نائب «حلايب وشلاتين»: نعيش على مقايضة البضائع مع السودان
– أرضنا مصرية 100%.. والسودان يستغل الظروف للمطالبة بها
– السودان كان يدير «حلايب وشلاتين» ولم يمارس عليها سيادة عكس «تيران وصنافير»
– الحكومة المصرية تقدم إعانات مالية وعينية للأهالى.. ونطالب بمزيد من المشروعات التنموية
– نعانى نقصًا فى الأطباء وأحيانًا تسير الحامل 600 كيلو للولادة.. وأقرب جامعة على بعد 700 كيلو
– نطالب بمضاعفة الميزانية المخصصة لـ«حلايب وشلاتين».. ونحتاج لبناء 10 آلاف وحدة سكنية
فى الوقت الذى استغل فيه السودان تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسى والحكومة على سعودية جزيرتى تيران وصنافير فى المطالبة بمعاملته أسوة بالسعودية والتفاوض معه على منطقتى حلايب وشلاتين، اللتين يطالب السودان بعودتهما إلى سيادته منذ عام 1958، التقى «اليوم الجديد» بأول نائب يمثل منطقة حلايب وشلاتين تحت قبة البرلمان منذ تأسيسه، ممدوح على عميرة، وسألناه عن أوجه الشبه والاختلاف بين تيران وصنافير وبين حلايب وشلاتين، وهو ما رد عليه بأن الجزيرتين كانتا سعوديتين ثم أصبحتا مصريتين والآن سيعودان مرة أخرى إلى تبعية المملكة السعودية، أما حلايب وشلاتين فالعكس إذ كانا يتبعان السودان ثم مصر، والفرق الآخر أن الجزيرتين خاليتان من السكان، بينما منطقة حلايب وأبو رماد وشلاتين فيوجد بها مواطنون لن يقبلوا عن الجنسية المصرية بديلا.. وإلى نص الحوار
بداية ما أوجه الشبة والاختلاف بين تيران وصنافير وحلايب وشلاتين؟
طبعًا فيه فرق، مصر لا يمكن أن تتنازل عن حلايب وشلاتين، المنطقة كانت تحت الإدارة السودانية فى فترة من الفترات بناء على قرار وزير الداخلية فى هذا الوقت، وطبعا الإدارة لا تعنى السيادة وبداية من سنة 1990 مصر قررت استرداد حلايب وشلاتين، ومن بعد استلامها بدأت فى تنميتها ببناء مستشفيات ومدارس ومساجد ووحدات محلية وسجل مدنى وبنوك، والسكان هناك معهم الهوية المصرية والدولة تقدم لهم مساعدات مالية.
وما نوعية المساعدات المالية؟
وزارة الشئون الاجتماعية تقدم على مستوى الجمهورية للناس اللى عندهم نسبة إعاقة أو المسنين، الدولة تقدم معاشات تصحر ومساعدات توطين، بالإضافة إلى الإعانات العينية، كالتموين، الدقيق والسكر والزيت وما شابه ذلك، وحافز للطلبة الذين يدرسون، والدولة أمدت المنطقة بشبكات المحمول والشبكات الأرضية.
كم عدد السكان فى تلك المنطقة؟
من 35 إلى 40 ألف نسمة فى تلك المنطقة.
كم منهم سودانيون؟
عندما كانت المنطقة تحت الإدارة السودانية كان من الطبيعى أن يكون مع السكان جنسية سودانية، ولا توجد إحصائية محددة بعدد من يحملون الجنسية السودانية، لكن من الطبيعى أيضا أن كل منطقة حدودية يكون أبناؤها يحملون جنسية الدولة القريبة منهم مثل قبائل أولاد على فى مطروح الذين يحملون الجنسية الليبية، لكن الغالبية فى حلايب وشلاتين يحملون الجنسية المصرية ويتصرفون كأى مواطن داخل القطر المصرى.
وكيف تتصرف المجموعة التى تحمل الجنسية السودانية الموجودة فى حلايب وشلاتين؟
هى نسبة قليلة وأغلبهم من كبار السن، ولا يمارسون أى حقوق أو واجبات تتعلق بالجنسية السودانية.
وكيف يذهبون إلى الانتخابات؟
هم أيضا يحملون الجنسية المصرية، ويذهبون إلى الانتخابات بشكل طبيعى، وهذه هى المرة الأولى التى تنفصل فيها حلايب وشلاتين عن دائرة البحر الأحمر وتكون ممثلة بنائب مستقل، وهذا يؤكد أن هذه المنطقة تحت السيادة المصرية، وحاليا تقوم الدولة بعدد من المشروعات بالمنطقة، ومؤخرا افتتح محافظ البحر الأحمر عددا من المشروعات بالمنطقة، والتى من بينها قصور ثقافة ومساجد ومحطات تحلية مياه والإسكان الاجتماعى ووحدات التوطين و3 محطات متعلقة بالطاقة الشمسية.
ما موارد منطقة حلايب وشلاتين؟
هى منطقة حدودية، وبها تجارة بينية بيننا وبين السودان، بمقايضة البضائع المصرية والسودانية، نحصل من السودان على السمسم و الكركديه والمواشى، فى مقابل مواد البناء ومواد غذائية، وهناك جهات معنية تنظم دخول وخروج الأفراد والبضائع، وتعمل المنطقة أيضا فى نشاط الرعى وتجارة الإبل والأغنام، بالإضافة إلى نشاط الصيد 200 كيلو على البحر الأحمر، ويعد الصيد من المهن الأساسية فى المنطقة.
وما العملة التى تستخدم فى هذه المنطقة؟
الجنيه المصرى أو المقايضة.
وهل هناك لغة أخرى يتحدث بها أهل حلايب وشلاتين؟
هناك مجموعة كبيرة وخاصة كبار السن يتحدثون اللغة البجاوية، وبعد عام 1980 وبناء المدارس أصبح الشباب يتحدثون اللغة العربية المصرية العادية.
مع كل هذه الموارد والمهن التى ذكرتها هل يعنى ذلك أن المنطقة منتعشة اقتصاديا؟
مع كل ذلك لدينا أيضا نسبة بطالة، وعندنا فى سلسلة جبال البحر الأحمر بها معادن وخامات، ومؤخرًا أنشأت الحكومة شركة الشلاتين للثروة المعدنية، لتقضى على التنقيب العشوائى، وإنهاء استخراج الذهب بشكل عشوائى، والآن الشركة لها نشاط، ومنحت تصاريح لبعض الأشخاص والشركات للتنقيب عن الذهب مقابل سداد حقوق الدولة.
المنطقة طبعًا بكر ووعادة ونتمنى من الدولة مزيدًا من الاهتمام.
الدولة السودانية أرادت أن تعامل حلايب وشلاتين معاملة تيران وصنافير؟
وجه الشبه بين جزيرتى تيران وصنافير وحلايب وشلاتين أن الجزيرتين كانتا تحت الإدارة المصرية، وحلايب وشلاتين كانت الحكومة السودانية تديرهما، فالإدارة لا تعنى السيادة، والسودان استغل ظروف جزيرتى تيران وصنافير وجدد مطالبته بضم حلايب وشلاتين ويطالب بالتحكيم، والسودان مقدم للأمم المتحدة من أكثر من 10 سنوات للتحكيم على حلايب وشلاتين، وبالتالى الموضوع ليس جديدا وكل عام يطالب بهذه المطالب، ويستغل أى ظروف تمر بها مصر ويطالب من جديد بتلك المنطقة، لكن موضوع الجزيرتين مختلف.
هل موافقة البرلمان المصرى على اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية تضر بموقف مصر فى حال التحكيم الدولى بشأن حلايب وشلاتين؟
إطلاقا، الوضع مختلف، هذه المنطقة جزء لا يتجزأ من الدولة المصرية وأهلها لا يرضون بديلا عن الهوية المصرية، الجزيرتان فى النهاية جبال، لكن حلايب وشلاتين يقيم عليهما مواطنون والدولة تقدم لهم خدمات ويحملون الهوية المصرية، ولهم نائب يمثلهم فى البرلمان، فهذا موضوع يمثل أمنا قوميا بالنسبة لمصر ولا يمكن التنازل عنه.
ولماذا لا نتعامل بالمثل ونقول إن جزيرتى تيران وصنافير أمن قومى مصرى؟
الموضوع سيعرض على البرلمان وسنطلب الخبراء والقانونيين والمسئولين وسنرى، لكن لا يمكن أن تكون تيران وصنافير بوابة التنازل عن حلايب وشلاتين.
لكن من وجهة نظرك الشخصية.. هل موضوع جزيرتى تيران وصنافير سينتهى بلجنة خبراء أم لا بد من طرح الموضوع فى استفتاء شعبى؟
إذا اقتنع البرلمان بعد الاستماع لآراء الخبراء والاطلاع على الخرائط، بأنهما سعوديتان سيقر الاتفاقية وإن لم يقتنع وتأكد أنهما مصريتان سيرفض الاتفاقية، وهذا البرلمان يمثل الشعب، صحيح أن الحكومة وقّعت الاتفاقية لكن الدستور أكد أن أى اتفاقية خاصة بترسيم الحدود لا بد من موافقة مجلس النواب. ولا نريد أن نستعجل البرلمان.
علاقة مصر والسودان علاقة مشتركة منذ زمن بالإضافة إلى الملفات المشتركة والتى اهمها موضوع سد النهضة.
هل كل هذا يعيد التفاوض بين البلدين حول حلايب وشلاتين؟
صحيح.. إن هناك علاقة طيبة بين البلدين ومصيرهم واحد، وموضوع المياه بالنسبة لمصر أمن قومى، فلا نريد أن تكون حلايب وشلاتين سبب توتر بين البلدين، هناك ملفات كثيرة مشتركة، ولدينا اتفاقيات ومشروعات ومنافذ وتبادل خبرات واستثمارات مصرية فى السودان فكل ما نتمناه أن تكون الفترة المقبلة تعاونًا بين البلدين لا تناحرًا.
ماذا لو وصل الأمر فى التحكيم الدولى إلى استفتاء تقرير مصير فى حلايب وشلاتين؟
الموضوع لن يصل إلى هذا الأمر، فمن شروط التحكيم لا بد من موافقة طرفى التحكيم، ومصر رافضة للتحكيم، لأنها أرض مصرية وعليها سيادة مصرية كاملة، والسودان كل عام يطالب بالتحكيم لكن مصر ترفض، وأرى أنه من غير الضرورى أن نتحدث كثيرًا فى تلك المسألة ونثير التساؤلات: هل هى مصرية أم سودانية، فهى مصرية بالفعل، بل مصرية 100%.
كيف ترى مشروعات التنمية فى حلايب وشلاتين؟
موارد المنطقة كثيرة لكنها لم تستغل، والدولة فى موازنة 2015 صرفت مليار جنيه وهو مبلغ ضخم وجيد، لكننا نحتاج لمضاعفة تلك الميزانية فى السنوات المقبلة، والمنطقة تشهد حركة تبادل تجارى بيننا وبين السودان، بأكثر من 60 %، ولدينا منافذ لها حق التبادل بين السودان، ولدينا مركز للسياحة، ومؤخرا صرح محافظ البحر الأحمر بتحويل مطار بلميس العسكرى وهو يبعد عن الشلاتين بـ100 كيلو فقط، صرح بتحويله لمطار مدنى لخدمة السياحة والتجارة، حاليا وزارة السياحة سمحت ببيع الأراضى للاستثمار السياحى فالمنطقة واعدة وستشهد فى الفترة المقبلة مجموعة من المشروعات التنموية، والمشروعات المستدامة.
وهل ستكون هذه فرصة للمستثمرين السودانيين أيضا؟
نفس القوانين المصرية التى تنظم الاستثمار هى تلك التى ستنظم الاستثمار فى تلك المنطقة، وأنا شايف إن الحكومة هتبدأ بالشلاتين ثم تبدأ بالمناطق الأخرى.
عندما زار وفد البرلمان المنطقة.. ما أبرز المشكلات التى رصدها هناك؟
للتأكيد هذه أول مرة وفد من البرلمان يزور تلك المنطقة، والأهالى كانوا مسرورين، واللجنة زارت المدارس والمستشفيات وأعدت تقرير ورفعته لرئيس المجلس لطرحه للمناقشة، وتقديمه للحكومة، وكان من أبرز المشكلات غياب العنصر البشرى بالنسبة للأطباء والمدرسين، ونطالب برفع بدل جذب الأطباء والمدرسين هناك.
ماذا عن المدارس بالمنطقة؟
هناك مدارس، ابتدائى وإعدادى وثانوى، وتجارى وصناعى، ومدرسة للتمريض وهناك معاهد أزهرية، ولجان امتحانات الثانوية العامة تعقد هناك، لكن لا توجد جامعات، وطلبة الأزهر يذهبون إلى كليات الأزهر، أما طلبة المدارس فيذهبون إلى جامعة جنوب الوادى بالغردقة، والمسافة بيننا وبينها حوالى 700 كيلو، يقطعونها فى 7 ساعات.
وماذا يحدث فى حالة وجود مريض لا يوجد له طبيب؟
الإسعاف تأخذ المريض «كعب داير» على المستشفيات، وهناك حالات تعالج فى الغردقة وحالات أخرى لا يتوافر علاجها فى الغردقة فنذهب بها إلى أسيوط، وطالبنا مؤخرا بأن تحول تلك الحالات إلى أسوان لقرب المسافة، ولك أن تتخيلى أن هناك حالات ولادة متعثرة تضطر إلى السير مسافة 600 أو 700 كيلو كى تصل للمستشفى، وبالإضافة إلى ذلك هناك حالات لا يوجد لديها مقدرة مادية لدفع تكلفة النقل.
وما المشكلات الأخرى غير الصحة؟
عندنا أزمة فى المدرسين، ففى مسابقة تعيين 30 ألف مدرس التى أعلنت عنها وزارة التربية والتعليم منذ فترة لم ينجح أحد من أبناء حلايب وشلاتين، ونجح آخرون من محافظات أخرى لكنهم رفضوا الاستلام لبعد المسافة، ومعهم حق فعلا، فلا يوجد لدينا استراحات ولا يوجد هناك ولى أمر سيسمح لابنته بالسفر يوميا كل هذه المسافة، وتعانى المنطقة من نسبة أمية تصل إلى 60% بين الكبار والشباب، لدينا أيضا مشكلة وحدات التوطين، عندنا مجموعة من الأهالى تقيم فى عشش من الخشب الحبيبى ونطالب الدولة بمزيد من وحدات التوطين، ونحتاج لحوالى 10 آلاف وحدة توطين، ونعانى أيضا من البطالة، ولا يوجد فى المنطقة صرف صحى، وهناك محطات تحلية من البحر، ونأمل فى أن تمد الدولة خطوط مياه من النيل لهذه المناطق.
اليوم الجديد