٭ بعد أن رفض العازف المعروف (عثمان ألمو) العرض المغري المقدم له من الفنانة العالمية (فيكي بلين) أن يكون عازفا ضمن فرقتها الموسيقية، اتجهت إلى عدد من أصدقائه المقربين، وكنت أنا من بينهم على أمل أن نعمل على إقناعه بقبول العرض، وأثناء جلوسنا أنا والفنان الكبير (ألمو) تحت ظلال شجرة (الذكريات) بالإذاعة السودانية، خطر على بالي أن أصارحه بالأمر، وبمجرد أن علم أنني أقف إلى صف المغنية الزامبية في أن يمنحها موافقته بالإنضمام إلى فرقتها الموسيقية، أشاح بوجهه عني وقال لي لم أكن أعلم أنك تريدني أن أغادر وطني من أجل حفنة من الدولارات، ثم غادرني وهو يبكي.
* رفض مدير الإذاعة الراحل محمد خوجلي صالحين أن يوافق على تسجيل عدد من الأغنيات التي صاغها باللهجة البجاوية الفنان آدم شاش صاحب الأغنية الشهيرة (فنجان جبنة بي شمالو) وأشار صالحين أنه سيوافق على تسجيل هذه الأغنيات في حالة واحدة فقط، وهي أن يعمل على ترجمتها الشاعر أبو آمنة حامد، وبما أن أبو آمنة كان مسافراً لم يكن أمام فنان الشرق الكبير إلا أن يتجه للوزير عمر الحاج موسى طالباً المساعدة، بعدها إتصل عمر بصالحين موجهاً بتسجيل كل أغنيات فنان الشرق الكبير على مسؤوليته الخاصة.
٭ كثيرون لا يعلمون أن السبب الأساسي الذي دفع بالعالم الكبير توماس أديسون لإختراع المصباح الكهربائي هو أن والدته كانت تحتاج لإجراءعملية جراحية عاجلة، إلا أن الطبيب لم يتمكن من إجرائها لأن الوقت كان ليلاً، فظلت طوال الليل تتأوه أمامه بطريقة جعلت مصرا علي إختراع مصباح كهربائي من أجلها، ويروى أن أديسون فشل في أكثر من مرة في تحقيق أمنيته، إلا أنه نجح أخيراً ليهدي البشرية ملايين من المصابيح المضيئة.
٭ كان برنامج (ساعة سمر) الذي كان يقدمه المذيع الراحل عمر عثمان من أنجح برامج المنوعات الإذاعية وأكثرها شهرة، وتشاء الظروف أن أجد فرصة في تقديم أغنيتي (إنت يا الأبيض ضميرك) من خلال هذا البرنامج، فجأة طلب مني المذيع النجم أن اقرأ قصيدتي مقرونة باسمي كشاعر، وحين نطقت باسمي كاملا إسحق عثمان إبراهيم الحلنقي ، إستوقفني قائلا بل أنت إسحق الحلنقي، ومنذ تلك اللحظة صار هذا الاسم ملازما لي حتى هذه اللحظة، فكان عمر عثمان نجماً (عليه الرحمة).
٭ تتعمد الشمس دائماً في مدينة كسلا أن يتأخر شروقها لمدة ثلث ساعة تقطعها متنقلة بين أحضان جبال التاكا في حالة من الأنس والمؤانسة، ثم تبدأ بعد ذلك في الكشف عن وجهها المضئ لأهلنا في المدينة، قلت هذا الكلام لأخي الشاعر عمر الطيب الدوش عليه الرحمة إن الشمس ظلت على هذا الحال من قبل مئات السنين، لم تتأخر خلالها ولو ثانية واحدة عن تناول فنجان قهوتها الصباحية مع جبل توتيل، وهو يتأمل ضفائرها الذهبية تتهدل على أكتافها، لم يصدقني (الدوش) ولكنه تأكد من الحقيقة، بعد أن نظر إلى ساعته فرأى بعينيه أن الشمس قد تأخرت إطلالتها بالفعل للمدة المشار إليها، وهي تتنقل حافية بين أحضان الجبال.
هدية البستان:
علمني كيف أحبس دمعاتي لما تغيب
وكيف أكتم الآهات لامن تجيني قريب
علشان أطيب منك قابلت ألف طبيب
قالوا العلاج عندك أصبح في حكم الغيب