة وجه الأنظار نحو الإسلامي الذي قل نشاطه السياسي عقب مفاصلة الإسلاميين، وجعل كثير من الأسئلة تصعد إلى الأذهان حول شخصية الرجل المتواري عن الأضواء السياسية، وهل بإمكانه إدارة أزمة بهذا التعقيد
النشأة
بروفيسور أحمد محمد سليمان من مواليد أواخر الخمسينيات، تلقى تعليمه بأرض القاش شرق السودان، حيث درس الأولية بمدرسة أم علي في الفترة من “ 1961-1965” والتحق بمدرسة كسلا الأهلية الوسطى، كما درس المرحلة الثانوية بكسلا، ثم التحق بكلية الطب في 1973م، ونال في 1978 درجة بكالوريوس طب الأسنان ، ومن ثم حزم حقيبته وغادر إلى المملكة المتحدة ليعود بماجستير من جامعة لندن، حيث أكمل الدراسة في تخصصه طب وجراحة الأسنان من جامعة لندن في عام 1985، ثم عمل معيداً بجامعة الملك سعود في الفترة من “ 1980 – 1985” ، لم يخطر ببال الطبيب العائد للبلاد في العام 1995 استاذاً مشاركاً بالكلية التي تخرج منها بجامعة الخرطوم، أنها ستكون الخطوة الأولى في اتجاه منصب مدير الجامعة، حيث ظل بالموقع حتى 2005، وتم ترفيعه لمنصب رئيس القسم، ثم تولى إدارة مستشفى الخرطوم للأسنان، وعمل نائباً لمدير جامعة الخرطوم، وفي 2015 أصدر رئيس الجمهورية قراراً بتعيينه مديراً لجامعة الخرطوم خلفاً للبروفيسور صديق حياتي
صاحب البصمة
مقربون منه أكدوا أنه منذ مفاصلة الإسلاميين رمى يمين الطلاق على السياسة، وتفرغ للأكاديميات والتدريس بالجامعات، حيث درس أكثر من خمس مواد بكلية الطب، وعمل عميداً لكلية الطب جامعة كرري، ومحاضراً لخمس مواد بجامعة العلوم والتكنولوجيا، بالإضافة إلى جامعة الرباط الوطني قبل أن يتفرغ تماماً فيما بعد لإدارة جامعة الخرطوم، ويعتبره البعض أنه صاحب البصمه المميزة في تدريس ومجال طب وجراحة الأسنان.
التخدير والجراحة
يبدو أن هنالك تحفظاً شديداً لكل المقربين من الرجل الذين زاملوه في الدراسة والعمل في الحديث عنه، بعد أن نذر كل العاملين بجامعة الخرطوم صوماً عن الحديث في قضية الموسم، الأمر الذي يفسر بأن للرجل غضبة يخشاها حتى المقربون منه، ولكن أحد رفاقه فضل حجب اسمه قال لـ “آخر لحظة” إن أحمد سليمان إسلامي قديم، ومن أشهر زملائه في الدراسة وزير الخارجية بروفسير إبراهيم غندور، والسفير مصطفى عثمان إسماعيل، وقال إن سليمان بخلفيته السياسية بإمكانه أن يتعامل مع القضية السياسية الحالية التي تواجه الجامعة، بينما هنالك من يرى أن سليمان قادرعلى استخدام المخدر والمشرط وإجراء جراحة ناجحة، وكذلك اتخاذ قرارات سليمة بشأن القضية، وأصحاب هذا الاتجاه استندوا إلى البيان الذي أصدرته الجامعة أبان اندلاع التظاهرات، وتفجر قضية البيع
تقدم علمي
مصادر أخرى قريبة من الرجل قالت للصحيفة إنه من الصعب إصدار أحكام على شخصية سليمان، وعزت الأمر لكونه حديث التجربة ولم يوضع في امتحان حقيقي، وتعد هذه القضية الأولى منذ توليه المنصب، ووصفه المصدر بأنه شخصية مهتمة جداً بأنشطة الطلاب الثقافية، وإقامة الورش العلمية ومشاركات الجامعة بالخارج، وقد تمكن من عقد اتفاقيات استفادت منها الجامعه على رأسها اتفاقه مع شركة زين، وإقامة مركز التدريب بتكلفة 20 مليون دولار، لافتاً إلى أن الجامعة تقدمت في التصنيف في عهده، ولكنه بالرغم من الإنجازات العلميه التي حققها إلا أن البعض يعيب عليه أنه لايملك الجرأة والقدرة على المواجهة، وأنه عندما تفجرت قضية الجامعة اكتفى بإصدار بيان قبل أن يغادر إلى موسكو ليتابع القضية من على البعد
آخر لحظة