بدأ العنف الطلابي في الجامعات عام 1968 وذلك حين اقتحم منسوبو الاتجاه الإسلامي الحفل الطلابي في قاعة الامتحانات بجامعة الخرطوم والذي أقامته الجبهة الديمقراطية والذي اشتهر بحفل (رقصة العجكو) والذي أقامته بمناسبة انتخابات اتحاد طلاب جامعة الخرطوم ذلك العام.. وفي تقديري أن كلا المعسكرين اليساري والإسلامي أخطأوا حين جعلوا من العمل الفني بدلاً عن الحوار الفكري مجالاً للتنافس الحزبي.. للأسف فشل جيلنا الحالي والذي أصبح في صدارة العمل السياسي بشقيه الحاكم والمعارض في وضع أسس سليمة للممارسة السياسية الناضجة سواء في الجامعات أو العمل العام وصار العنف بكل أنواعه اللفظي والمسلح هو الواقع. لقد حاولت الجامعة الأهلية قبل عدة سنوات أن تتوصل مع الطلاب وقياداتهم السياسية بالخارج الى حل وسط وذلك حين دعتنا مع هؤلاء الطلاب والسياسيين الى ورشة عمل مفتوحة للتوصل إلى حل يرضي الجميع وبالفعل قدمنا توصيات جيدة كانت موضع قبول للجميع. وكذلك فعل مدير جامعة الخرطوم البروفسير عبد الملك عندما كان اتحاد جامعة الخرطوم مجمداً، وقدمنا عدة اقتراحات في ندوة بالشارقة، ولكن للأسف الشديد لم يعمل بتلك المقترحات ويبدو أن جهات خارجية نافذة نسفت كل تلك المجهودات إضافة لعدم مشاركة المعارضين لها. كل خوفي أن يكون الجيل القادم أكثر تطرفاً من الجيل الذي سبقه وهو ما بدأ يحدث بالفعل ولذلك أرى أن الحل الوحيد هو نجاح الحوار الوطني الجاري الذي تأخر كثيراً ولا أدري ما سبب ذلك، هل هو مناورة جديدة من الحكومة أم ماذا، أرجو ألا يكون كذلك فالصدقية والشفافية هي أهم ركائز الحوار المنتج للاستقرار والسلام والتوحد الوطني وهي التي يمكن أن تعيد وتبنى الثقة التي فقدناها وأدى إلى هذا العنف سواء كان طلابياً أو حركات مسلحة..
من يغضب ممن؟
قيل أن أعضاء المجلس الوطنى الذين انتقدناهم غاضبون بسبب ما وجه لهم من نقد بأنهم لا يقومون بواجبهم التشريعي والرقابي كما ينبغي وبأنهم يطالبون بحقوقهم قبل أن يؤدوا واجبهم تجاه شعبهم!! وهنا نسألهم من يغضب مم من؟ الشعب أم أعضاء المجلس الذين يرون أن مرتباتهم وامتيازاتهم أهم من معيشة المواطن الذي جاء بهم إلى هذا الموقع الرفيع.. هل سمعت عزيزي القارئ أن أعضاء المجلس صوتوا بأغلبية ساحقة وسحبوا الثقة من مسؤول لأنه فشل في أداء مهامه أو لأنه لم يحترم هذه المؤسسة الدستورية الرفيعة ويمثل أمام أعضائها عند استدعائه؟ بالعكس سمعنا أنهم صفقوا للزيادات في أسعار بعض السلع!!