مسلسل ارتفاع أسعار بعض المواد التموينية ما يزال عرضه مستمراً ولم نسمع بعد عن إجراءات صارمة تجاه المتسببين في ذلك، والسلطات المعنية تكتفي بالرد على الأسباب دون النظر في الحلول، وهي تقول (إن مضاربين وتجاراً وراء هذه الأزمة والجشع)، وهنا نسأل: هل يجدي توجيه الاتهام دونما أي تدابير لمقابلة ذلك؟ وللأسف الشديد فإن البرلمانيين الذين أتى بهم الشعب للدفاع عن حقوقه سواء أكانوا في المجلس الوطني أو المجلس التشريعية الولائية لم يفتح الله عليهم حتى اليوم لمناقشة هذه المشكلة، ماذا سيناقش النواب إذا لم تكن هذه القضية على رأس أولوياتهم؟ سؤال نوجهه للسادة البرلمانيين، حيث يبدو أنهم ما زالوا منذ دخولهم البرلمان يبحثون تحسين معاشهم ورفع رواتبهم والتصديق لهم بإعفاء ضريبي على السيارات وقائمة أخرى!
الآن السوق يستعر.. حتى “ستات الشاي” لجأن إلى أقرب السبل لتغطية زيادة الأسعار بفرض ضرائب إضافية على المواطن البسيط الذي تحمله الأقدار ليجلس في كرسي لتناول فنجان قوة أو كوب شاي، ليدفع جنيهاً على السعر الذي كان سائداً، ليكون سعر فنجان القهوة (4) جنيهات، والشاي (3) جنيهات.. وأول أمس وأنا أقف عند ملحمة بالسوق المركزي حيث احتجت إحدى الزبونات على رفع سعر كيلو اللحمة، فما كان من صاحب الملحمة إلا أن أحالها إلى معلومة أن الدولار ارتفع، لتسأله مرة أخرى عن علاقة الدولار بسعر اللحمة ويرد عليها اسألي الحكومة! هكذا السوق اليوم، كل تاجر أو صاحب محل يبيع على هواه، لا أحد يسأل وربما ذلك تحت ذريعة السوق الحر وتحرير الأسعار.. ضعف آليات الرقابة على المواد التموينية وقوت المواطن البسيط جعل الجشع يتوغل في قلب كل تاجر إلا من رحم ربي.
لن تقف زيادة الأسعار عند السلع التي بلغتها الزيادة مؤخراً، بل أتوقع أن تتمدد إلى سلع أخرى، وأخشى ما أخشى أن نصحو على زيادة تعرفة المواصلات.. وحتى لا نصل إلى هذه المرحلة وإرهاصات الزيادة تبدو واضحة، فإنه يتأتى على السلطات المختصة أن تضع حداً لهذه الفوضى التي تضرب ظهر المواطن المثقل بالديون والمطلوبات اليومية.
في مصر القريبة نجد أن قوت المواطن خطاً أحمر لا يتجرأ تاجر على رفع الأسعار وترسانة رقابية قوية تحرس قرارات الدولة لتخفيف الأعباء عن المواطن، لكن للأسف، في السودان تتوفر الآليات الرقابية لكنها لا تراقب بل تقف متفرجة والمواطن تحاصره الأسعار يوماً بعد يوم.. أرجو أن تلتفت السلطات الاتحادية والولائية والمحلية لهذه الفوضى والناس مقبلون على شهر كريم ينبغي أن يتيسر الحال فيه لا أن يتعسر ليبلغ مداه.. أعينوا المواطن البسيط أعانكم الله.. وهو المستعان.