* لم يجف الحبر الذي كتبت به عن تقرير ديوان المظالم والحسبة لولاية الخرطوم لعام 2015 والذي احتوى على فضائح (بصات الوالي) ومخالفات شركة مواصلات الولاية الموكل إليها إدارة وتشغيل البصات، حتى رشحت المزيد من الفضائح والمعلومات عن هذه الشركة وبصاتها!!
* وللتذكرة فقط، فقد ذكر التقرير أن جميع بصات المرسيدس (التي استوردت قبل بضعة أعوام، ووُصفت حينذاك بالأسطورة، وأقيمت لها الاحتفالات الضخمة)، متعطلة عن العمل، ولا أمل يُرجى من صيانتها لارتفاع التكلفة، وعدم وجود الورش المؤهلة لغجراء الصيانة.. تخيلوا.. مئات البصات تستورد من الخارج بدون ورشة واحدة للصيانة، أو تدريب فنيين وعمال على أعمال الصيانة.. ماذا يمكن أن نسمي هذا غير عبث بالمال العام وإهدار للموارد وجهل بإدارة مثل هذه الأنشطة وما تحتاج إليه من ورش وعمالة مؤهلة وإدارة تعلم ماذا تفعل وماذا تريد، وجهة تراقب وتحاسب، ولكن من يحاسب من، فالكل متورط، ولا بد أن يلوذ بالصمت!!
* وليت الفضيحة اقتصرت على بصات المرسيدس وحدها، لقلنا إنها حدثت سهواً، ولكنها للأسف امتدت لتشمل معظم البصات التي استوردت من الخارج، حيث أشار التقرير الى توقف 568 من 968 بصاً تم استيرادها.. تخيلوا، وأن مديونية الشركة بلغت خلال عامين فقط 45 مليون جنيه (45 مليار ج قديم)..!!
* بل حتى البصات التي منحتها دولة الصين لنا وهي 100 بص ماركة (فاو) لإغرائنا على شراء بصات منها، لا تصلح للعمل بالسودان لعدم ملاءمتها للبيئة السودانية، ولم تكن تحمل كتلوجات إرشادية عنها ولا أرقاماً لقطع الغيار.. أي مجرد كتلة متحركة متى ما تعطلت لا سبيل لصيانتها وتشغيلها مرة أخرى، الأمر الذي أدى لتوقف 65 بصاً منها من جملة 100 بص، وأن 12 بصاً من التي لا تزال في الخدمة تحتاج الى (عمرة).. هذه البصات، أيها السادة الأفاضل، لم يمر على وصولها الى السودان، سوى ثلاثة أعوام، وليس 30 عاماً، كما يظن المرء مما احتوى عليه التقرير من فضائح!!
* أشار التقرير أيضاً، إلى أن الشركة تخسر 6 مليون جنيه شهرياً، وأن عائد البص اليومي 500 ج بينما تبلغ تكلفة التشغيل 800 ج، وإلى وجود مخالفات في الشركة، وأوصى بتصفيتها!!
* كان ذلك ما رشح سابقاً من معلومات.. جاء الآن أن هذه الشركة الفاشلة العاجزة ورغم الخسائر الضخمة التي منيت بها ومديونيتها الكبيرة لأكثر من 60 جهة من بينها بنوك وشركات صيانة وشركات أمن ..إلخ، فإنها بددت مبالغ باهظة في عام 2014، قدرها: 168 مليون جنيه (قديم) على نظافة المكاتب، و75 مليون على الترفيه والدعم الاجتماعي للعاملين ـ وليت التقرير أوضح لنا شيئاً عن هذا الترفيه والدعم الاجتماعي ومن استفاد منه ـ و150 مليون على الاتصالات، و340 مليون حوافز.. تخيلوا شركة عاجزة وخاسرة وأغلبية بصاتها معطلة، ورغم ذلك تنفق كل هذه المبالغ على نظافة المكاتب والاتصالات والحوافز والترفيه.. طبعاً، وكما يقول المثل (جلداً ما جلدك جر فيهو الشوك)!!
* بالله عليكم هل رأيتم عبثاً واستهتاراً وانعدام مسؤولية، وتفريطاً في الحق العام، مثل هذا، ورغم ذلك، فالجميع صامتون، وربما سعيدون!!