القرية تمنع الحفلات ويتواثقون على ذلك زمنا طويلاً لم تقم في القرية حفلة عرس. العريس الماكر أراد يعمل حفلة يوم زواجه وخاله من أكبر المناهضين لقيام الحفلات ولا مانع عنده لمنعها بشتى السبل ومن بينها سوط أعتاد على أن يكون معه دائماً حتى سمي أب سوط.
لجأ العريس العفريت لحيلة. بأن جاء لخاله وقال له نريد أن نعمل حفلة، ولكن فلان قال كان تقوم تقوم فوق راسي دا. وفلان هذا ألد أعداء خاله. هنا انفعل الخال أب سوط وقال: عليّ الطلاق تسوها واحرسها ليكم أنا وكان راجل اليجي.
يبدو أن شيئاً من هذا يدور الآن في عاصمة ولاية الجزيرة الجميلة، حيث يعتزم مؤيدو الوالي تسيير مسيرة تأييد للوالي محمد طاهر إيلا. ولإنجاحها أشاعوا أن المؤتمر الوطني رافض لهذه المسيرة ويريدون من ذلك أن يخرج الناس نكاية في المؤتمر الوطني، الذي يظنون أن بعض أعضائه على خلاف مع الوالي، ويريد المدنيون ليقولوا لهم لا تختلفوا مع الوالي، ونكون نحن الضحية ومدني حييت بعد موات بفضل جهود هذا الوالي.
وسمعنا أن جلسة هادئة في قصر الضيافة في ليلة الثلاثاء جمعت الوالي مع المجلس التشريعي وصفوا ما بينهم من خلافات وصاروا عسل على قشطة. (بالمناسبة مرضى السكري لا يتعاطون العسل).
إن كان المدنيون أو سكان مدينة ود مدني فرحين بهذا الوالي ومعهم ألف حق، أن كانوا يظنون أن الصراع بين فرقاء المؤتمر الوطني وشلله هي ما اقعدت التنمية في الجزيرة فوق العشر سنوات (يا ربي التدهور والخلافات بدأت متى؟).
المهم إذا ما أرادوا خيرا بالولاية التي كادت أن تنهي حقبة خلافات شلل المؤتمر الوطني على المدنيين ألا يوقعوا الولاية في خلاف جديد مع الوالي وضد الوالي (دعوا الأشجار تنمو مش ناس الغابات عندهم شعار حلو يقولون فيه دعوا الأشجار تنمو).
لا لأي خلاف، لا لأي شلل، المعركة معركة تنمية (متوازنة) لتعم كل الولاية. وليس هناك ممانع لأن تبدأ التنمية من مدني ما دام اسمه مكتوب في جدول منشور وخطة واضحة وميزانيتها جاهزة.
وفوق ذلك المجتمع مشارك وليس متفرجا ولقد رأينا ذلك يوم نداء الجزيرة للتنمية وسمعنا بعده الكثير. لا مانع من أن يطالب المجلس التشريعي بدوره الرقابي بحُسن نية وحُسن قصد بدون أجندة صراع وعلى الجهاز التنفيذي ألا يستعلي على المحاسبة والرقابة، فهم ليسوا ملائكة.
هذا صمام المسيرة أن يحترم كل الآخر ويقبل النقد البنّاء لتنتفض ولاية الجزيرة بعد ثبات. وذروة سنام ذلك مشروع الجزيرة الذي رفع المعنويات هذا الموسم بجبال من القمح وكما يقول أبو قطاطي ووردي رحمهما الله (وسكت الخشامة).
لا للمسيرة غداً مهما كان نبل مقصدها.